أهداف هيئة الأمم المتحدة
أهداف الأمم المتحدة ويقصد بها الأغراض التي تمثل
الحكمة و المغزى من قيام الأمم المتحدة وتعبر
عن مجمل الأهداف التي انعقد عليها رأي الدول الأعضاء , وتنبئ عن المقصد الذي تؤمن وتقتنع
به دول الأطراف . وقد تناولت هذه المادة المقاصد في أربع فقرات خصصت كل منها لهدف من
الاهداف الأربعة التالية :-
حفظ السلم و الأمن الدوليين ..
يعتبر هذا الهدف من أولى أهداف الأمم المتحدة ,
التي أوردت أن شعوب الأمم
المتحدة آلت على نفسها "أن تنقذ الأجيال المقبلة من
ويلات الحرب , التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف".
و نصت أيضا على "أن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم و الأمن الدوليين". ثم تلا
ذلك تردد فكرة السلام العالمي , و الأمن الدولي .
و تحقق الهيئة الدولية هذه الغاية , من خلال اتخاذ
التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم , و تعمل على ازالتها , وتقوم
بقمع أعمال العدوان . و غيرها من الأمور التي تخل بالسلم , وتتخذ الوسائل السلمية لتسوية
المنازعات الدولية , وفقا للمبادئ العدل و القانون الدولي .
- إنماء العلاقات الودية بين الدول ..
يعتبر هذا الهدف الثاني من أهداف الأمم المتحدة
و قد نصت "أن نأخذ أنفسنا بالتسامح , و أن نعيش معا في سلام و حسن جوار"
. و قد نصت أيضا على "إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ
الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب , و بأن يكون لكل منها تقرير مصيرها , وكذلك
اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتعزيز السلم العام" . [1]
و يعتبر هذا الهدف تعزيزا للهدف الأول ذلك أن تحقيق
السلم يتطلب بالضرورة توافر مناخ من العلاقات الطيبة و التسامح و حسن الجوار بين الدول .
و يعتبر حق تقرير المصير محورا أساسيا و ركيزة قوية
في توفير المناخ المطلوب لإنماء العلاقات بين الدول . ويقضي هذا الحق بأن يكون من حق
كل شعب أن يختار بحرية مستقبله السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي . و قد ظل
حق تقرير المصير مبدأً سياسيا منذ عصر الثورة الفرنسية ينادي به رجال السياسة , و لكنه
بدأ يكتسب الصفة القانونية عندما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة .
- تحقيق التعاون الدولي لحل المسائل الدولية في المجالات
الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الانسانية ..
يعتبر هذا الهدف الثالث من أهداف الأمم المتحدة
, التي نصت على التزام الشعوب
الأمم المتحدة "أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدما
, و أن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح" . و أن تستخدم الأداة الدولية
في ترقية الشؤون الاقتصادية و الاجتماعية للشعوب جميعا" . و نصت أيضا على
"أن تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية و الاجتماعية
و الثقافية و الإنسانية و على تعزيز أقدام حقوق الإنسان و الحريات الأساسية للناس جميعا
و التشجيع على ذلك اطلاقا بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال
و النساء" .
و يبدو من هذه النصوص إن الأمم المتحدة جعلت من التعاون هدفا مستقلا قائما
بذاته , و هذا على عكس عهد عصبة الأمم الذي لم يتناول موضوع التعاون الدولي الاقتصادي
في نصوصه أو في وثائقه ..
- جعل الهيئة مرجعا لتنسيق أعمال الأمم و توجيهها
نحو الغابات المشتركة ..
يعتبر هذا الهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة
, التي نصت على إن الهيئة مرجعا من مراجع أخرى . الأمر الذي يفيد امكانية قيام تنظيمات
دولية أخرى إقليمية أو فنية تقوم إلى جانب هيئة الأمم المتحدة , و تكون في ذات الوقت
مرجعا لتنسيق أعمال الدول . ومن هنا يبدو أن الأمم المتحدة قد تخلت عن فكرة المركزية
الدولية و استفادت من تجربة عصبة الأمم التي كان إصرارها على المركزية أحد العوامل
التي تسببت في فشلها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق