السبت، 1 مارس 2014

تأثير الازدحام والتلوث على عقلية الطفل :



  تأثير الازدحام والتلوث على عقلية الطفل :

يعد التلوث والازدحام من اكثر معوقات النمو والتطور عند الطفل والانسان عموما ، وقد اشرنا إلى بعض هذه النقاط في الفقرة السابقة ، ونظرا لتعدد وكثرة الملوثات ومظاهر الازدحام ، فإننا نتناولها على سبيل الذكر لا الحصر .


معدن الرصاص من اكثر المعان خطورة وكذلك من اكثرها انتشارا في الاستخدمات والمنتجات الصناعية ، فهو يدخل في عوادم السيارات والبنزين ودخان المصانع ووقود الاجهزة الصناعية والاسفلت والزفت المستخدم لرصف الطرق والبويات ويدخل في طلاء بعض اواني الطعام
وهو من اكثر المعادن إضرارا بالانسان عامة والاطفال خاصة لانه لا يدخل في فسيولوجيا الجسم


بحث اجراه فريق من اعضاء هيئة التدريس بوحدة امراض التخاطب بكلية طب عين شمس وقسم الكمياء بكلية التربية في مصر على خطورة التلوث بالمعادن الثقيلة التي تعتبر من اخطر التلوث البيئي وخاصة على الاطفال.

اكتشفوا فيه ان تأثير الرصاص على الاطفال اكبر ، لسهولة امتصاصه وبطء إخراجه والتخلص منه وكذلك حساسية الجهاز العصبي المركزي في الخمس سنوات الاولى من عمر الطفل .. كما انه يؤثر على الجهاز المناعي والدم مما يترك أثرا مستديما بضعف جهاز المناعة وسهولة تعرض الطفل للأمراض

قام دكتور محمد بركة رئيس الاقسام بجامعة عين شمس والزائر للمستشفي السعودي الالماني – بتجربة

حيث تم اتخيار 30 طفل من بيئة معرضة للرصاص ، و30 اخرين من بيئة بعيدة عن هذا الملوث .. وتم تقسيمهم لمجموعتين بمتوسط عمر 6 سنوات

وتم  تحديد العمر اللغوي والعقلي لهم ( او ما يسمى بمعامل الذكاء ) وكذلك قياس مدى صعوبة التحصيل الدراسي لدى أطفال المجموعتين

اظهرت نتائج البحث .. انخفاض العمر العقلي بمعدل عام والعمر اللغوي بمعدل عامين في مجموعة الاطفال التي تعرضت للرصاص

وعند قياس نسبة الرصاص في بول اطفال المجموعتين .. وجدوا انه في المجموعة الاولى 1605 وحدة .. بينما المجموعة الثانية 302 وحدة

 وانتهي البحث بتوصية من الدكتور محمد بركة بمحاولات جادة لتقليل استخدام الرصاص ، وخاصة تفعيل استخدام البنزين الخالي من الرصاص لان عودام السيارات هي الاكثر خطرا وانتشارا ووصولا لجميع طوائف المجتمع

ومما يتضح لنا مما سبق .. وبأخذ تجربة الدكتور محمد وتوصيته بعين الاعتبار والبحث والتطبيق

ان بيئة المدن الان مشبعة بعنصر الرصاص .. فمن النقاط الخطيرة جدا التي نغفل عنها هي ان الهواء يعلق به كل هذه الملوثات ويستمر تأثيرها لفترة طويلة تمتد غلى سنين

وإذا فرضنا اننا سنتمكن من تنفيذ توصية الدكتور وقمنا بتقليل استخدام الرصاص صناعيا .. مع الاخذ في الاعتبار التكلفة العالية للذلك ، والانمظة القائمة في المصانع وغيرها والتي سيتم تغييرها بالكلية لكي تستوعب التغيير

 فإننا لن نتمكن من تنقية الهواء مما علق به من ملوثات تحتوي على عنصر الرصاص

وبالتالي يصبح حلا لابد منه .. ان نتجه إلى تغيير البيئة التي نعيش فيها . والتي تتمثل امامنا في الصحراء حيث الهواء البكر والبيئة الخالية من التلوث بالرصاص .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق