النميمة
شرع الله لعباده كل ما فيه صلاح
دينهم ودنياهم، وحرم عليهم كل ما فيه فساد أولاهم وأخراهم؛ ليعيش المسلم مع إخوانه
في سلام ووئام، وجعل من الكبائر المحرمة والجرائم المعجلة العقوبة ، كل ما يتناقض
مع هذه الغاية النبيلة، ومن هذه الجرائر النميمة ، وهي كما قال الغزالي: (النميمة
في الأصل نقل القول إلى المقول فيه). وقال ابن حجر في الفتح: (ولا اختصاص لها بذلك
بل ضابطها: كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو غيرهما،
وسواء كان المنقول قولا أم فعلا،
وسواء كان عيبا أم لا)([1]).
وقد وردت نصوص من القرآن والسنة تحرم
هذه الفعلة، وتبين عاقبتها، فمن ذلك قوله تعالى:} وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1)
الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2)
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)
كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ{([2]). وقال جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: } هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ{([3])
وفي حديث ابن عباس السابق:(وأما
الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة.
قالوا: يا رسول الله! لم فعلت هذا؟. قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا).([5])
فتضمنت هذه
النصوص العذاب المترتب
على هذا العمل، إذ دلت الآيات وحديث حذيفة على أن النمام لا يدخل الجنة، وأنه
متوعد بالنار ما لم يتب، كما تضمن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه متوعد بعذاب
القبر، ما لم يتب أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق