الخميس، 27 مارس 2014

تاريخ نشأة مهنة التعليم




مهنة التعليم:
1-     التطور التاريخي لمهنة التعليم:
كان التعليم في القبائل البدائية عبارة عن ما يلقنه الأولياء الى أولادهم، و ما 
يلاحظه الصغار من أعمال و سلوكات الكبار، ثم ظهرت المدارس في شكلها
النظامي، في وقت أصبح تعلم الكتابة أمر لا مناص منه لنقل التراث
المكتوب، و قد كانت حكرا على صفوة من الخاصة كرجال الدين....
"و كانت مهنة التعليم في منزلة سامية نتيجة لسمو مراكز الكهنة في المجتمع 
في ذالك الوقت، كما كان التعليم مقصورا على تعلم رموز اللغة و فهم ما
سجل بهذه الرموز من تاريخ و دين و فلك و غيرها". (محمد احمد كريم،
2002، ص 16).
لكن نجد أن اليونان و غيرهم لم يولوا للمعلم مكانة كبيرة، و بذالك أصبحت
القراءة و الكتابة أمرا عاما و لم تعد وقفا على الكهنة فقط.
أما حال معلمي المواد الراقية كالفلسفة و البيان فكانت أحسن حالا من حال 
معلمي القراءة و الكتابة في العصور الوسطى أي في العصور المسيحية
الأولى فايضا كان رجال الدين هم الذين يقومون بنشر الدين و تعليم الناس
مبادئ القراءة و الكتابة. و ينقسمون الى نوعين معلمو المرحلة الأولى،
كانوا يعملون في الكنائس و الأديرة، يعلمون الأطفال القراءة و الكتابة، و
حفظ آيات الكتاب المقدس و بعض الحان الكنيسة، و معلمو التعليم العالي، و
هم على قدر كبير من المعرفة و الثقافة يقومون بتدريس الدراسات اللاهوتية
في أمور الدين و العقيدة و هي حكر على أبناء الملوك و الخاصة.
"في العصور الإسلامية: بدأت بمعلمها الاول، الرسول (صلى الله عليه و
سلم) و الذي جاء لينشر الدين الجديد و ليعلم الناس أمور دينهم و دنياهم"
(محمد احمد كريم، 2002، ص 19).

و يمكن القول عن وضع المعلمين خلال العصور الإسلامية أنهم كانوا
ينقسمون الى نوعين:
1-     معلمو المراحل الأولى (الكتائب) و كان مستوى إعدادهم متدني، و بالتالي منزلتهم متدنية أيضا.
2-     معلمو المساجد و المدارس: و هم العلماء و المتخصصون في فروع المعرفة، يتمتعون بالوضع المرموق، و المكانة العالية.
كما أن عملية التعليم في هذا العصر لم تكن حرفة للكسب و إنما كانت خدمة
دينية.
أما في عصر النهضة، فنجد أن أحوال المعلمين قد تحسنت ماديا و اجتماعيا، و
بقيت هناك تفرقة بين معلمي المراحل الأولى، و معلمي المدارس الثانوية.
أما في عصر الإصلاح، ارتفع مستوى إعداد المعلمين و لم تعد عملية التدريس
مجرد مواد دراسية بل أصبحت مهنة لها أصولها و وسائلها، حتى أصبحت مواد
التربية تدرس في الكليات و الجامعات.
و عليه نجد أن مهنة التعليم مرت بمراحل عديدة حيث كانت مقتصرة على
مجموعة خاصة من الكهنة و أبناء الملوك، و تطورت مع الزمن حتى أصبحت
تمس كل أبناء المجتمع مع إعداد جيد للمعلم الذي هو حجر الأساس في عملية
التعليم.
"لذا فان عملية التعليم مسالة لم تعد اليوم محل جدال في أي منطقة من العالم،
فالتجارة الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن بداية التقدم الحقيقية
بل و الوحيدة هي التعليم، و أن السباق في العالم اليوم هو سباق في التعليم من
اجل التنمية البشرية، و إن اخذ هذا السباق إشكالا متعددة، سياسية او اقتصادية او
عسكرية. (محمد كتش، 2001، ص 68).

هناك تعليقان (2):