الخميس، 20 مارس 2014

المناهج التي حاولت أن تدرس التراث العربي الإسلامي



 المناهج التي حاولت أن تدرس "التراث" العربي الإسلامي ومن ضمن هؤلاء, المستشرقين ينقسمون إلى ثلاثة: فهناك المستشرقين الذين اعتمدوا المنهج التاريخي و هناك أصحاب المنهج الفيلولوجي و أخيرًا أصحاب المنهج الفرداني أو الذاتي.
          - أما أصحاب المنهج التاريخي: فهؤلاء هدفهم هو بناء "الوحدة و الإستمرارية" في تاريخ الفكر الأوروبي, لهذا نجد صاحب هذا المنهج «يفكر "شموليا" في الفلسفة الإسلامية لا بوصفها جزءاً من كِيان ثقافي عام هو ثقافة العربية الإسلامية, بل بوصفها امتداد منحرفا مشوها للفلسفة اليونانية»19. إن هذا المنهج «يمارس بصراحة إمبريالية على التاريخ»20.
          - أما المنهج الفيلولوجي: فإن أصحابه يقدمون نظرة تجزيئية في معالجة المواضيع على عكس أصحاب المنهج التاريخ "الشمولي". و المستشرق«عندما يتجه     إلى الثقافة العربية الإسلامية بنظرته التجزيئية لا يعمل على رد فروعـها و عناصرها إلى جذور و أصول تقع داخلها أو على الأقل مقروءة بتوجيه من همومها الخاصة, بل هو يجتهد كل الاجتهاد في رد تلك الفروع والعناصر إلى "أصول" يونانية (...) أو إلى "أصول" هندوأروبية»21.
          - أما أصحاب المنهج الفرداني أو الذاتي: فهم يرفضون «في آن واحد الشمولية التي يقررها المنهج التاريخي و النظرة التجزيئية التي يكرِّسها المنهج الفيلولوجي و يدعون إلى التعامل مع كل مفكر على حدَّة بوصفه شخصية مبدعة و ليس مجرد تعبير عن وسط اجتماعي أو لحظة تاريخية'»22. و هذا ما حاول بعض المستشرقين تطبيقه الثقافة العربية الإسلامية. فتعاطف بعضهم مع شخصيات عربية إسلامية, ''كتعاطف ماسِينيون مع الحلاج أو هِنْرِي كُورْبَان مع السَّهروردي''. ولكن هذا التعاطف يبقى موجها من داخل إطاره المرجعي الأصلي أي المركزية الأوروبية.
          إن ما يجمع هذه الدراسات الثلاث كلها هي أنها تجعل من الثقافة العربية الإسلامية في « خدمة "النهر الخالد", نهر الفر الأوربي الذي نبع "أول مرَّة" من بلاد اليونان»23. إنها تحاول أن ترسِّخها داخل إطار المركزية الأوروبية. يقول الجابري: «نحن لا ننكر مجهودات كثيرة من المستشرقين الذين ساهموا في نشر و تحقيق عدد مهم جدًّا من كتب التراث العربي الإسلامي و الذين سلطوا كثيرا من الأضواء على جوانبه... و لكن يجب أن نكون واعين في ذات الوقت بأن اهتمامهم بهذا التراث سواء على مستوى التحقيق و النشر أو على مستوى الدراسة و البحث لم يكن في أية حال من الأحوال, ولا في أي وقت من الأوقات, من أجلنا نحن العرب و المسلمين, بل كان دوما من أجلهم هام» 24.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق