السبت، 1 مارس 2014

مفهوم تعريف الفكر عناصر الفكر



الفكر و تعريفه

تعريف الفكر :
قال تعالي { كذلك يُبيّنُ اللهُ لكُمُ الآيات لعلكّم تتفكّرون}.البقرة 219
وقال تعالي : {ويتفكرون في خلق السموات والأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار . }
وقد أشار القران الكريم إلي الفكر والتفكر في مواضع عدة يدعو فيها إلي إعمال العقل والتفكر والتدبر فيما حولنا للاستدلال علي وجود الخالق وعلي وحدانيته .وكأنما الفكر فريضة إسلامية ، وهي احدي مهام الإنسان أينما وجد وفي أي زمان كان ، وهي احدي خصائصه المميزة له عن باقي المخلوقات .
تحدثت قواميس اللغة والدراسات العلمية والفكرية عن تعريف الفكر وحددوا لها تعريفا واضحا جليا ودقيقا .
قال الراغب الأصفهاني "الفكرة قوة مطرقة للعلم إلي المعلوم ، والتفكر جولان تلك القوة بحسب نظر العقل ، وذلك للإنسان دون الحيوان ، ولا يقال إلا فيما يمكن إن يحصل له صورة في القلب .
قال ابن منظور "الفكر إعمال الخاطر في شيء " .
وعرف المرحوم الشيخ عباس القمي الفكر بقوله " اعلم إن حقيقة التفكر طلب علم غير بديهي من مقدمات موصلة إليه . وقيل التفكير سير الباطن من المبادئ إلي المقاصد وهو قريب النظر ، ولا يرتقي احد من النقص إلي الكمال إلا بهذا السير "
وعرف الشيخ محمد رضا الفكر بقوله " تعرف مما سبق ان النظر – الفكر – المقصود منه إجراء عملية عقلية في المعلومات الحاضرة لأجل الوصول إلي المطلوب " والمطلوب هو : العلم بالمجهول الغائب ، وبتعبير آخر أدق : ان الفكر هو حركة عقلية بين المعلوم والمجهول .ولقد رأيت أن أورد رأي بعض المشايخ في كلمة فكر وتعريفها
سُئل الشيخ العلامة محمد بن عثيمين :عن هذه الكلمة كلمة ‏(‏فكر إسلامي‏)‏ هل يجوز أن تقال ؟

فقال الشيخ رحمه الله كلمة فكر إسلامي من الألفاظ التي يحذر عنها إذ مقتضاها إننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد لان الفكر رأي فإذا قلنا فكر إسلامي معناه إن الإسلام صار مجموعة أفكار قابلة للأخذ والرد قابلة للنقاش
و قال الشيخ ‏(‏‏‏وهذا خطر عظيم ادخله علينا أعداء الإسلام من حيث لا نشعر).

وقال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله عند هذه الكلمة في كتابه ‏(‏‏(‏معجم المناهي اللفظية‏)‏‏)؟

‏ ‏(‏‏(‏وكيف يصح أن يكون الإسلام ومصدره الوحي ‏(‏‏(‏فكرًا‏)‏‏)‏، والفكر هو ما يغرزه العقل، فلا يجوز بحال أن يكون الإسلام مظهرًا للفكر الإنساني‏؟‏
والإسلام الوحي معصوم والفكر ليس معصومًا، وإذا كان بعض الكاتبين- يعني سيد قطب أدرك الخطأ في هذا الاصطلاح فأبدله باصطلاح آخر هو ‏(‏‏(‏التصور الإسلامي‏)‏‏)‏ - وهو في كتاب ‏(‏‏(‏خصائص التصور الإسلامي‏)‏‏)‏ و‏(‏‏(‏مقامات التصور الإسلامي‏)‏‏)‏ من باب رفع آفة بأخرى؛ لان التصور مصدره الفكر المحتمل للصدق والكذب.


والرأي مطروح للنقاش والرد فلقد وردت كلمة فكر في القران الكريم وفي كثير من آياته الكريمة فهل كان هناك خطأ في القران الكريم تداركه البعض ؟؟ والآيات الكريمة الآتية تحث علي التفكر والتفكير وإعمال العقل والتدبر نورد بعضا منها علي سبيل التذكير :
قوله تعالي ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ).
وقوله تعالي (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تتفكرون )البقر ة266
وقوله تعالي (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )42 الزمر - الجاثية 13
وقوله تعالي (قل هل يستوي الاعمي والبصير أفلا تتفكرون ) الأنعام 50
ولقد وردت مادة فكر في القران الكريم في ثمانية عشر موضعا من آياته الكريمة .
وعليه نستطيع القول أن حقيقة الفكر أنها حركة عقلية وقوة مدركة يكتشف الإنسان عن طريقها القضايا المجهولة لديه والتي يبحث عنها ويستهدف تحصيلها ، فتنمو معارفه وعلومه وأفكاره في الحياة .
ولذلك قال ابو حامد الغزالي رحمه الله : اعلم ان معني الفكر هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة وهو بهذا يكون قد جعل الفكر مرادفا للتأمل والتدبر .
كما كان الفكر لإمام الحرمين الجويني دلالة علي النظر فيقول " والنظر في اصطلاح الموحدين هو الفكر الذي يطلب به من قام به علما أو غلبة ظن ، ثم ينقسم النظر الي قسمين : إلي الصحيح والي الفاسد .
ويعرفه التهانوي بقوله : "ولا شك أن النفس تلاحظ المعقولات في ضمن تلك الحركة، فقيل : الفكر هو تلك الحركة والنظر هو الملاحظة التي في ضمنها، وقيل لتلازمهما أن الفكر والنظر مترادفان".
وعرفه عبد الرحمان الزنيدي : "والفكر في المصطلح الفكري – والفلسفي خاصة- هو الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات، أي النظر والتأمل والتدبر والاستنباط والحكم، ونحو ذلك. وهو كذلك المعقولات نفسها، أي الموضوعات التي أنتجها العقل البشري".
وعرفه طه جابر العلواني بقوله : "الفكر اسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في الإنسان، سواء أكان قلبا أو روحا أو ذهنا بالنظر والتدبر، لطلب المعاني المجهولة من الأمور المعلومة، أو الوصول إلى الأحكام أو النسب بين الأشياء".
وهكذا كان الفكر عند سلفنا الصالح وكذلك عند مفكرينا المحدثين منهم إعمال للعقل والنظر والتدبر فيما حولنا للوصول إلي أمر عرض للإنسان في حياته ، فطلب حقيقته بما حباه الله مميزا له عن باقي المخلوقات وهو العقل . يبدو أن البعض يخلط بين العقل والنقل ، فيضع الفكر في خانة التشريع ، فالصلاة والصيام علي سبيل المثال تشريع من الله لا يمكن أن نختلف فيه مع احد أو ندعي انه من صنع بشر ، ولكن إعمال العقل فيها واستخلاص حكمة التشريع فيما انزل الله ، هذا ما نسميه فكرا .
ان نبحث في ماهية الإنسان علي ضوء الإسلام ، وكذلك نزعته الاجتماعية يسمي فكرا إسلاميا وعلي هذا النحو كان هذا التراث الإسلامي الرائع والضخم الذي وضعه لنا سلفنا الصالح فكان علم الحديث ، وعلم التفسير ،وعلم الجرح والتعديل ( علم الرجال ) ، وعلم الاجتماع ، وكذلك الفلسفة الإسلامية ورجالها الذين دافعوا عن الإسلام ضد الفلسفات والأفكار الهدامة التي وردت إلينا من كل مكان ضد الزنادقة والشعوبية منذ أواخر الدولة الأموية وامتدادا مع الدولة العباسية وحتى هذه اللحظة .
وهذه قصة حي بن يقظان لابن طفيل تعبر عن نزعة الإنسان الاجتماعية والتي صاغها ابن خلدون بمقولته الشهيرة " الإنسان مدني بالطبع " كل ما وصلنا وكل ما كتب من علماؤنا الأفاضل هو فكر وإلا لما كان هذا التراث الكبير الذي ملا الدنيا .
وهكذا صار الغزالي وابن حزم وابن تيمية وغيرهم ممن ساهم في هذا التراث قد أتوا لنا بالآفات ومخالفة الشرع
وقد رأت الماركسية ان الفكر انعكاس الواقع علي الدماغ أي ان القضية قضية واقع وليست قضية فكر ، فالواقع موجود أولا أي ان المادة سبقت الوعي وهي التي أوجدت الفكر ، أي أن الواقع ينعكس علي الدماغ ، وانعكاسه هو الفكر .وبانعكاس المادة علي الدماغ يوجد فكر وبدون الانعكاس لا يوجد فكر .والحقيقة لا يوجد انعكاس من المادة علي الدماغ ولا انعكاس علي الدماغ علي المادة ، فهي نفت عن الإنسان عملية التفكير وربطت تطوره بتطور المادة فكلما تطورت المادة تطور الفكر، وبذلك يتطور الإنسان والحياة .
وهي بذلك قد نفت الفكر جملة وتفصيلا ونفت صفة التفكير عند الإنسان ، وما هو الا سن في دولاب يدور ، ولذلك لم تعترف الماركسية بالفروق الفردية بين بني البشر ، وقالت كلهم سواء فهم مصنوعين بحسب قولهم الضال من الطبيعة .


عناصر الفكر :
1 - الواقع – مثل أن يوجد أمام الإنسان شجرة مثمرة
2- الحواس- مثل حاسة البصرلإدراك الواقع الذي أمامه
3 -المعلومات السابقة إي معلومات عن الثمرة التي يراها فيعرفها
4--الدماغ الصالح للربط بين الواقع والمعلومات السابقة
ولقد بين لنا الإسلام مصدر المعلومات السابقة في سورة البقرة وتحديدا آية الخلق لقوله تعالي ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال اني اعلم ما لا تعلمون ، وعلم ادم الأسماء كلها .......الآية ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق