إن تقدم الأمم والمجتمعات ومبعث أمنها واستقرارها مرهون
بسلامة عقول أفرادها , ونزاهة أفكار
أبنائها , ومدى ارتباطهم بمكونات أصالتهم , وثوابت دينهم , وأساس حضارتهم
وأئمتهم وولاة أمورهم وعلمائهم . . . وكما
قال سمو سيدي
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز كلمته في اجتماع الدورة
( 24 ) لمجلس وزراء الداخلية العرب والمنعقد في تونس يوم الثلاثاء 11/1/1428هـ إن
ما غزا عالمنا العربي من متغيرات فكرية وتوجهات سلبية يهدف إلى عزل الأمة عن
ثوابتها وقيمها الأصيلة والسعي إلى استبدالها بثقافات العنف والتحلل والصراع تحت
شعارات زائفة عملت على نشرها والترويج لها جهات يديرها أشخاص مأجورون أو مغرر بهم
أو جاهلون يتسترون وراء واجهات وأقنعة مختلفة لا تخفى على ذوي البصيرة والعقول
المنيرة .
وأضاف ـ حفظه الله ـ . .
المحافظة على أمننا الفكري في محيطنا العربي ضرورة استراتيجية ملحة ومصلحة
عربية عليا يتوقف على نجاحها في تحقيق لقاء أمتنا العربية متحدة قوية آمنة مستقرة . . أ.هـ .[1]
هذا وإن من محاسن شريعة الإسلام أنها جاءت بحفظ الضروريات
الخمس ( الدين والنفس والنسل
والمال والعقل ) لما في ذلك من تحقيق مصالح العباد في
العاجل والآجل وفي أمور المعاش والمعاد . .
فحفظ
العقل والفكر من ضروريات الإسلام ومثلها حفظ أمن الأمة
أفراداً وجماعات وشرعت لذلك
العقوبات الزاجرة لمن ينتهك شيئاً من ذلك قد تصل إلى القتل
حداً أو تعزيراً لأنه لا قيمة للحياة
بدونهما . .
وحديثنا في هذا اللقاء عن نوع مهم من أنواع الأمن ألا وهو (
الأمن الفكري . مفهومه . وأثره على الفرد والمجتمع ) . .
والذي يعد من أهم أنواع الأمن بمفهومه الشامل ولبه ,
وركيزته الكبرى لتعلقه بهوية الأمة وشخصيتها الحضارية , وقيمها الدينية , وثوابتها
العقيدية . . .
فإذا ما تلوثت العقول بأفكار وافدة , ومناهج دخلية , وعقائد
باطلة وفتاوى ساقطة , وسلوكيات منحرفة , وثقافات مستوردة . . . فقد جاس الخوف خلال
الديار , وشاع الخوف المعنوي , واهتزت المبادئ والمقومات , وتقوضت الأركان
والثوابت . . .
وشاع بين الناس الشهوات والشبهات , لذا فإن الحاجة ماسة إلى
الحديث عن قضية ( الأمن الفكري ) لاسيما في هذا العصر الذي هبت فيه رياح الجنوح عن
منهج الاستقامة والوسطية والاعتدال . .
.
وتعددت أسباب الانـحراف , ووسائل الانـحلال وبخاصة في هذا
الوقت الذي تمر فيه الأمة بمنعطف خطير في تاريخها . . .
مما يحتم على الجميع الوقوف صفاً واحداً ضد أي انحراف فكري
والحفاظ على الأمن الفكري
وتحقيقه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق