السبت، 1 مارس 2014

الاستفادة من العلوم المقررة بناء المنهج الإثرائي :



الاستفادة من العلوم المقررة :

يسعى المختصون جاهدين على وضع مناهج تتواكب مع آخر النظريات الحديثة في بناء المناهج و تطويرها كما وكيفا ، وذلك تحقيقا للغايات و الأهداف السامية بسياسات التربية و التعليم.  وعلى الرغم من ذلك نلاحظ عدم التوازن بين مدخلات العملية التعليمية و مخرجاتها ، فتشكي كل مرحلة من سابقتها في عدم تأسيس الطفل بشكل يلائم أساسيات المرحلة (جروان ، 1999؛ السرور ، 1998).

بناء المنهج الفارق :

المنهج الفارق هو ذلك المنهج الذي  يشبع رغبات و ميول و احتياجات الطالب و يميز الفروق الفردية لكل طالب ،  بحيث يوضح قدرة الطفل الصغير على التعامل مع المشكلة البسيطة بطرق عظيمة  ولقد أثبتت نتائج العديد من الأبحاث العلمية نجاح هذه الطريقة (كلنتن ، 1996) . ويشمل ذلك :
1- الكتاب المقرر : يُواجه الكتاب المقرر الكثير من الانتقادات  حيث عدم مجاراته لأحدث المعرفة ، و جـموده في الاستجابة لرغبات الطالب ،و اقتصاره على حد معين من المعرفة يقع بين إفراط أو تفريط ، لدرجة أن الطلبة يتخلصون منه حال الانتهاء من الاختبارات النهائية .  ولسد هذا العجز يقترح العديد من المختصين اللجوء إلى أسلوب الإثراء  ( Enrichment) حيث يتم إتاحة الفرصة أمام الطالب في إشباع ميوله ورغباته وقدراته في الوقت والطريقة المناسبتين للطالب ، ويشمل ذلك المواد العلمية ( الرياضيات و العلوم) إلى جانب المواد الأخرى (اللغة العربية و العلوم الشرعية و الفنون ). إن المراجع لأدبيات تطوير مناهج الموهوبين يلاحظ أنواعا ثلاثة من الأساليب لتنفيذ ذلك  ، أحدها يركز على المحتوى على أساس قدرة الطالب على التعلم السريع ، و الأخرى تركز على الطريقة و النتاج حيث ترتكز على تعليم الطالب مهارات البحث عن المعرفة و إعطائه الفرصة لتعليم نفسه ، و أخير ا تلك التي تركز على الإيحاءات الكلية ، وفيها يتم تعريف الطالب على مفهوم محدد تتم مناقشتها من زوايا متعددة وذلك في مجموعات طلابية صغيرة                                   ( VanTassel-Baska, 1994).
2-  المعلم : عصب العملية التعليمية ، وبيده عملية قيادة الصف نحو النجاح و بلوغ المرام من عدمه .  بيد أن المعلم بحاجة ماسة إلى تأهيل مكثف و إكسابه العديد من المهارات الرئيسة في رعاية الفروق الفردية للطالب قبل و أثناء الخدمة ، كما أنه بحاجة إلى خفض نصابه التدريسي وواجباته الإدارية ليتفرغ إلى تعلم أفضل أساليب رفع دافعية الطالب نحو التعلم و بتحويل محور العملية التعليمية إلى الطالب ، و الإشراف عليها (سليمان، 2000).
3-  المحيط المدرسي : ويشمل الإدارة المدرسية و البناء المدرسي بشكل عام حيث تستدعي الحكمة إلى استغلال الإمكانات المتاحة ، وعدم البذخ في توفير أشياء مكررة تتوافر في كل موقع ، بل استغلال القوة المالية لتوفير العناصر غير الموجودة ، و تأتي هنا أهمية التكامل و التعاون .

بناء المنهج الإثرائي :

إن عملية إشباع رغبات و اهتمامات و ميول الطالب المعرفية أو المهارية من الصعوبة بمكان لأنها تظل مكبوتة لدى الطالب الذي لا يعرفها أو لا يعرف كيفية الإفصاح عنها.  لذا يستوجب علينا إتاحة الفرص أمام الطالب للتغلب على حالة الخجل لديه ، أو تعريفه بالقدرة و المهارة التي لديه مع تشجيعه على تطوير تلك القدرات و صقلها و توظيفها على أمل أن يكوّن خبرة خاصة به تساعده على حُسن التفكير و التدبر في المواقف التي قد تعتريه  (Renzulli &Reis, 1985).
يمكن توفير نوعين من المناشط التعليمية و المعرفية و المهارية للطالب ليتمكن من تخطي حاجز الخجل و اكتشاف نفسه ، و تكون مستقاة من المنهج الدراسي المقرر أو من أحداث البيئة المحيطة التي يعيشها الطالب في مجتمعه.  أحد هذه المناشط عبارة عن عرض شامل للمعرفة بشكل عام أو متخصص، تُعرض بشكل جذاب  لرفع دافعية الطالب كأن تكون زيارة ميدانية أو متابعة فيلم ، أو إحضار محاضر لبق و متحدث مفيد عوضا عن درس يلقيه المعلم بالصف ، أما الثانية فعبارة عن فرصة لتعلم مهارات متخصصة بعضها يكون في التدريب على استخدام مهارة محددة ، أو طريقة تفكير وما شابه يقوم بعرضها مختص متمكن. بعد انتهاء أي منشط من النوعين السابقين تتم عملية تلخيص الاستفادة منه عبر الطلاب و بإشراف المعلم، حيث يتم التركيز على استفادة كل طالب على حدة أو كمجموعات صغيرة .  عندما تظهر بشائر الاهتمام لدى الطالب ، يقوم المعلم بتدوين تلك الاهتمامات و السماح للطالب في إثراء نفسه و تحقيق ذلك الاهتمام عمليا (كلنتن، 1996 و 1998 ).
لتدريب الطالب على تنظيم وقته في التوفيق بين الدراسة العادية ، و إشباع ميوله واهتماماته (خاصة نحو الموضوع الذي ارتفعت دافعيته نحوها )، يجب الاجتماع بالطالب للأخذ بيده نحو تحقيق ذلك .  يجب أولا التأكد من وضوح فكرة العمل الذي يريده ( وليس الموضوع)[1] . يستحب أن يقوم الطالب بتحديد من سيستفيد من هذا العمل الذي سيقوم به ، وعلى المعلم الحرص بان تتنوع الجهات التي ستستفيد من العمل وذلك لأسباب منها إشعار الطالب بأهمية العمل الذي يقوم به وفائدة هذا العمل  للآخرين ، و إيجاد الدعم المطلوب ، و إيجاد مقومين خارجيين للعمل.  كما أن تحديد الجهات التي ستستفيد من العمل سيرفع من دافعية الطالب لتطوير المنتج النهائي ورفع مستوى الأداء .  حيث يفضل أن تتم الاتفاق على نوعية الناتج النهائي للنشاط ، و أن يتخيل و يكتب الطالب مراحل تنفيذه لهذا النشاط (كلنتن، 1996 و 1998 ). .
كما يستحسن تحديد موعد للشروع في العمل و تاريخ لتسليمه بشكله النهائي ، وعلى المعلم تحديد أوقات محددة على فترات متقاربة لمتابعة سير عمل الطالب بغرض مساعدة الطالب في التغلب على العقبات التي قد تعتريه أبان التنفيذ (كلنتن، 1996 و 1998 )..
إن عملية تقييم هذا الأداء يجب وان يكون من مصادر متعددة تشمل المعلم المشرف و كل من كان يتعامل مع الطالب مثل أمين المكتبة / المختبر ، الوالدان ، الأصدقاء ، الجهات المستفيدة ، و الطالب نفسه .  على أن تكون عملية التقييم تركز بشكل أساسي على المهارات المستخدمة و مستويات الأداء مقارنة بمن هم في سن الطالب الزمني ، أكثر من التركيز على نوعية الناتج النهائي (Renzulli & Reis, 1985).
بقية التذكير بأهمية تشكيل لجنة من فريق متكامل وليس متخصص . و نقصد به ذلك الفريق الذي يتكامل في التعامل من أجل تعليم الطالب .  فنحن بحاجة إلى من يسدي للطالب النصح و التوجيه للتعلم و البحث عن المعرفة و الخبرة أكثر من أي شيء آخر ( كلنتن ، 1996)

 



[1] إن وضوح الفكرة سيساعد على عملية استقصاء الفكرة من جميع الجوانب الممكنة و إتاحة الفرصة للخيال في مناقشتها، أما تحديد الموضوع فانه يسبب حصرا للتفكير و الإبداع حيث يتقيد بما هو متوافر في الأدبيات مثلا وهذا يعيق الحلول الإبداعية الإبتكارية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق