ترك الصلاة
شرع
الله الصلاة صلة بين العباد وربهم، وجعل مثوبتها الفلاح في الدنيا والآخرة، فقال
تعالى:)قَدْ
َفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ
(1)
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (.([1])
يناجي فيها
العبد ربه، ففي الحديث القدسي يقول الرب سبحانه وتعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد:)الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(
قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا
قال: ) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ(. قال الله تعالى: أثنى علي عبدي. وإذا قال:)مَـلِكِ
يَوْمِ الدِّينِ(. قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي.
فإذا قال:)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(. قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل.
فإذا قال:) اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(. قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما
سأل).([2])
وجعلها
طهارة لأبدانهم وأردانهم من الذنوب والآثام، قال تعالى :)
وَأَقِمِ
الصَّلاَةَ
طَرَفَيِ
النَّهَارِ
وَزُلَفًا
مِّنَ اللَّيْلِ
إِنَّ
الْحَسَنَاتِ
يُذْهِبْنَ
السَّـيِّئَاتِ
ذَلِكَ
ذِكْرَى
لِلذَّاكِرِينَ(([3]) وفي
الصحيحين عن أبي هريرة t أنه سمع رسول الله e يقول:(أرأيتم لو أن نهرا
بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول ذلك
يبقي من درنه؟. قالوا: لا يبقي من درنه شيئا. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو
الله بها الخطايا).([4])
والصلاة
كما تنقي العبد من الذنوب وآثارها، فهي تنهى المسلم من مقارفة الفواحش والآثام،
قال جل ثناؤه:)
اتْلُ
مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ(.([5]) فمن
تهاون بها وضيعها فهو متوعد بأشد أنواع العذاب في الدنيا والآخرة، قال تعالى :)
وَمَنْ
أَعْرَضَ
عَن ذِكْرِي
فَإِنَّ
لَهُ
مَعِيشَةً
ضَنكًا
وَنَحْشُرُهُ
يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَعْمَى(. ([6])
والصلاة من أعظم الذكر.
وأخبر النبي r
أمته بالعذاب الذي يلقاه في قبره المتهاون بالصلاة، ففي الصحيح عن سمرة بن جندب t
قال: كان رسول الله e - يعني مما يكثر أن يقول لأصحابه -: هل رأى أحد منكم
من رؤيا؟ قال: فيقص عليه من شاء الله أن يقص. وإنه قال ذات غداة: إنه أتاني الليلة
آتيان، وإنهما ابتعثاني،
وإنهما قالا لي: انطلق. وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا
على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فيثلغ رأسه
فيتدهده الحجر ها هنا،
فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان،
ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى، قال: قلت لهما سبحان الله! ما
هذان؟ قال قالا لي: انطلق
انطلق ...
إلى أن قال: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر؛ فإنه الرجل يأخذ
القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة ).([7])
هذا عذابه في قبره، أما يوم القيامة فقد ذكر الله تعالى شيئا من عذاب تاركي
الصلاة، فقال عز من قائل: )فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا(.([8])
وقال جل ثناؤه وتقدست أسماؤه:) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4)
الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ(.([9])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق