المعيار المعنوي
إن صياغة القاعدة القانونية قد لا تنبئ عن صفتها آمرة أو مكملة فيلزم في هذه
الحالة البحث عن معيار آخر يمكن عن طريقه التوصل إلى نوع القاعدة، و هذا المعيار
هو المعيار
المعنوي، و هذا المعيار ليس حاسما كالمعيار اللفظي أو المادي فهو
تقديري مرن يساعد إلى حد بعيد على تحديد نوع القاعدة، وذلك على أساس البحث في
موضوع القاعدة ذاتها و مدى اتصالها بالأسس الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية
التي يقوم عليها المجتمع لإمكان القول بأنها قاعدة آمرة أو مكملة.
و تسهيلا للفصل في هذا الأمر درج الفقه على القول بأن القواعد القانونية
تكون آمرة إذا تعلقت موضوعاتها بالنظام العام ordre
public أو بالآداب
العامة و تكون مكملة
إذا تعلقت بالمصالح الخاصة للأفراد.
غير أنه من المستحيل وضع قائمة جامعة مانعة لكل ما هو مخالف للنظام العام أو
الآداب العامة، لذا فقد اكتفى المشرع في نطاق الالتزامات بالنص في المادة
96 من التقنين المدني على أنه ( إذا كان محل الالتزام مخالفا للنظام العام أو
الآداب العامة كان العقد باطلا)، كما نص في المادة 97 منه على أنه ( إذا التزم
المتعاقد لسبب مخالف للنظام العام و الآداب العامة كان العقد باطلا).
و إذا كان النظام العام و الآداب العامة إذن هو المعيار الموضوعي المعنوي
للتمييز بين القواعد الآمرة و المكملة حيث لا يمكن صياغة النص من ذلك، فما هو
المقصود بالنظام العام وما معنى الآداب العامة؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق