الاثنين، 24 مارس 2014

معايير النظريات العلمية


معيار تعدد الاختبارات  بيير تويليي:
إذا كانت النظرية الفيزيائية كما حددها بيير دوهيم في قوله :"إن النظرية الفيزيائية ليست إلا نسقا من القضايا الرياضية المستنبطة من عدد قليل من المبادئ غايتها أن تمثل ـ بصورة صحيحة ـ مجموعة من القوانين التجريبية" فان هذا يعني أن  ما يضفي على نظرية ما  طابعها العلمي هو التماسك  والانسجام المنطقي بين مكوناتها والذي تستمده من إخضاع فروضها لاختبارات متعددة تربط فروض نظرية ما بفروض أخرى ،مما يجعل من تعدد الاختبارات إغناء للنظرية العلمية.
وينتقد بيير تويليي التصور الكلاسيكي القائل أن علمية نظرية ما تكمن في استنباط نتائج قابلة للتحقق التجريبي ، واصفا إياه بتصور اختزالي لا يكشف عن حقيقة النظرية العلمية،لأنه من اجل التحقق التجريبي لهذه النظرية لابد من إضافة فروض جديدة تتجاوز هذه النظري  ولا تنتمي إلى المسلمات الأصلية  التي انطلقت منها تلك النظرية ( وهذا ما يضعها في مجازفة خطيرة) إلا أنها يجب أن تكون منسجمة معها وهذه الفروض هي التي تغني هذه النظرية وتنقدها من عزلنها التجريبية.
من هنا يمكن القول أنه:
1-    لا وجود لنظرية تمنح لنفسها وحدها نتائج تجريبية ملموسة.
2-    لا تتم أي تجربة علمية بدون مساعدة تجربة أخرى.
وبالتالي فان ما يمنح للنظريات العلمية قيمة متزايدة هو تنوع وتعدد الاختبارات التجريبية والمقارنة بينها ، إلا أن اختبارات التماسك المنطقي للنظرية الواحدة ،أو بين نظريات متعددة هو الذي يحتل الصدارة في التكوين الفعلي للنظريات العلمية.
2- معيار القابلية للتكذيب والتزييف:
أما كارل بوبر فيرى أن معيار علمية  نظرية ما هو قابلية منطوقها للتفنيد والتكذيب، أي قدرة العالم على وضع صياغة دقيقة للنظرية العلمية وتحديد الشروط والنتائج المحتملة التي يمكن أن تفند تلك النظرية وتكذبها . وبالتالي فإذا كان منطوق هذه النظرية غير قابل للتكذيب فلا يمكن اعتبارها نظرية علمية – حتى وان لم تكن كاذبة أو فارغة من المعنى بل وحتى لو كانت صحيحة - فعدم قابليتها للتكذيب   يجعلها خارج المجال العلمي.
هكذا يشكل معيار القابلية للتكذيب أو القابلية للاختبار أساس النظريات العلمية لتبين خطئها وإبراز العيب فيها وكل نظرية غير قابلة لمثل هذا الاختبار ليس علمية.
وآنذاك يمكن القول أن هذه النظرية – القابلة للتكذيب والاختبار – نظرية علمية ملائمة ، ولا يمكن الجزم بكونها صادقة بشكل مطلق ، ما دمنا لم نجد ما يكذبها  رغم تعدد الاختبارات وتنوعها وبالتالي عدم أيجاد ما يكذبها أو يفندها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق