شريعة الحسبة
الاحتساب الإسلامية
وقد أمر الله تعالى بالقيام بواجب الاحتساب
بصيغة الوجوب على الأمة لما يترتب عليه من حفظ مقاصد الشريعة وغاياتها ، فقال تعالى: ]وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [( [1] ) ، وقال
النبي "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ
الأِيمَانِ." ([2] )
ومن ثمّ اتفقت
كلمة المجتهدين من السلف
والخلف على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسبة
لله تعالى بلا خلاف من أحد منهم ([3]) فتطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة
وإجماع الأمة ، وهو أيضا من النصيحة التي هي الدين ." ([4]).
من السنة
النبوية قوله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ
مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ
،فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الأِيمَانِ ” فهذا الحديث
يدل على أن إنكار المنكر واجب على كل الأمة ، ولكن كل منهم بحسبه ، فأصحاب السلطان
يغيرون المنكر إذا وقع في سلطانهم ، وأصحاب الكلمة ينكرون المنكر بلسانهم ، ويجب على
عموم الناس أن ينكروا المنكر بقلوبهم
وينظروا إليه نظرة ازدراء ، ويغاروا على
محارم الله تعالى
.
في سيرة الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - زاخرة بالأمثلة الدالة على مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل ووجوبهما ، فما كان قتال أبي بكر الصديق لمانعي الزكاة إلا إنكار للمنكر ، فنجد أنه لم يرض أن يمتنع الناس عن دفع زكاة أموالهم التي كانت يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رضي الله عنه : " والله لأقاتلن الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة " ، وقال أيضاً : " والله لأقاتلنهم لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ". ولقد انعقد إجماع علماء الأمة على مشروعية الحسبة .
أما بالنسبة لحكمها ، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى اعتبار الحسبة من الواجبات الكفائية ، فإذا قام بها بعض المكلفين سقطت عن الباقين منهم ، ولكن الحسبة تكون فرضاً عينياً على من عينه الإمام لتولي هذه الولاية ، فيكون مناط به القيام بما كلف به ولو قام به غيره .
في سيرة الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - زاخرة بالأمثلة الدالة على مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل ووجوبهما ، فما كان قتال أبي بكر الصديق لمانعي الزكاة إلا إنكار للمنكر ، فنجد أنه لم يرض أن يمتنع الناس عن دفع زكاة أموالهم التي كانت يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رضي الله عنه : " والله لأقاتلن الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة " ، وقال أيضاً : " والله لأقاتلنهم لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ". ولقد انعقد إجماع علماء الأمة على مشروعية الحسبة .
أما بالنسبة لحكمها ، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى اعتبار الحسبة من الواجبات الكفائية ، فإذا قام بها بعض المكلفين سقطت عن الباقين منهم ، ولكن الحسبة تكون فرضاً عينياً على من عينه الإمام لتولي هذه الولاية ، فيكون مناط به القيام بما كلف به ولو قام به غيره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق