الاثنين، 24 مارس 2014

معايير الحقيقة


معايير الحقيقة     
        * إشكال المحور: ما هو معيار الحقيقة؟ وعلى ماذا يمكن تأسيسها؟   
            1-   ديكارت الحقيقة عقليةوتقوم على الحدس والإستنباط  :
الأطروحة: يرى ديكارت أن الحقيقة هي أساسا حقيقة عقلية مادامت المعرفة الحسية معرفة مشكوكة فيها ، وان الحقيقة يتم التوصل اليها  ،دون أن نخشى الوقوع في الخطأ، بواسطة عمليتين عقليتين  هما الحدس والإستنباط . 
تتعارض الحقيقة عند ديكارت مع الرأي، إذ أنها تعتمد على المنهج وعلى قواعد عقلية صارمة( يمكن اختصارها في أربع قواعد رئيسية: البداهة، التحليل، النظام والمراجعة.) وتتأسس الأفكار البديهية على مبدأ الحدس، في حين تتأسس الأفكار الأخرى على مبدأ الاستنباط. هكذا يحدد ديكارت للحقيقة معيارين رئيسيين هما: الحدس والاستنباط. والحدس عنده هو إدراك عقلي خالص ومباشر، ينصب على أفكار بديهية ومتميزة في الذهن بحيث لا تحتاج إلى استدلالات عقلية ولا تقبل الشك؛ كأن أدرك أنني موجود أو أن المثلث هو شكل ذو ثلاثة أضلاع. أما الاستنباط فهو إدراك غير مباشر للحقيقة، بموجبه يتم استخلاص حقائق جديدة من الحقائق البديهية الأولية على نحو منطقي صارم بواسطة عملية الاستنباط . ولذلك فالحقائق التي يتوصل إليها عن طريق الاستنباط لا تقل أهمية ويقينية عن الحقائق الحدسية الأولية، ما دامت صادرة عنها بواسطة حركة فكرية مترابطة ومتصلة تفضي إلى نتائج ضرورية.
 هكذا فالحدس والاستنباط هما أساس المنهج المؤدي إلى الحقيقة. وبذلك فمعيار الحقيقة يتحدد أولا في البداهة المرتبطة بالحدس؛ إذ أن كل فكرة بديهية هي فكرة حقيقية تدرك بواسطة الحدس العقلي الخالص، كما يتحدد هذا المعيار ثانيا بواسطة التماسك المنطقي المرتبط بالاستنباط؛ إذ أن كل فكرة منسجمة منطقيا ومتطابقة مع قواعد الاستنباط العقلي تعتبر فكرة صحيحة ومنطقية.
2-اسبينوزا الحقيقة معيار ذاتها
الأطروحة  :   الحقيقية تحمل معيارها في ذاتها ، لأننا عندما نملك فكرة صحيحة نكون متأكدين منها ولا نشك في صحتتها ، وبالتالي فالحقيقة معيار ذاتها ومعيار الخطأ .
 يرى اسبينوزا  ان معيار الحقيقة  يكمن في البداهة التي تتمثل في كون الفكرة الصحيحة تحمل يقينها في ذاتها، إذ أنها تفرض نفسها على العقل بشكل واضح ومتميز لا يتطرق إليه أدنى قدر من الشك. هكذا فالحقيقة هي معيار ذاتها، وهي تشبه النور الذي ينكشف فيؤدي إلى انقشاع الظلام.  فالفكرة الصادقة او الصحيحة تمتلك  اقصى قدر ممكن من اليقين وبالتالي فإننا لا يمكن  ان نعلم أننا فهمنا شيئا معينا الا إذا سبق لنا وفهمنا هذا الشيء أي إلا إذا كنا نملك عنه فكرة يقينية ، وبالتالي فلو لم نكن نملك يقينا عن  الشيء لما اعتقدنا انه يقيني  أي ان امتلاكنا للحقيقة يعني أننا نملك فكرة مطابقة لموضوعها . من هنا يرى اسبينوزا أن الفكرة التامة هي تلك التي تملك في ذاتها كل الخصائص والعلامات الباطنية المميزة للفكرة الصحيحة. وهذا ما يجعل الحقيقة معيار ذاتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق