الاثنين، 24 مارس 2014

بيان شبهات ختان النساء شرعا


بيان لما اشتبه عن ختان النساء من الناحية الشرعية والطبية

(1) (
القول بان ختان الإناث ظاهرة لا سند لها من الدين) وانه (لم يرد في القرآن)
الجواب : قد ورد ختان النساء في أحاديث كثيرة صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو من خصال الفطرة السليمة والسنة المتوارثة عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام واتفقت على مشروعيته آراء فقهاء المذاهب وفتاوي كبار العلماء (وأما القول بأنه لم يرد في القرآن) .
فالجواب : إن الصلاة التي هي عماد الدين لم يذكر كيفيتها ولا أحكامها ولا عدد ركعاتها وكذلك سائر أركان الإسلام وأمور الدين وإنما ذكر ذلك في السنة الشريفة والله تعالى يقول (وما أتاكم الرسول فخذوه) .
وقد استدل الإمامان النووي والعمراني على وجوب ختان الرجال والنساء بقوله تعالى (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) وعن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : يوشك أن يعقد الرجل منكم على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيني وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا
استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ، وان ما حرم رسول الله كما حرم الله رواه الحاكم وسنده صحيح وأبو داود و أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح من هذا الوجه .
(2)
ألقول بان حديث أم عطية (اخفضي ولا تنهكي) ضعيف.
ألجواب: إن الحديث صحيح من جهة الدين ومن جهة الطب,أما من ناحية الدين فإن الحديث صحيح كما سبق لكثرة طرقه وشواهده وأيضا هو مؤيد بالأحاديث الصحيحة الأخرى ، كحديث ( خمس من
الفطرة .. ) وهو في الصحيحين ، وحديث : (إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ) وقد قال الإمام احمد بن حنبل فيه أن النساء كن يختتن .
وأما من ناحية الطب فقد اثبت الطب الحديث صحة ما جاء فيه وكشف عن إعجاز نبوي كما سبق أنه يحمي من سرطان الرحم ومن الاضطرابات النفسية والعقيلة عند الفتاة ، ومن الروائح غير المقبولة الموجودة لدى غير المختونات (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) .
(3)
قال بعضهم ورد في موضوع الختان حديثان أحدهما يغلب عليه الكذب والثاني يغلب عليه سوء الفهم .
أما الأول (الختان في الرجال سنة وفي النساء مكرمة) ومن الواضح أن هذا من أساليب الفقهاء ) والجواب إن نص الحديث (الختان سنة للرجال مكرمة للنساء) رواه الإمام أحمد في مسنده والبيهقي عن أسامة ورواه الطبراني في الكبير من حديث شداد بن أوس ورواه البيهقي عن أبي أيوب وقد حسنه الحافظ السيوطي والحديث الحسن يحتج به في الحلال والحرام.
والحديث الثاني يغلب عليه سوء الفهم وهو حديث (اخفضي ولا تنهكي) والجواب إن هذا زعم باطل فإن علماء اللغة بينوا ألفاظه بالتفصيل وشرحه علماء الحديث شرحا وافيا مستفيضا والفقهاء أصدروا فتاواهم على ضوء ما تضمنته ألفاظه لغة وشرعا وكانت عبارات الجميع متلاقية . وفهمهم للحديث متقارب فالواجب على من يحمل أمانة العلم أن لا يفتي بغير علم فيضل ويضل . وأن يرد الأمر إلى أهله قال تعالى (ولوردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) .
(4)
القول بان قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للخاتنة (إذا أنت فعلت) للتخيير .الجواب: إنه ليس للتخيير ولكن لبيان الكيفية وهو كقول الله تعالى (ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) الآية ومثله وقوله عليه الصلاة والسلام (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء) الحديث فهل اللفظ في الآية والحديث يدل على التخيير في إن يصلي المؤمن أو لايصلي أم انه لبيان كيفية الوضوء .
(5)
القول بان النبي عليه الصلاة والسلام لم يختن بناته ،
الجواب : أولاً : أيصدق مؤمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصدر منه تشريع ثم لا يطبقه هو في نفسه أو في بناته .
ثانيا : إن عدم العلم بالشيء لا يعني عدم حدوثه قال الحافظ في الفتح: جـ13 صـ233 لا يلزم من عدم الفعل عدم الوقوع و لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يختن بناته
ثالثا : قال ابن الحاج في المدخل ( السنة في ختان الذكر إظهاره وفي ختان النساء إخفاؤه) جـ3 صـ311 .
(6)
يقول البعض الختان لا يحمي من الفساد والانحراف فهناك عاهرات من المختتنات ولكن التنشئه على الفضائل هي التي تحمي .
الجواب : لم يقل احد أن الختان هو السبب الوحيد للحماية من الفساد والإنحرافات ولكن هناك أسبابا كثيرة منها عدم إظهار المفاتن وتجنب الخلوة المحرمة وعدم الخضوع في القول والفعل وتجنب أماكن وأصدقاء السوء والبعد عن الإثارة كقراءة كتب الجنس ومشاهدة الأفلام المفسدة للأخلاق وعدم الإختلاط وغير ذلك .
ومن الأسباب ما تستطيع المرأة اجتنابه طوعا وكرها ومنها مالا تستطيع تجنبه ولا كبح جماحه كهذا السبب الذي نحن بصدده كأن تكون المرأة غير مختونة ولو اجتمعت الأسباب الأخرى ما استطاعت أن تقوم بالتأثير الذي يحدثه الختان من كبح جماح الشهوة وتخفيف حدتها وتلطيفها فهل نترك أمرا له هذه الأهمية أم نجمع بين الحسنيين السنة الموروثة عن الأنبياء , والتنشئة على الفضائل .
(7)
القول بأن بعض الدول الإسلامية لا تختن النساء
الجواب أن الأسوة والقدوة لا تكون إلا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم والإحتجاج لا يكون إلا بالأدلة الشرعية وليس كل ماتركه البعض من أمور الدين يعني عدم مشروعيته .
(8)
القول بأن ختان الإناث إحتقار للمرأة وعدم احترامها .
والجواب أولا) إن الختان يجري على الذكور مثلما يجري على النساء تماما فهل يعني أن الختان بصفة عامة احتقار وعدم احترام للجميع .
ثانيا) يقول النبي عليه الصلاة والسلام (الختان سنة للرجال مكرمة للنساء) رواه الإمام أحمد والبيهقي . والمكرمة معناها الكرامة والإكرام , وعكسها المذلة والإهانة أي أن الختان يساعد المرأة على حفظ
كرامتها وعقالها بهذا العقال النبوي المعجز والذي يظل ملازما لها لا ينفك عنها يؤدي مهمته بنجاج أداء ذاتيا على الدوام لا رقيب أو مؤدب أو حاكم . بخلاف غيره من سبل الإنضباط .
(9)
القول بأن الختان تغيير خلق الله .
الجواب : ليس كل ما خلقه الله في أجسامنا نتركه دون إزالة وتهذيب فقد جاءت الشريعة بتهذيب الشارب وقص الأظفار ونتف الإبط والإستحداد وقد وردت هذه الخصال مع الختان في سياق واحد يبين أنها من خصال الفطرة , وإن كان التغيير مشكلا في حق النساء فهل يكون ختان النساء تغييرا لخلق الله ولا يكون ختان الرجل تغييرا لخلق الله .
(10)
الإحتجاج بقاعدة : (لا ضرر ولا ضرار)
والجواب :أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع الضرر عن هذا الأمر بقوله (ولا تنهكي) فالقاعدة تقال لمن يتجاوز الحد في هذا الإجراء فيجوز أو يستأصل ولا يتبع المنهج النبوي . وهذا كقول الله تعالى (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) فالإسـراف يـوقع فـي الضـرر فإذا قيـل للمسـرف (لا ضرر ولا ضرار) فهذا حق ، أما إذا قيل لمن أكل أو شرب بتوسط واعتدال (لا ضرر ولا ضرار) فهذا باطل ، ولا يرتاب مؤمن في هذا . والله أعلم .
(11)
القول بأن قوله عليه الصلاة والسلام إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، من باب التغليب.
فالجواب نعم هو من باب التغليب من حيث التسمية فإنه يقال له في الأنثى خفاضا ، قال في البناية شرح الهداية لعيني جـ1صـ273 ولكن يقال في موضع ختان المرأة الخفاض، فَذِكْرُ الختانين بطريق التغليب كالعمرين والقمرين، وتقدم ايضا عن الإمام احمد وفيه ـ أي الحديث المذكور ـ أن النساء كن يختتن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق