السبت، 1 مارس 2014

أهداف وأهمية التعرف على الموهوبين والكشف عنهم



*** أهداف وأهمية التعرف على الموهوبين والكشف عنهم
      يعتمد تقدم المجتمع إلى حد كبير على أعمال وإنجازات أعضائه الأكثر قدرة وكفاءة  والمجتمع الذي لا يتمكن من رعاية القدرات والمواهب العالمية التي يملكها أطفاله والشباب ولنفسه  والتأكيد على أنه ينبغي أن تتاح لكل فرد الفرصة لتطوير إمكاناته إلى الحد الأعلى الذي يستطيع الوصول إليه أصبحت قضيه مسلماً بها في المجتمعات المتقدمة ، فالفوائد التي يمكن أن تتحقق للفرد والمجتمع من الاكتشاف والرعاية التعليمية أمر مترف به ، ولا يمكن إنكاره فالإنجازات التي يمكن أن يحققها الموهوبون تزيد عن تلك التي يحققها عدد مماثل من العاديين ، سواء من ناحية الكميه أو الكيفية ، فالاكتشافات العلمية الحديثة التي غيرت تاريخ البشرية وأتاحت لإنسان فرصة التحكم والسيطرة على كثير من ظروفه البيئة في شتى مجالات الحياة في العلم والطب والاقتصاد والصناعة وغيرها 00 إنما ذلك من عمل وإنجازات الموهوبين الذين أتاحت لهم مجتمعاتهم فرصة استثمار مواهبهم في حل المشكلات التي تواجهها ، أما المجتمعات التي لا تتعرف على الموهوبين فيها ولا تتيح لهم الفرصة استثمار مواهبهم وتنميتها فإنها تعش في ظل التخلف والجمود
      وقد تعددت الطرق والأساليب التي تستخدم في التعرف على الموهوبين والكشف عنهم كما تطورت وفقاً لتطور المفاهيم والتعريفات ووفقاً لاحتياجات المجتمع ونظرته إلى الموهوبين ، فعندما كانت الموهبة مرتبطة بمفهوم القدرة العقلية كانت اختبارات الذكاء هي الوسيلة الموضوعية الوحيدة المستخدمة في اختيار الموهوبين والكشف عنهم كما تطورت وفقاً لتطور المفاهيم و التعريفات ووفقاً لاحتياجات المجتمع ونظرته إلى الموهوبين ، فعندما كانت الموهبة مرتبطة بمفهوم القدرة العقلية كانت اختبارات الذكاء هي وسيلة الموضوعية الوحيدة المستخدمة في اختيار الموهوبين والكشف عنهم ، ثم لما تمت إضافة بعد التفكير الابتكاري كأحد أبعاد التفوق والموهبة استجدت العديد من المقاييس والاختبارات لقياس الإبداع والتفكير الابتكاري ، ثم أضيف إلى ذلك اختيار التحصيل الأكاديمي سواء في ذلك اختبارات التحصيل المدرسية أو المقننة ، لأن التحصيل الدراسي يعتبر أحد المظاهر الأساسية للنشاط العقلي الوظيفي للفرد 0
      كما استخدمت اختيارات القدرات والاستعدادات الخاصة للكشف عن الأشخاص الذين تظهر دلائل التفوق في مجال أو أكثر من المجالات غير الأكاديمية ، في الفنون ، والقيادة الجماعية ، والمهارات الميكانيكية ، والألعاب الرياضية ، وتعددت الاختبارات والمقاييس المستخدمة في هذا المجال 0
      وإلى جانب الاختبارات والمقاييس الموضوعية التي تعتمد على التقدير الكمي للموهبة استخدمت كذلك الأساليب الذاتية التي تعتمد على الملاحظة والتقدير الشخصي لترشيحات الآباء والمعلمين والزملاء والتشريح الذاتي والمقابلات وداسة الحالة ، واستبانات الميول والاتجاهات وسمات الشخصية 0
      وينبغي النظر إلى هذه الوسائل والطرق إلى أنها مجرد مؤشرات ومنبئات عن إمكانية وجود الموهبة وليست محكاً أو معياراً أكيداً لتحقيق الموهبة وإثبات وجودها ، فالمحك الحقيقي والمعيار الأكيد لتحقق الموهبة هو الإنتاج والأداء كالابتكارات العلمية أو الاختراعات التقنية والإبداعات الأدبية التي تثبت بشكل عياني إنتاجية الفرد ومساهمته في تطور المجتمع وتقدمه 
      أما المؤشر أو المنبئ فهذا يوجه إلى احتمالية وجود المعرفة ، وإمكانية تحققها في المستقبل فيما لو توفرت الظروف والشروط الملائمة ، مادام منبئاً فإمكانية التحقق تظل نسبية وليست مؤكدة ، إذ أن توفر القدرة أو الاستعداد ليس كافياً في حد ذاته لتحق الموهبة ، فهناك عوامل أخرى في داخل الفرد كالدوافع والانفعالات والصحة النفسية ومتغيرات في البيئة المحيطة بالفرد كلها ضرورية للموهبة والتفوق ، ولكنها غير كافية لوحدها لتحقق الموهبة0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق