السبت، 1 مارس 2014

دراسة لأهم الأخطار الجيومورفولوجية بجبل أحد :



دراسة لأهم الأخطار الجيومورفولوجية بجبل أحد :
كان للامتداد العمراني للمدينة المنورة في اتجاه الشمال – باتجاه جبل أحد – أكبر الأثر في وجود مناطق معرضة للأخطار الطبيعية ، وقد امتد العمران حتى وصل إلى الهوامش الجنوبية لجبل أحد بل وأحيانا تداخل العمران مع الجبل من خلال الأودية المنحدرة صوب الجنوب ، ويمتد العمران اليوم بصورة كبيرة بعيدا عن عمليات التخطيط العلمي وبتجاهل واضح لدور الجيومورفولوجيا ، وسوف نتناول أهم الأخطار الجيومورفولوجية التي تهدد المنطقة .
أ – أخطار السيول :
تمثل قلة البيانات المناخية التفصيلية مشكلة كبيرة في المناطق الصحراوية العربية عامة والمدينة المنورة خاصة .
وتتسم منطقة الدراسة شأنها شأن أغلب أجزاء المملكة بالتذبذب في كمية الأمطار ، فبينما لم تزد في عام 1967 عن 4 ملم ، وصلت عام 1971 إلى 104 ملم (الفاروق ، 1979، ص 71) ، وتتركز الأمطار في المنطقة خلال الفترة من ديسمبر إلى مارس مع احتمال سقوط بعض الأمطار خلال الصيف وأوائل الخريف ، ويبلغ المتوسط السنوي نحو 48 ملم  ، وسجل شهر أبريل أعلى كمية سقطت خلال شهر ما ، وكان ذلك خلال عام 1982 وبلغت الكمية 79 ملم (أحمد ، 2005 ، ص 17).
وقد تعرضت منطقة الدراسة لسيل عرمرم خلال عام 49 هجرية أدى إلى جرف جثث شهداء أحد في الجزء الجنوبي من الجبل حيث أقيمت لهم بعد ذلك مقبرة وتم تجميعهم في مكانهم الحالي .
ويحيط بجبل أحد من الجنوب طريق عبد الله بن جبير ومن الشمال طريق خيثمة بن الحارث ، وهذان الطريقان عرضة لأخطار السيول وكذلك الانزلاقات الأرضية .
ومن خلال دراسة الأمطار بمنطقة الدراسة تبين ما يلي :-
- الأمطار على المنطقة من النوع الإعصاري والتصاعدي كما أن للتضاريس أثر على توزيع سقوط الأمطار إذ تتلقى المنحدرات الجنوبية كمية أكبر من المطر .
- تتسم أمطار المنطقة بالتذبذب الشديد وعد م الانتظام في المكان والزمان بمعنى أن الأمطار قد تسقط في صورة وابل فوق منطقة معينة مع جفاف منطقة مجاورة لها ، كذلك قد تمر عدة سنوات دون أمطار اللهم إلا من بعض زخات خفيفة .
- تتسم الأمطار بالتركز الشديد في فترة زمنية قصيرة وهو ما قد يؤدي إلى حدوث سيل فجائي مدمر كما حدث في عام 49 هجرية .
- بلغت أكبر كمية مطر سقطت في يوم واحد نحو 70 ملم وكان ذلك في 4 يناير 1960م ، وهذه الكمية تعادل تقريبا ضعف مجموع المطر السنوي (طلبة ، 2002 ، ص 107) .
- تعتبر خصائص أحواض وشبكات التصريف من العوامل الرئيسة المؤثرة على السيول وقد سبق دراستها بصورة تفصيلية ، ولكننا سنركز على المراوح الفيضية وعلاقتها بالسيول باعتبارها من الأماكن الفضلة للاستقرار البشري والامتداد العمراني وبالتالي تعتبر عرضة لأخطار السيول بصورة كبيرة . ويمكن تقسيم المراوح الفيضية حسب درجة خطورتها إلى ثلاثة أقسام كما يوضحها شكل (9) ، وفي هذا الشكل يتضح أن أكثر أجزاء المروحة الفيضية خطورة هو النطاق الأدنى أو ما يسمى نطاق الغسل الرسوبي Depositional Wash وقد لاحظ الطالب خلال الدراسة الميدانية أن يد العمران امتدت وغطت كل المراوح الفيضية بما فيها النطاق المشار إليه ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى استواء الأرض وقرب المياه الجوفية من السطح ،  ، ويلاحظ أن يد العمران قد توغل لشغل النطاق المحصور بين المنحدرات الجنوبية لجبل أحد

ووادي قناه ، ، ويعتبر هذا النطاق أكثر الأجزاء خطورة بالمنطقة لقربه من جبل أحد وبالتالي إمكانية تعرضه للسيول وأخطار الانزلاقات الأرضية .
وإذا كانت الأودية لها تأثير كبير فإن الإنسان يساهم بتصرفاته الخاطئة في زيادة المخاطر الناجمة عن هذه الإخطار وقد اتضح ذلك من خلال بعض الظاهرات التي رصدها الباحث خلال الدراسة الميدانية وهى:-
- ظاهرة المساقط المائية الاصطناعية إذ استغلت بعض المنحدرات الصخرية السلمية ومدت إليها مواسير المياه لتنساب المياه فوق المنحدرات مكونة شلالا اصطناعيا  ، ولا بد من الإشارة إلى أنه بالرغم من الشكل الجمالي الخلاب لهذه الشلالات إلا أنها تمثل خطورة كبيرة على الطريق المجاور على المدى البعيد حيث تعمل المياه المتدفقة على تأكل الصخور وزيادة التشققات بها وبالتالي تراجع الشلالات وسقوط الكتل الصخرية وهو ما قد يسبب خطورة على الطريق المجاور للجبل ، صورة (10) .
- قام بعض أصحاب المزارع المجاورة لجبل أحد بتبوير مزارعهم تمهيدا لتحويلها إلى مخططات سكنية ومن ثم تكون هذه المخططات السكنية حال نشأتها عرضة للأخطار الجيومورفولوجية لقربها الشديد من منحدرات جبل أحد . صورة (11)
ب – أخطار الانزلاقات والتساقط الصخري :
تتركز هذه الأخطار على الطرق القريبة من الجبل وكذلك البنايات التي أقيمت حديثا في الأجزاء المحصورة بين الطرق ومنحدرات جبل أحد ،شكل (10)، ويرجع سبب هذه الظاهرة لشدة انحدار جوانب جبل أحد واقتراب الاستخدامات البشرية من هذه المنحدرات ، كما تساعد الشقوق الكثيرة الناتجة عن عمليات التجوية للصخور على زيادة حدة المشكلة .
ونستطيع أن نلخص العوامل المؤثرة على الانزلاقات والتساقط الصخري بجبل أحد فيما يلي :-
-   شكل ودرجة الانحدار ، لوحظ خلال الدراسة الميدانية أن أغلب المنحدرات على جوانب الجبل تظهر كمنحدرات رأسية مستقيمة وخاصة في أجزائها العليا ويتراوح الارتفاع المحلي لهذى المنحدرات بين 300-400 متر وتتراوح درجة الانحدار في المتوسط بين 30 -80 درجة ،
-   تنتشر الشقوق والتصدعات بكثرة في صخور المنطقة على الرغم من صلابتها إلا أن تعرضها للتجوية باستمرار أدى إلى انتشار هذه الظاهرة ووجود المفتتات بجميع أحجامها على جوانب المنحدرات ، ومما زاد من احتمالية الخطورة أن أغلب الشقوق توجد متعامدة وخاصة في الواجهات الحرة Free Faces
-   تؤدي عمليات التعمير وما يصاحبها من تفجيرات للصخور وحركة معدات البناء إلى حدوث اهتزازات وعدم استقرار للصخور وبالتالي تساعد على سقوطها .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق