مفهوم
التربية :
إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية، وجدنا لكلمة التربية أصولا لغوية ثلاثة:
الأصل الأول: ربا يربو بمعنى زاد ونما، وفي هذا المعنى نزل قوله تعالى: {وما
آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله} [الروم: 30/ 39] .
الأصل الثاني: ربى يربى على وزن خفي يخفى، ومعناها: نشأ وترعرع.
وعليه قول ابن الأعرابي:
فمن يك سائلا
عني فإني ... بمكة منزلي وبها ربيت
الأصل الثالث: رب يرب بوزن مد يمد بمعنى أصلحه، وتولى أمره، وساسه وقام عليه
ورعاه، ومن هذا المعنى قول حسان بن ثابت كما أورده ابن منظور في لسان العرب:
ولأنت أحسن إذ برزت لنا ... يوم الخروج بساحة القصر
من درة بيضاء صافية ... مما تربب حائر البحر
وقال: يعني الدرة التي يربيها في الصدف، وبين: بأن معنى: تربب حائر البحر:
أي مما ترببه، أي رباه مجتمع الماء في البحر.
قال: ورببت الأمر أربه ربا، وربابا: أصلحته ومتنته.
وقد اشتق بعض الباحثين من هذه الأصول اللغوية تعريفا للتربية، قال الإمام
الببيضاوي "المتوفى685هـ" في تفسيره "أنوار التنزيل وأسرار التأويل":
"الرب في الأصل بمعنى التربية، وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا،
ثم وصف به تعالى للمبالغة".
وفي كتاب مفردات الراغب الأصفهاني "المتوفى502هـ": "الرب في
الأصل التربية، وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام". <<<<
أصول التربية للنحلاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق