الزلازل
جاءت
الأحاديث النبوية مصرحة بأن الزلازل تقع في هذه الأمة عقوبة لها على بعدها عن
ربها، وتنكبها عن صراطه المستقيم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي :( لا تقوم الساعة حتى
يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج - وهو القتل،
القتل- حتى يكثر فيكم المال، فيفيض)([1]),
وبين النبي
أن من رحمة الله بهذه الأمة أنه
إذا أراد أن يعاقبها على ذنوبها عجل لها العقوبة، فعن أبي موسى قال: قال رسول الله :( أمتي هذه أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا الفتن
والزلازل والقتل)([2]).
وقد كانت أول ما كانت في الإسلام
على عهد عمر فأنكرها، وقال: (أحدثتم! والله لئن عادت لأخرجن من
بين أظهركم). رواه ابن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن صفية قالت: زلزلت المدينة على عهد عمر حتى اصطكت السرر، فقام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:(ما
أسرع ما أحدثتم، والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم). ([3]) فانظر إلى عظيم فقه هذا الخليفة الراشد فلما رأى أنه حدث في الكون حدث لم يعهده، علم
أن الأمة أحدثت حدثا استوجبت أن يغير الله عليها . وقال الإمام ابن القيم رحمه
الله موضحا الحكمة من ذلك:( فتحدث فيها – أي الأرض - الزلازل العظام، فيحدث من ذلك
لعباده: الخوف، والخشية، والإنابة، والإقلاع عن معاصيه، والتضرع إليه، والندم، كما
قال بعض السلف - وقد زلزلت الأرض - :إن ربكم يستعتبكم)([4]). وقال
كعب: (إنما زلزلت الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي؛ فترعد فرقا من الرب عز وجل أن يطلع
عليها. وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار: أما بعد ،فان هذا الرجف شيء يعاتب
اللهُ عز وجل به العبادَ). ([5])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق