أهمية التدريب فى التنس
أن للتدريب على مهارات التنس بما فيه من مواقف
متغيرة تفرض ضرورة العمل على زيادة القدرة على تركيز الانتباه والادراك والملاحظة
والتصور العقلى وسرعة الاستجابة وحسن التصرف تبعا للظروف المختلفة أثناء الاداء ،
ويتضح أهمية الجانب
العقلى لما تتطلبه أداء المهارات من مزيج دقيق من التوقيت
والتوافق وسرعة إتخاذ القرار.
ويوضح روبرت Robert
Weinberg ( 1992 ) أن أى مباراة
للتنس تتطلب من اللاعب إتخاذ من ( 900: 1000) قرار تقريبا وكل منها لابد وأن يتم
فى أقل من ثانية ، كما أشار إلى وجهة النظر البيوميكانيكية أنه إذا حدث أى إنحراف
فى المضرب بمعدل درجة أو درجتين ، فهذا سيؤدى إلى ضرب الكرة لاسفل الشبكة أو خارج
الملعب، هذا بجانب إلى عملية التوقف والاستمرار فى اللعب تجعل المباراة متميزة عن
غيرها من الالعاب الاخرى ، حيث أن العمل ثابت فى أى رياضة أخرى ، لكن التنس يسبب
للعقل عديد من المواقف وخاصة بين تسجيل النقاط وتغيير الارسال ، مما يسبب ضغوط
هائلة على العقل ، فنجد أن ثلث وقت المباراة يضيع فى اللعب ، فى حين أن ثلثى الوقت
يضيع فى تسجيل
النقاط وتغيير الارسال، وخلال هذا التوقيت يحدث تشتت للعقل ،
وأنتقال فجائى من الفعل إلى التفكير مما يتسبب فى أخذ قرارات خاطئة وبالتالى أخطاء
فنية فى الضربات .( 33: 501 )
وقد أجريت دراسة مسحية لمدة ثلاث سنوات لمعرفة
آراء اللاعبين المصنفين عالميا ومدربيهم على أهمية الجانب العقلى فى التنس ، فقد
أشار البعض إلى أن 50% على الاقل من نجاح الاداء يعتمد على الجانب العقلى ، فى حين
أشار البعض الاخر إلى أنه من 80% إلى 90% عقلى ، ولقد أوضحت الدراسة أيضا أن ضربات
الارسال ورد الارسال والضربة الساحقة من أصعب الضربات فى المباراة إعتمادا على
الناحية العقلية ، وهذا يرجع إلى أن اللاعب لديه الوقت الكافى للتفكير قبل ضرب أيا
منها ، وتعتمد نتائج الاداء فيها سواء بالنجاح أو الفشل على اللاعب نفسه طبقا لما
حدده قانون اللعب ولعدم إرتباطها ببقية المهارات ، ولذلك تعتبر من المهارات
المغلقة التى يمكن إستخدام التدريب العقلى معها ، حيث تعتمد على القدرات العقلية
الفردية للاعب لتحقيق أفضل أنجاز للاداء المهارى .( 33: 4 )
ولما كانت مهارتى الارسال ورد الارسال من
المهارات الاساسية للمحتوى التطبيقى داخل المنهج المقرر للفرقة الرابعة ، والتى
يجب على الطالبة إتقان تلك المهارات من أجل تحسين مستوى اللعبة بالإضافة الى
أجتياز الاختبارات التطبيقية ، ولما كان أداء تلك المهارات يتطلب حضور ذهنى بدرجة
عالية لتفهم طريقة الاداء بجانب قدرة على تصور عقلى للمهارة بشكل جيد ، فقد لاحظت
الباحثة من خلال الرؤية العلمية لها فى مجال تخصصها ، أنخفاض مستوى أداء الطالبات
فى الاختبارات التطبيقية ، وقد ترجعه الباحثة إلى عدم الاهتمام بالتدريب العقلى
لهذه المهارات من جانب القائمين بالتدريس والتدريب ، وهذا ما أكدته نتائج
المقابلات الشخصية معهم ، والتى أوضحت الاهتمام بتنمية النواحى البدينة دون
الاهتمام بتنمية المهارات العقلية ، الامر الذى يعد تقصير فى أحدى جوانب التدريب
على المهارات الحركية ، ولأن للتدريب العقلى أهمية كبيرة فى المساهمة فى أكتساب
وتنمية المهارات الحركية عن طريق المشاركة فى تطوير المهارات العقلية ، فقد رأت
الباحثة أنه من الاهمية تناول هذا الموضوع بالبحث والدراسة لتحويل الحالة الوقتية
التى تحدث للطالبة وخاصة أثناء المنافسات أو الاختبارات التطبيقية من ( توتر- عدم
تركيز 0 وعدم ثقة) إلى سمات أخرى أكثر إيجابية تمكنها من الوعى وعدم التشتت
فتستطيع المحافظة على الاداء بصفة عامة وتحسن من مستوى الارسال ورد الارسال بصفة
خاصة، وذلك عن طريق التعرف على تأثير برنامج تدريبى مقترح بأستخدام التدريب العقلى
على تحسين دقة ومستوى أداء الارسال ورد الارسال وتنمية بعض المهارات العقلية فى
التنس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق