عدم التنزه من البول
أمر الله عباده بكل ما فيه طهارة
أبدانهم، وزكاة أرواحهم؛
إتماما للنعمة، ودفعا للنقمة، قال تعالى: }يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ... إلى قوله: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ ([1])، وقال
جل ثناؤه:}إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{ ([2]). وجعل
ذلك مغفرة لخطاياهم، وكفارة لسيئاتهم، فعن أبي هريرة أن رسول الله e قال:(إذا توضأ العبد المسلم أو
المؤمن، فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء؛ حتى يخرج نقيا من الذنوب). ([3])
ولما كانت الطهارة بهذه المثابة
كان التفريط فيها، وعدم التنزه
من ضدها يحلّ بصاحبه العقوبة الأخروية التي وردت
بها الأحاديث الصحيحة، فعن ابن
عباس قال: مر النبي بقبرين،
فقال: ( إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من
البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين، فغرز في كل
قبر واحدة. قالوا: يا رسول الله! لم فعلت هذا؟. قال: لعله يخفف عنهما، ما لم ييبسا).
([4])
وعن أنس بن مالك قال: مر سول الله r بقبر؛ فنفرت
بغتله الشهباء، فأخذ القوم، فقال: خلوا عنها؛ فإن صاحب القبر يعذب؛ فإنه لا يستنزه
من البول).([6])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق