الأحد، 9 مارس 2014

الاشتغال الديداكتيكي بمنهجية التأليف


الاشتغال الديداكتيكي بمنهجية التأليف
تعتمد منهجية تأليف الكتاب المدرسي على تحديد الأهداف العامة لبرنامج السنة الأولى، ثم الأهداف النوعية الخاصة بكل مكون، ثم الأهداف العامة لكل درس، فيتم تصدير كل محور بنص أساسي أو أكثر، واعتباره منطلقا لبناء الدرس، مع اشتماله عل نصوص مدعمة تجمع ما لم يشر له النص الأساسي، أو تكمله، ولابد من استغلال الأستاذ للتحليل الوارد في النصوص في عملية الأجرأة بحوار هادف، ويتم تذييل كل محور بتقويم مرحلي تكويني، مع إثبات المدلول اللغوي والاصطلاحي بعد النصوص الأساسية مباشرة، وترجمة الأعلام، ونصوص للمطالعة، ومعجم للمصطلحات في نهاية الكتاب.
- المنهجية المقترحة للتدريس بالنسبة لكل المكونات
تتم الإشارة أولا إلى المكون؛ بتعريفه، وبيان أهميته، ثم الانطلاق من الأهداف بالنسبة لكل درس، وتسجيل عنوان المحور الذي بواسطته سنصل إلى الهدف معرفيا وسلوكيا، ثم قراءة النصوص، مع وجوب تقسيم السبورة، لتوظيفها بشكل مناسب، واعتبار النص منطلقا للتحليل والإشارة إلى الكلمات المفاتيح التي ستبني المعرفة لدى المتعلم، و توظيف النصوص الدعمية من أجل تحقيق الأهداف الإجرائية، واعتماد التقويم المرحلي لقياس مدى تحقق الأهداف، والتركيز على التقويم الإجمالي في نهاية كل حصة، مع تنويع أسئلة التقويم بين الكتابي والشفوي، ولا بد من تقسيم الفصل إلى فئات تراعي وضعيات التعلم وشروطها لتهيئ التلميذ للمكون المقبل.
- انعكاسات البناء الديداكتيكي للكتاب على المدرس والمشرف التربوي والمشرف على الامتحانات
1- على مستوى بناء الدرس: تفرض طريقة الأهداف تجزيئ الدرس إلى وحدات يخدم كل منهما هدفا محددا، فيسجل أهداف الدرس، وعنوان الدرس، ثم يسجل كل الاشتغالات التي يقوم بها التلميذ، ويسجل ما تعاقد عليه مع تلامذته، وطريقة النقل، مع تخصيصه حيزا للملاحظات الخاصة بعد تحديده للتقويم الإجمالي والتكويني، وهذا كله عبارة عن تصميم لجذاذة الأستاذ.
2- على مستوى الإشراف التربوي: يتبع الإشراف التربوي الدرس فيُقَومه ويوجهه ويصحح مساره، ولا بد أثناء كتابة التقرير من التركيز على العناصر الثابة، وهي: مستوى الأهداف، ومستوى انتقال الأستاذ من انطلاق المحور إلى نهايته، ومستوى اشتغال التلاميذ، وتوظيف التقويم التكويني والإجمالي، و مدى حضور الوثائق التربوية، والتقدير الإجمالي للنقطة.
3- على مستوى المشرف المكلف بالامتحانات: لا بد من ربط أسئلة الامتحانات بالأهداف المراد تحقيقها، لأنه ليس معقولا أن ندرس بالأهداف، ثم نلغيها أثناء صياغة الأسئلة.
- أنشطة المراقبة وآليات التقويم
يثير موضوع التقويم جدلا واسعا على مستوى تدريس المواد التعليمية، فهو يشمل كافة مكونات العملية التعليمية بدءا بحاجات التلميذ، ومرورا بالغايات والأهداف العامة والأهداف النوعية، وانتهاء بمهام القياس.
ولا بد من توضيح أهمية التقويم داخل هذه السيرورة، لأن تنظيم محتويات الدرس لن يتقيم إلا بتقويم نتائج التعلم، فالتقويم يوفر تغذية راجعة مستمرة للأهداف ونظام التعليم، فهو بهذا المعنى قياس للنتائج المحصل عليها اعتمادا على أدوات، أو يتم هذا القياس إما بواسطة فرد أو مجموعة من الأفراد يكونون في وضعية التعلم.
ويتخذ التقويم صورا وواجهات، فقد يكون:
تقويما تشخيصيا: يتعلق برصد مستوى المتعلمين في بداية السنة الدراسية، أو أثناء بداية حصة دراسية، فيُقوم المدرس النتائج التي يتوفر عليها التلاميذ، ويجعلها منطلقا لبناء حصته الجديدة.
تقويما تكوينيا: يرتبط بنهاية مقرر، أو جانب معين منه، فهو نتيجة لما يسمى بمراقبة المكتبات.
تقويما إجماليا: يُقوم به المدرس، أو لجنة متخصصة، ويبنى على نتائج التلاميذ بعد استكمال فترة تعليمية معينة، فهو يفيد في الوقوف على طبيعة النظام التعليمي، إما بالحفاظ عليه أو تفسيره.
ويمكن إجمال أهم المعايير التي يجب توفرها في كل تقويم إذا أريد له أن يرقى إلى المستوى العلمي الدقيق؛ في: الصدق، والثبات، والصلاحية، والدقة، والشمول، والموضوعية، والتميز.
فالأهداف المقصودة من الأسئلة الموظفة من الدروس والمراقبة، يجب أن تكون واضحة لدى المدرس، بناء على أهميتها، فيتواصل مع التلاميذ انطلاقا من تقنية الأسئلة والأجوبة، ويشترط في الأسئلة أن تصاغ بعبارات واضحة وصحيحة، يسهل فهمها من طرف المتعلمين، وأن تراعي الترتيب التقني الملائم، فلا تسهم في التبعثر؛ بل في تركيز الانتباه.
ويمكن التنبيه إلى أن التقويم مرحلة لاحقة لعملية المراقبة؛ يرتبط بنظام الامتحانات في مادة التربية الإسلامية، من خلال الفرض الذي يعتبر عملا مكتوبا ينجزه التلميذ. وتنظم مذكرات المراقبة تقنيات هذه الفروض مازجة بين الكتابي والشفوي، ويشترط في الفروض الشفوية أن تشتمل على قواعد للتصحيح؛ مثل: ضبط المجال المعرفي أو المهاري، وكتابة الأسئلة مفصلة مع معايير تقديرها، وتدقيق وسائل تسجيل أجوبة التلاميذ، وضبط أداة القياس.
إن المراقبة في مادة التربية الإسلامية يجب أن تجري من خلال الملاحظة، ثم بواسطة مراقبة منظمة لتجنب العشوائية والارتجال، لذلك فإن أنشطة المراقبة في مجال التربية الإسلامية تتحدد عبر توجهين؛ الأول: العمل على التحقق مما حصله التلاميذ واستوعبوه، والثاني: اعتبار المراقبة وسيلة لاستعمال وسيلة لاستعمال التعليم، من خلال إعادة النظر في خطط التعليم قصد المحافظة على النظام والعمل على تطويره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق