الأربعاء، 19 مارس 2014

ملف حول السعر و الشعوذة



ملف حول السعر و الشعوذة
ان ظاهرة السحر والشعوذة والتنجيم وقراءة الكف، عادت للانتشار من جديد في أوساط الناس، ليس في عامتهم فحسب وإنما في الطبقات الراقية، وذوي الجاه والانفتاح...
التعريف بالسحر
_ السحر لغة: قال الليث: السحر عمل يتقرّب فيه إلى الشيطان، وبمعونة منه، وقال الزهري: أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأن الساحر لما رأى الباطل في صورة الحق، وخيّل الشيء على غير حقيقته، قد سحر الشيء عن وجهه، أي صرفه(1)... وقال الجوهري: والسحر الأخذة، وكل ما لطف مأخذه ودقّ، فهو سحر وسحره أيضا بمعنى خدعه(2)... وقال القرطبي: السحر أصله التمويه بالحيل، وهو أن يفعل الساحر أشياء ومعاني، فيُخيّل للمسحور أنها بخلاف ما هي به، كالذي يرى السراب من بعيد فيُخيّل إليه أنه ماء، وهو مشتق من سحرت الصبي إذا خدعته
_ السحر شرعاً: قال فخر الدين الرازي: السح في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع (4) ...
السحر ظاهرة وجودية قديمة قدم الإنسان ذاته، فهي ممتدة الأغوار في عمق التاريخ البشري، فهي إحدى الوسائل الهامة، التي استعملها الإنسان منذ القدم في صراعه من أجل البقاء على ظهر الأرض دفاعا عن نفسه ومعتقداته،وكيدا لغيره من بني جنسه، وعوالم أخرى تنتشر في هذا الكون الرحب،ومن ثم ارتبط السحر بالإنسان ارتباطا وثيقا، حتى أضحى معتقدا هاما وعبادة لها طقوسها وترانيمها الخاصة، ومع كر الدهور والعصور تطورت أساليبه وطرقه بل وحتى أهدافه.. وأصبحت له مدارس وكهان يتعلمونه ويعلمونه، وانتشرت في العالم هيئات ومنظمات دولية، سرية وعلنية بألقاب مموهة، تقوم بتغذية وإشاعته بين الناس لأهداف مختلفة، وغايات متباينة، لكنها كلها تصب في مستنقع الشر وزرع الفساد في الأرض،
1.علامات السحر والساحر:
* الساحر يبيع نفسه وروحه في حياته ومماته للشيطان، وكذلك كل ما يملك من مال أو عقار أو ذرية، هي ملك للشيطان يتصرف فيها كيف يشاء.
* أن يكون لديه العناد والإصرار، والعزيمة على تحمل المشاق والإهانات إلى أقصى درجة، وذلك حتى لا تتزعزع عقيدته الشيطانية، ولو قاسى في سبيلها أشدّ أنواع العذاب، فهذه هي العقيدة الوحيدة التي يؤمن بها، والشيطان هو وليّه الأكبر، والذي يجب أن يضحي في سبيل إرضائه بالنفس والنفيس.
* أن يكون وقحا، عديم الحياء وفاقدا للإحساس وتأنيب الضمير، ولا يملك ذرة واحدة من الرحمة والعطف والحنان، وغيرها من الأخلاق الكريمة والإحساسات النبيلة.
* أن لا ترتعد فرائسه عندما يرى سيده إبليس _عليه اللعنة_ أو أحد معاونيه، وهم في صورة مفزعة قبيحة، فالشيطان _دائما_ يفضل أن يظهر للساحر في شكل غاية في البشاعة والقبح، ولا بد للساحر أن يألف هذه الصورة، ولا يُظهر تبرّما أو جزعًا أو تقززاً.
* أن يسارع في تلبية طلبات سيده الشيطان في إلحاق الضرر بالأبرياء، بكل رضاّ وسرور، حتى لو كان العمل مخلا بالحياء ومخالفا لتعاليم الأديان والشرائع.
* أن يجتهد بكل قوة في ممارسة الأعمال السحرية، وأن يواظب على دراستها والقيام بما تتطلبه من طقوس شيطانية، واحتفالات إبليسية، ضاربا عرض الحائط بكل القيم والمبادئ والأخلاق.
* أن يكون جاهلا كل الجهل _إمّا عن طبيعة أو اكتساب_ بكل ما هو جميل وحسن، ولا يرضيه إلا كل قبيح مستقذر.
* أن يعتقد اعتقادا راسخا في قوة الشيطان ومقدرته ومقدرة أعوانه من الأرواح الشريرة. وأن يرضخ لشروطهم مهما كانت قاسية.
* أن يكون عدوا لدودا لجميع الأديان، مستهزئا بها في كل مناسبة، ومحظور عليه تماما أن يدخل دور العبادة والأماكن المقدسة إلا لغرض واحد، وهو تدنيسها وتنجيسها.
* أن يكون مستعدا لارتكاب أية جريمة خُلقية، وكل معصية ورذيلة، مع الانغماس التام في الفجور والمعاصي.
* أن يكون قذرا للغاية دنيء النفس.
* أن يقضي معظم أوقاته منزويا منطويا على نفسه، بعيدا عن الناس قدر استطاعته، ولا يتصل بهم ولا يتعامل معهم إلا إذا طُلب منه ذلك لأغرض السحر، أو إلحاق الضرر بالناس.
* مُحرّم على الساحر أن ينظف ملابسه أو يستبدلها، وإن بلي جزء منها فعليه أن يرقعه من نفس القماش، وإذا ما زاد اتساخ ملابسه، وصارت تنبعث منه رائحة كريهة، كان مقربا عند الشيطان أكثر.
* الساحر شديد الحرص والتفطن لأن الشيطان يعطيه حاسة شم قوية _أكثر من حاسة الكلاب_ يستدل بها على أي شخص غريب أو قريب، على أي بعد كان.
* يمنح الساحر للشيطان شهوة بهيمية فائقة، تجعله عرضة للتهتك والفضيحة.
* زرع الشك والوسواس في قلب الساحر، فيشك في أقرب الناس إليه، ولا يصدق إنسانا مهما كان.
* الساحر منبوذ من قبل جميع الناس، فلا مؤنس ولا صديق له، إلا شيطانه ووليه(1).
السحر يـفقد المسحور المناعة ضد الشياطين:
هناك من يبيع نفسه للشيطان، فيحاول عن طريق السحر السيطرة على شخص ما، أو تدمير حياته الزوجية أو الأسرية، وإذا تحقق مفعول السحر في المسحور؛ فإنه يفقده المناعة ضد الشياطين وخاصة إذا كان السحر مشروبا.
كيف يؤثر السحر في جسم الإنسان:
الإنسان هو ذلك اللغز المحير، فكره، روحه، جسمه.. وتأثير السحر فيه لغز هو الآخر.. فانقلاب الإنسان السوي ذي الفكر السليم، والنفس الهادئة المطمئنة، والجسم المتألق قوة ونشاطاً بين غمضة عين وانتباهها إلى حالة من الأسى، تذيب النفس، وتروع الفؤاد، وتذهل العقل البشري، ينشئ في أعماق النفس تساؤلات، واستفسارات، غالبا ما تنتهي إلى الصمت، الذي هو مظهر من مظاهر العجز عن الإجابة، والوقوف على السبب المثير لهذه المخاوف لاسيّما إذا كان السحر طقوسا وتعاويذا ونفثا في العقد، مجردا عن الأسباب المادية المباشرة، ولكن كما يقال: إذا عرف السبب بطل العجب. فللدين رأيه، وللطب والعلم كلمته، فإذا اجتمع الاثنان في سبر أغوار هذه الظاهرة الغريبة،لم نأْلُ جهدا في الوصول إلى إجابة مقنعة، ونتيجة مريحة، تكون بداية _وإن شئت فقل: نهاية_ لوضع حد لهذه التساؤلات التي لا تزال _رغم قدمها_ مثار الجدل والحيرة، وتصارع الأفكار الخرافية مع الحقائق العلمية، بل حتى التفسيرات الدينية الروحية، لم تنج هي الأخرى من هذا الصراع.
بعض الطرق التي يستعملها الساحر لإلحاق الضرر بالآخرين، وهي طرق غاية في الشرك والكفر بالله.
1. طريقة الإقسام:
حيث يدخل الساحر في غرفة مظلمة، ثم يوقد نارا، ويضع على النار نوعا من البخور، حسب الموضوع المطلوب (التفريق أو إلقاء العداوة والبغضاء)، يكون البخور إما ذو رائحة كريهة، ويكون لإلقاء المحبة أو فك ربط _عقد زوج عن زوجته_. أو ذو رائحة طيبة، ويكون لحل السحر. ويتلو عليها طلاسم وعزائم فيها شرك بالله عزّ وجلّ.. وبعدما ينتهي من تلاوة العزيمة الشركية، يظهر أمامه شبح على هيئة كلب أو ثعبان، أو أي هيئة أخرى، فيأمره الساحر بما يريد، وأحيانا لا يظهر له شيء، وإنما يسمع، وإن لم يسمع يعقد على أثر من آثار المطلوب سحره، كشعره، أو قطعة من ثوبه.. ثم يأمر الجن بما يريد.
2. طريقة الذبح:
يحضر الساحر طائرا أو حيوانا، بأوصاف معينة يطلبها الجني (وغالبا ما تكون سوداء لأن الجن يفضلون اللون الأسود) ويذبحها دون ذكر اسم الله عليها ورميها كذلك في أماكن بعيدة وخربة، وعند عودته يتلو عزائم شركية، ويأمر الجني بما يريد.
3. الطريقة السفلية:
ومن يقوم بهذه الطرقة المشهورة عند السحرة بهذا الاسم، يكون له مجموعة كبيرة من الجن تخدمه وتنفذ أمره، لأنه أعظم السحرة كفرا وارتكابا للمنكرات، حيث يقوم _عليه لعائن الله المتتابعة_ بارتداء المصحف في قدميه على هيئة حذاء، ثم يدخل به الخلاء ويتلو الطلاسم الكفرية، ثم يخرج ويجلس في غرفة ويأمر الجن بما شاء، فيسارعون إلى تطبيق أوامره.
4. طريقة النجاسة:
وفي هذه الطريقة يكتب الساحر الملعون سورة من سور القرآن الكريم بدم الحيض، أو بغيره من النجاسات، ثم يتلو الطلاسم الشركية، فيحضر الجني فيأمره بما شاء.(ولا يخفى ما في هذا العمل من شرك وكفر بالله العظيم).
5. طريقة التنجيم:
وتسمى أيضا بالرصد لأن الساحر يترصد طلوع نجم معين، ثم يقوم بمخاطبته بتلاوات سحرية، ثم يتلو طلسما آخرا، يحمل في طياته الشرك والكفر، ثم يفعل حركات يدّعي أنها تعمل على استنزال روحانية النجم، فعند إذن تقوم الشياطين بتلبية أمر الساحر اللعين. ويزعم السحرة أن هذا النوع من السحر لا ُيحل إلا إذا ظهر النجم مرّة أخرى.
6. طريقة التنكيس:
وفي هذه الطريقة يقوم الساحر _عليه لعنة الله_ بكتابة سورة من سور القرآن الكريم بالحروف المفردة معكوسة، يعني من آخرها إلى أولها، ثم يقول عزيمته الشركية، فيحضر الجني فيأمره بالمطلوب.
7. طريقة الأثر:
وفي هذه الطريقة يطلب الساحر من المريض بعض آثاره، من منديل أو قميص أو غيرها من الأشياء التي تحمل رائحة عرق المريض، ثم يعقد هذا المنديل من طرفه، ثم يقيس مقدار أربع أصابع، ثم يمسك المنديل إمساكا محطما، ثم يقرأ سورة قصيرة معينة، يرفع بها صوته، ثم يقول طلسما شركيا، يسرّ به، ثم ينادي الجن ويقول: إن كان ما به من المرض سببه الجن فقصروه، وإن كان ما به من العين فطولوه، وإن كان من الطب فدعوه كما هو، ثم يقيسه مرة أخرى بعد ذلك، فإن وجده قد طال عن أربع أصابع، قال: أنت مصاب بعين (الحسد) وإن كان قد قصر، قال: أنت مصاب بالجن، وإن وجده كما هو أربع أصابع، قال ما عندك شيء، اذهب إلى الطبيب.
8. طريقة الكف:
يحضر الساحر صبيا صغيرا لم يبلغ الحلم بشرط أن لا يكون متوضئ، ثم يأخذ كف الصبي الأيسر، ثم يرسم عليه مربعا ويكتب حول هذا المربع طلاسم سحرية _وطبعا تحتوي على شرك_ يكتب هذه الطلاسم حول المربع من جهاته الأربع، ثم يضع في كف الصبي في وسط هذا المربع (زيتا و زهرة بيضاء) أو (زيتا وحبرا أزرق)، ثم يكتب طلاسم أخرى بحروف مفردة على ورقة مستطيلة، ثم توضع هذه الورقة كالمظلة على وجه الصبي، ويرتدي فوقها قلنسوة حتى تثبت، ثم يغطي الطفل كله بثوب ثقيل، والطفل في هذه الحالة ناظرا في كفه فطبعا لا يراه لأن الجو مظلم، ثم يبدأ الساحر الملعون بقراءة عزيمة كفرية شديدة، فإذا بالطفل يشعر كأن الجو أصبح نورا، ويرى صورا تتحرك في كفه، فيقول الساحر للصبي ماذا ترى؟ فيقول الصبي: أرى أمامي صورة رجل، فيقول الساحر: قل له: يقول لك المُعزم كذا وكذا ، فتتحرك الصورة حسب الأوامر. وغالبا ما يستخدمون هذه الطريقة في البحث عن الأشياء المفقودة.
الوقاية من السحر والشعوذة
إن السحر مهما يكن تأثيره قويا ومؤذيا فإنه لن يصيب الإنسان المؤمن، الذي يلتزم بأداء الفرائض والواجبات الدينية، على النحو الذي شرعه الله ، ويجتنب الكبائر والمحرمات القولية والفعلية، ويداوم على تلاوة القرآن الكريم، وأذكار الصباح والمساء... وحتى لو أصيب بالسحر _في هذه الحالة_ فإن تأثيره عليه يكون خفيفا، وعلاجه سهلا ميسورا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق