نموذج
لعدم حصانه الشباب فكريا :
وكنموذج
لعدم حصانة الشباب وتأمينه فكريا..
نشير
إلى انه وفي هذا الوقت بدأت فرقاً بأحياء فكر الخوارج البائد عن طريق تبني الدعوة
لتكفير الحكام
والحكومات والمجتمعات غير المنضوية تحت لوائها بدعوى إخلالهم في
الولاء والبراء
وعدم تطبيقهم له..أو لعدم إنكارهم لبعض المنكرات السائدة في
المجتمع..أو لتواصلهم مع ولاة الأمر..او لكونهم رجال أمن في دولته وتحت
سلطته..ونحو ذلك من الدعاوى التي يطلقونها من غير تعمق وفقه في معرفة معانيها
وأسبابها..وشروطها وضوابطها..ومناهجها الشرعية وأحكامها الفقهية.. ومن غير الرجوع
إلى أهل الحل والعقد من العلماء الربانيين وطلبة العلم الشرعيين المتجردين عن
الأهواء والأغراض السائرين على نهج الله ورسوله وسيرة سلف في هذه الأمة الصالح
معتقداً وعلماً وفقهاً ومنهجاً وسلوكاً وأخلاقاً..وهؤلاء الذين تبنوا هذا المنهج
التكفيري ورأوا رفع راية القتال ضد كل من يعارضهم أو ينكر عليهم أو ينبذ آرائهم
وأفكارهم . . . صنعو من قبل أعداء لهذا الدين وهذا الوطن صنعهم مجرمون ضالون ضلوا
عن الجادة وحادو عن الاستقامة يعملون لتشويه حقيقة هذا الدين القوي ومفهومه الصالح
للتطبيق في كل زمان ومكان والمتنزل على كل الوقائع والأحداث والقضايا مهما بلغت من
الدقه والخفاء وتلويث صورته المشرقة مع استظلالهم بظل هذا الدين زوراً وبهتاناًً .
.
إن
مثل هذه الأفكار والتوجهات المستترة برداء الدين والمستظلة بضله مع أن الدين من
أمثالها براء براءة الذئب من دم يوسف!!
لقد انخدع
بذلك فتيه وإن شئت قل صبية أو فئات من شبابنا ـ أعادهم الله إلى الجادة وأنار
بصائرهم لهديه القوي ـ الذين لم يتحصنوا حصانه كافيه بمحصنات هذا الدين وبالعلم
الشرعي الصحيح ولم يتفقهوا بالدين ولم يوجهوا إلى الأخذ من أكابر العلماء
المعتبرين بل من أصاغرهم وأحدثهم وقليل العلم والبضاعة ومن ذوي الأفهام السطحية
والثقافة التشددية التي ربما نشرت للتشدد والغلو والتظرف وتتبع الشبه والمتشابهات
والتأويلات الخاطئة أو الشاذ والآراء المندثرة أو الساقطة...لتبرير ماتبثه من سموم وأراء وأفكار ضالة خاطئة مخالفه للشرع
ولفهم السلق الصالح وطريقتهم وهديهم..حتى وظفوا بعض الدلالات والمفاهيم لخدمة
آرائهم وأفكارهم فأضحى الإفساد في مفهومهم إصلاحا..والجهاد عندهم سفك دماء
للأبرياء والمعصومين شرعا وعقلن..وتخريب للأموال..وإهلاك للحرث والنسل
إنما
يدعو للحيرة والدهشة أن يحصل تمرد من تلك الفئة من الشباب على ولاة أمرهم وعلمائهم
العاملين الذين افنوا أعمارهم في الطلب والتحصيل والتدريس والتعليم والإطلاع
والفتيا.. الذين فقهوا الأحكام, وتفقهوا في الدين وأصوله وفروعه وأحكامه العملية,
وفهموا ماجاء عن الله وعن رسوله وعن وعي وبصيرة وبحكمه وحنكه وروية..
أليس
من الأولى بهم أن يتحصنوا بالعلم الشرعي والتفقه في الدين قبل أن يصدروا أحكامهم
على العالمين..ويعمدوا إلى تفكيرهم ومن ثم قتلهم وتظلليهم . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق