الأحد، 9 مارس 2014

المسألة التربوية التعليمية عند المسلمين


الكتب التي عالجت المسألة التربوية التعليمية عند المسلمين :
لا شك أن هذه المصنفات مهمة في فهم التطور التاريخي الذي خضعت له مسألة التربية والتعليم في الإسلام، فهي على كثرتها وتعددها توضح الاهتمام البالغ الذي أولاه الرواد الأوائل لهذه المسألة، منطلقين في ذلك من التوجيهات والتصورات الإسلامية التي دعت إلى العناية المستمرة والمتتابعة بالأجيال المسلمة، وقلما نجد مصنفا تربويا إسلاميا لا يلجأ إلى الحديث عن مفهوم العلم والمعرفة، وآداب العلم والمتعلم وطريقة التعليم. ونقف على مثل هذه المعطيات، عندما نطلع على كتب بعض المفكرين، أمثال: عبد الرحمن بن خلدون، وابن سحنون، وابن حجر الهيثمي، وغيرهم كثير، ويصعب علينا في هذا المجال أن نقف عند كل مصنف، ولهذا ارتأينا أن نمثل بمفكرين مغربيين لهما بالغ الأثر في النتاج الفكري العربي الإسلامي، كما أن لهما جانبا بارزا فيما يرتبط باهتمام كل واحد منهما بمجال التربية والتعليم، وهما: ابن الحاج صاحب "المدخل"، والقاضي أبو بكر بن العربي المعافري.
1.2.2- تصور المتعلم لدى ابن الحاج وابن العربي:
اختيارنا لهذين المفكرين المغربيين يرجع لتشابه آرائهما، على اعتبار أن ابن الحاج يعتمد كثيرا إيراد أقوال ابن العربي، وخصوصا في كتاب "المدخل"، ولذلك فإن عرض أفكارهما هنا يصدر عن رؤية وتصور موحدين.
اهتم علماء الإسلام كثيرا بمسألة شروط التعليم، من خلال اتباع مجموعة من الطرق والأساليب، يمكن إجمالها في ما يلي:
- الإلقاء الذي يمكن أن يسمى المحاضرة.
- الإملاء أو التلقين.
- المناقشة أو المذاكرة أو المناظرة.
2.2.2- تصور المدرس لدى المفكرين
اعتبر المسلمون مهنة التعليم من أشرف المهن التي يمكن أن يتعاطاها المسلم، لأن المدرس يتصرف في عقول ونفوس المتعلمين، فهو مكلف بتشكيلها، وتنميتها، ولذلك وجب عليه أن يكون في مستوى الأخلاق الإسلامية السامية، وهو يباشر مهمته.
ثم عمد رواد التربية في الإسلام إلى توجيه المدرس إلى كيفية العمل، فبسطوا له الطرق، وحددوا له الوسائل المساعدة على التعليم والتعلم، وهكذا تحدثوا عن التبسيط والتدرج في الكلام وعرض المعاني.
3.2.2- تصور المادة لدى المفكرين
وينبغي أن يعلمهم الخط كما يعلمهم حفظ القرآن، لأنهم بذلك يتسلطون على الحفظ والفهم، فهو أكبر الأسباب المعينة على مطالعة الكتب وفهم مسائلها. إن المادة التعليمية عند الرواد الأوائل لا يمكن تصورها بمعزل عن القرآن الكريم، فهو الذي يشكل الانطلاقة الأولى لأي تعليم، رغم انتقادات ابن العربي لهذه القضية.
3.2- مؤسسات ممارسة التربية والتعليم في الإسلام
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم المكلف برسالة ربه عز وجل مبلغا وموجها، ومن ثمة معلما ومربيا، وقد كانت دار الأرقم بن أبي الأرقم هي أول مؤسسة تعليمية يمارس فيها تلقين الآيات القرآنية، وتحفيظها للداخلين في الدين الإسلامي.
وأصبح المسجد بصيغة طبيعية هو مركز التربية والتكوين، وقد كانت هذه الحقيقة بارزة في تاريخ التعليم الإسلامي؛ حيث جميع الأئمة الذين برزوا في مختلف فروع المعرفة استقوا علمهم، ودرسوه بعد ذلك داخل المساجد، ثم بدـت المدارس تتطور؛ إذ بنيت أول مدرسة في دمشق في العصر العباسي، كما أن حوانيت الوراقين شكلت بالإضافة إلى المنازل الراقية؛ مؤسسات ومراكز للتعليم والمناقشة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق