الاثنين، 24 مارس 2014

الرأي والحقيقة


الرأي والحقيقة
1-    اطروحة باسكال حقائق العقل وحقائق القلب
يبين باسكال :أن العقل وحده لا يمكنه بلوغ الحقيقة كاملة - كما يعتقد العقلانيون -  لأن هناك حقائق ومباديء القلب الأولية التي تشكل منطلقا للبرهنة عن حقائق العقل.
حجاج النص:
يعتمد النص الإثبات والعرض: مبينا  أن الحقيقة لا تدرك بالعقل وحده كما يعتقد العقلانيون ، لأنها تدرك أيضا بواسطة القلب . فالقلب هوأ ساس المبادئ الأولى التي تشكل منطلق كل استدلال  عقلاني رغم محاولة العقلانيين التشكيك في هذه المبادئ. - وهذا أيضا ما قام به الشكاك البيرونيين دون فائدة- .
فالحقيقة نوعان  النوع الأول يدرك بالقلب ، هذه الحقيقة القلبية  هي مباديء أولية واضحة وصلبة وهي من حيث قوتها وبداهتها أقوى من  تلك التي تقوم على الاستدلال العقلي. وعلى سبيل المثال :المكان والزمان والحركة والأعداد التي ندركها مباشرة بالقلب.
والنوع الثاني هو الحقائق العقلية التي يتم  البرهنة عنها عقليا إنطلاقا من المباديء الأولية ( القلبية) وبالتالي فأن العقل والحقائق العقلية تجد منطلقها وتبني خطابها من تلك المبادئ الأولية، فالاستدلالات العقلية يجب أن تستند إلى المبادئ الأولية القلبية.
ولتوضيح ذلك يلجأ النص إلى التمثيل: القلب يدرك أن المكان يتكون من 3 إبعاد، أو أن الأعداد لانهائية والتي ينطلق منها العقل للبرهنة على عدم وجود عددين مربعين يكون أحدهما ضعف الآخر.
بذلك يستخلص أن المبادئ يتم الشعور بها وإدراكها بشكل مباشر( محلها القلب) ، أما القضايا فيتم البرهنه عليها واستخلاص بعضها من البعض( محلها العقل.) وكل من القضايا أو المبادئ تتصف بنفس القوة واليقين رغم اختلاف طريقة تحصيلها. وبالتالي فلا يجوز للعقل أن يطلب من القلب البرهنة على مبادئه كي يتوافق معها كما لا يجوز للقلب أن يطلب من العقل الشعور  بالقضايا التي يبرهن عليها ليتلقاها منه.
هكذا يتوصل النص  إلى القول أن كل من القلب والعقل يختص في نوع من الحقائق فالقلب، بالمباديء الاولى والعقل ،بالقضايا مما يجعل الواحد يكمل ألآخر.    
2-  أطروحة غاستون باشلار الراي مخطيء دوما :
 يرى  باشلار  أن بادئ الرأي مخطئ دوما ولا يقدم حقائق بل يترجم الحاجات إلى معارف، والحقائق العلمية مناهضة دوما لباديء الرأي وهذا يعني أنها بناء عقلاني ينطلق من طرح الأسئلة الصحيحة والإجابة وفق منهج دقيق. ( نفي لوجود حقائق تقوم على المعرفة القلبية المباشرة التي لن تكون في النهاية إلا أراء أولية معرضة للخطأ)
 يبين النص أن الرأي والعلم متعارضين دوما ، وإن وافق العلم الرأي  في بعض الأحيان، فسيكون لسبب وطريقة مغايرة لباديء الرأي.
وما يجعل باديء الرأي مخطئا  دوما هو كونه لا يقوم على برهنة عقلانية، لأنه خاضع للحاجيات اليومية والرغبات والمعتقدات والانطباعات الخاصة بالإنسان العادي، وبتعبير باشلار فهو يترجم الحاجات إلى  معارف من هنا يعتبر باشلار أن بادئ الرأي هو عائق إبستمولوجي أمام المعارف والحقائق العلمية ، وينبغي بالضرورة تجاوزه.  فالعلم ، لا يمكن ان يعالج القضايا التي لا يفهمها ،بل المعالجة العلمية تفترض طرح أسئلة ومشاكل بشكل واضح ودقيق وفق عقلانية تطبيقية و منهج يجمع بين العقل والتجربة ، تمكن من تقديم أجوبة دقيقة  وهذا معناه أن المعرفة العلمية إذن ليست معرفة معطاة وجاهزة ، بل الحقيقة العلمية  بناء ، ف"لا شيء يحدث تلقائيا، لاشيء يعطى، كل شيء يبنى."
هكذا ينفي النص المعارف الجاهزة والمعطاة كما ينفي باديء الرأي ، فالمعرفة العلمية تبدأ عندما يتم طرح الأسئلة الحقيقية والصحيحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق