الأربعاء، 26 مارس 2014

أول توسعة للمسجد النبوي



أول توسعة للمسجد النبوي
كثر عدد المسلمين في المدينة، وأصبح المسجد يضيق عن استيعابهم، وخاصة في الأوقات التي يأمر فيها رسول الله  بالصلاة جامعة، وفي أيام الجمعة، فلما كان العام السابع للهجرة، وبعد عودته من خيبر، شكى إليه بعض الصحابة ما يجدونه من ضيق في المسجد، فوجه  إلى توسعته(37) ، وكان بجواره من جهة الغرب والشمال أرض لم تبن بعد ، فأشتراها عثمان بن عفان ، ووهبها للمسمجد . وبدأت التوسعة ؛ هدم الجداران الغربي والشمالي، ومُدَّتْ في كل صف ثلاثة أعمدة جديدة غرباً، وازدادت صفوفها ثلاثة صفوف شمالاً، وأعيد بناء الجدارين كما كانا، وأعيد في كل منهما الباب الذي كان فيه في موازاة موقعه السابق. ومُدَّ السقف ليغطي التوسعة الجديدة، وبذلك صــــار شكل المسجــــد مربعاً تقريباً يبلغ طــــول ضلعه 50 متراً، وتقرر بعض المصــــادر أن ضلعه العرضي (شمال وجنوب) كان أقل من ذلك بنصف متر أو متر(38). ولا نجد أية إشارة إلى تغيير في ارتفاع الجدران أو فتح نوافذ أو تغييرات أخــــــرى ويمضي الزمان بالمسجد النبوي وهو لصيق بحياة رسول الله  ، لصيق به في العبادة، وفي الأوقات التي يتحلق فيها الصحابة حوله يَسْمَعونه ، ويتعلمون منه أمور دينهم، وفي الخطابة يخطبها في الجمعة والعيدين، وكلما حزب أمر ودعت الحاجة، لصيق به في حياته الخاصة، حيث حجرات زوجاته اللواتي يعشن معه فيها، ولاسيما حجرة عائشة وحجرة ابنته فاطمة وزوجها علي رضي الله عنهم أجمعين وتنتهي السنة العاشرة للهجرة ، ويعود رسول الله  من الحج، ثم يتوعك، ثم يشتد عليه المرض ، فيستأذن زوجاته أن يُمَرَّض في بيت عائشة فَيأْذنَّ له، ويشتد عليه المرض، ثم يلحق بالرفيق الأعلى، وقد اشتدت الصدمة على الصحابة، وأذهلت بعضهم مثل عمر بن الخطاب ، الذي هدد بقتل كل من يقول أن رسول الله  قد مات. ثم جاء أبو بكر فتلا الآية الكريمة : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ }( 39) ، فهدأ روعهم واستسلموا لحزن عميق(40). واختلفوا في دفنه فمن قائل ندفنه في مسجده، ومن قائل ندفنه مع أصحابه. فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله يقول : ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض . فرفع فراش رسول الله  فحفر له تحته(41) ، وكسب المسجد النبوي مدى الدهر جواراً لجسد سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام (42)    .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق