الأحد، 23 مارس 2014

الاخلال بالتوازن البيئي



الإخلال بالتوازن
لا يجوز الإخلال في التوازن الموجود في العالم كما قال سبحانه: (من كل شيء موزون)(28)، فإن الإخلال في التوازن يسبّب خللاً عاماً وضرراً كبيراً في الإنسان والحيوان والنبات. فعلى سبيل المثال زاد المحصول السمكي العالمي بما في ذلك النباتات البحرية من (60 مليون) طن في سنة 1390ه (1970م) إلى (71 مليون) طن في سنة 1409ه (1989م)، وهذا المعدل أيضاً زاد بعد ذلك إلى يومنا هذا، وتدعو تقريرات منظمة الأغذية والزراعة إلى عدم تجاوز المحصول السمكي العالمي بمقدار (100 مليون) طن في السنة لمنع استنفاذ المخزون السمكي بشكل خطير فإنه في السابق كان يحصل على الأسماك البحرية والنهرية بالطرق البدائية السليمة، بينما في الحال الحاضر يكون الصيد بالوسائل الحديثة والتي تتمكن أن تجمع أكثر الأسماك حيث لا يبقى إلاّ جزء ضئيل، بيد إن الضغط على الموارد السمكية في بعض المناطق قد دخل بالفعل دائرة الإفراط في الصيد، ومن نتائج هذا الإفراط انخفاض المحصول السمكي بشكل حاد. وقد أدّى إلى فرض حصص على هذه الأنواع في شمال وشرق الأطلسي في سنة 1390ه ثم فرض حظر تام على صيد بعض الأسماك ريثما تتجدد مخزوناتها.
ويعتبر الإفراط في صيد الحوت والدلفين وسبع البحر والدب القطبي من أوضح الأمثلة على الاستغلال المفرط للموارد البحرية، وسجلت صناعة الحيتان الذروة في الصيد بقتل (66 ألفاً) من الحيتان في سنة واحدة، وكادت أن تباد أنواع كثيرة، وفي سنة 1409ه (1989م) أشارت الأرقام الجديدة الموقتة في اللجنة الدولية لصيد الحيتان أن من مجموع مليون حوت كانت تجوب البحار لم يبق منها سوى (10 آلاف) حوت فقط، فانخفض عدد الحيتان من نوع الحوت الأحدب من (20 ألفاً) إلى (4 آلاف) فقط والحيتان ذات الزعانف من أكثر من (100 ألف) حوت إلى (2000) حوت فقط، والحيتان الزرقاء من (250 ألف) إلى زهاء (500) حوت فقط وفي سنة 1405ه (1985م) فرضت اللجنة الدولية لصيد الحيتان حظراً على الاتجار بالحيتان لمدة (5 سنوات) ومع ذلك قتل منذ ذلك الحين ما يقرب من (11 ألف) من الحيتان. وإذا حسبنا هذا من جانب ومن جانب آخر التلوث الذي سبب موت كثير من الحيوانات سواء كان تلوثاً بسبب المعامل أو ما أشبه أو تلوثاً بسبب الحروب والأطماع كما حدث في الكويت جرّاء تلويث صدام المياه الخليجية أدركنا النقص الهائل في حيوانات البحر والنهر، مما يسبب زيادة ظاهرة الجوع، وقد قرأت في تقرير إنّ مليار إنسان في العالم يبيتونُ وهم جائعون.
وثالث الأثر في تلوّث البحار بسبب الأمطار الحمضية التي تقدمت الإشارة إليها. وهذه الأمور كلها تعد من عذاب الله سبحانه وتعالى للإنسان الذي انحرف عن سبيله حيث قال سبحانه: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق