الجمعة، 21 مارس 2014

نشأة التسيير



نشأة التسيير
الأول: الإتجاه التقليدي: ركز هدا الإتجاه الذي ترجع أصوله إلى مبادئ التسيير العلمي كما يصوره أو بالأحرى كما صاغها تايلور (1856-1915)، وإلى أفكار بعض المساهمين الأساسين في هدا الإتجاه أمثال فايول (1841-1925) و جيلبيرت... وغيرهم في البحت عن معايير محددة للأداء و إحلال التفكير العلمي محل المحاولة و الخطأ، ففي ضل مناخ إيديولوجي متميز أصبحت قضية رفع الإنتاج من الاهتمامات الأساسية لرجال الأعمال و المسيرين حيت كانت الفكرة المبدئية هي محاولة إيجاد علاقة بين الإنتاجية و نجاح المؤسسة، والتي كشفت أن نمو ونجاح المؤسسة يمر حتما عبر تنظيم جيد ينمي و يحسن الإنتاجية لدلك اتجه تايلور إلى دراسة العامل الصناعي لتوسيع الدراسة فيما بعد إلى دراسة بناء التنظيم ككل بفضل هنري فايول(1).
حيت اعتقد تايلور بأن الطرق التي يتبعها العمال في أداء المهام طرق عقيمة في معظمها تؤدي إلى تبديد في الطاقة و المال لهدا يجب أن يختار العمال و يدربون على أفضل الطرق المحددة و المدروسة علميا و قد خلص إلى وضع مبادئ أساسية يقوم عليها التسيير العلمي إلا أنه لا بد من الإشارة أولا إلى التصورات أو المرتكزات التي قامت عليها تلك المبادئ، فقد أعتبر الفرد" وحدة مستقلة يتعين أن يكون سلوكه و ضروب نشاطه على درجة عالية من الرشد و التعقل(1) الشيء الذي يمكن من رفع الإنتاجية عن طريق التحكم في عدة متغيرات كالوقت، المجهود، التكلفة، ولأن العمل يعني الاشتغال من أجل الحصول على مكافآت، فلقد أعتبر الأجر المحفز الأساسي وأحد المحاور التي يقوم عليها مفهوم العمل، يضاف إلى هدا اعتقاد مفاده أن العلاقة بين العمال و الإدارة هي علاقة تعاون طالما أن العمل يحقق الفائض يؤدي بصورة مباشرة إلى رفع الأجور، غير أن الواجب يحتم على المسيرين رفع الإنتاجية و دلك بالاعتماد على المبادئ التالية(2):
- تقسيم العمل على أساسا التخصص
- وضع نظام صارم للمراقبة و إجراء توزيع المهام.
- إيجاد تسلسل رتبوي بحيث يكون لكل عام رئيس واحد.
- الخبرة التقنية أساس العقلانية في اتخاذ القرارات.
و منه يمكن علاج مشكلة عدم الكفاية من خلال التسيير الذي يقوم على أساس التحديد الواضح للمهام و التنسيق فيما بينها وصولا إلى الطرق الأكثر اقتصادية وفعالية.
أما " فايول" فقد أولى عناية بالعملية التسييرية ذاتها أو ما يسمى بالتسيير على مستوى الإدارة العليا لأنه اعتبر أن " الوظيفة الإدارية تنشأ مع أعضاء التنظيم و الجماعات الإنسانية فيه" و أن نظام العمل السليم بين الجماعات التنظيمية ينهض على بعض الاشتراطات المتميزة التي يطلق عليها المبادئ(3) بدلا من القوانين لأنه يمكن استخدام مؤشرات ثابتة في مجال الإدارة، فالأمر لا يتعلق بتنظيم ورشة و إنماء إدارة في معناها العام، حيت أبرز عنصر التسيير كنشاط مميز للمؤسسة الصناعية ضمن الوظائف التسييرية الأساسية : التخطيط، التنظيم القيادة التنسيق، الرقابة(4) طالما أن الأعمال و الأنشطة التي يقوم بها أي يمكن تقسيمها إلى وظيفة فنية، وظيفة تجارية،وظيفة مالية، وظيفة متعلقة بالتأمين، وظيفة المحاسبة، ووظيفة التسيير ( الإدارة) واعتقد " فايول" أن التسيير الجيد يرتكز على أربعة عشر مبدأ استخدمها في حياته العملية و هي ذات صفة عامة يمكن تطبيقها على كافة النشاطات و أهم هده المبادئ،تقسيم العمل، الانضباط، و حدة التوجيه، لا مركزية السلطة و العدل و روح الجماعة .... و غيرها.
و يمكن القول أن تطبيق التقاليد " التايلورية " قد خلق نوع من الاختلال أو اللاتوازن الوظيفي في تأديته المهام في مجموعها النوعي بصفة عامة، رغم أن الاهتمام الأول أرتكز على أساس تجزئة المهمة أي تحليل العمل إلى حركات و عملياته الأولية حيت يرى " سوزاكي" أن التقاليد التايلورية قد تخلى عنها ليس لسبب أنها أصبحت غير مقبولة اجتماعيا، و إنما لا تمكن المؤسسة اليوم من تحقيق الأهداف التي تفرضها المنافسة العالمية، فتطور المؤسسات و ازدهارها المادي يبين محدودية الأسلوب التقليدي، حيت أصبح الانتقاء الجيد للأفراد و الاستغلال الأمثل لكفاءاتهم لا يضمن عالية كافية للمؤسسات في الوقت ذاته يرى البعض أنه من العيوب الأساسية لهدا الإتجاه كونه فصل بين الذين يفكرون و الدين ينقدون، لان التسلسل الرتبوي يقوم على أساس الاحتكار للمسؤول الأول، و أن تتبع خط السلطة يبين خضوع الوحدات الدنيا بطريقة تؤدي إلى تعطيل الطاقات الإبداعية و فرص التكيف التي لا يمكن خلق الرغبة في تقبلها من خلال نظام للحوافز المادية ، وإنما هناك عوامل نفسية و اجتماعية لها دور بالغ الأهمية و كبير جدا ، و اتضحت معالمها أكثر مع الدراسات التجريبية و خاصة مع حركة العلاقات الإنسانية

هناك تعليق واحد: