الأحد، 2 مارس 2014

دور الإعلام في تحقيق الأمن للمجتمع من الغزو الفكري و الافكار الضالة



دور الإعلام في تحقيق الأمن للمجتمع :
هذا العصر يمتاز بأنه عصر الإعلام وتدفق المعلومات وتعدد وسائل الاتصال وتطورها مما يجعل التحكم فيما تبثه من مواد إعلامية وفكرية وثقافية ومعرفية وتقنية . . إلخ أمراً بالغ التعقيد والصعوبة . . . بل إن الإعلام أضحى عالماً له فنونه وصناعته وأسراره وتعقيداته التي يتوارى خلفها مصالح وهيئات ومنظمات لاتعلم أسرارها وخفاياها إلا من قبل ذوي الشأن وأهل الاختصاص . .
وهو سلاح ذو حدين إن أحسنت استخدامه , وأخذت القائمين عليه , وصلحت نواياهم , واستقامت أهدافهم . . أصبح عاملاً مهماً من عوامل صلاح الفرد والمجتمع , بل والأمة . . يتحدث عن قضاياها ويبث همومها , ويحافظ على ثوابتها , وينشر فكرها السليم ويغرس قيمها وأعرافها الفاضلة , وأخلاقها الحسنة , ويدعم قضاياها المصيرية , ويدافع عن مكتسباتها وثرواتها وخيراتها . . وباختصار فهو في هذه الصورة يحقق مصالح الدين والدنيا . .والعكس بالعكس . .
فالإعلام بحكم تنوع شبكاته ووسائله وقنواته وآلياته دخل كل بيت وسمعه وشاهده غالب الناس إن لم يكن كلهم حتى صعب لدى الكثير التميز بين غثه وسمينه وصالحه وطالحه , ونافعة وضاره . .
فهو من أهم الوسائل المؤثرة في تكوين ثقافة المجتمع والأمة , ومحاكاة واقعها وبيان توجهها الفكري والاجتماعي والديني والثقافي . .
وبقدر صلاحه وصدقه وحسن هدفه ومقصده , يكون ذا فائدة وصلاح , وأداة نفع وتوجيه لاسيما لدى الشباب وبخاصة في هذا الوقت . .

فلابد إذاً من تأمين فكر الشباب ضد أي شبهة أو شهوة . . وذلك عن طريق رسم إستراتيجية سديدة سليمة تنبثق من هدي الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح من الصحابة والتابيعن وتابعيهم بإحسان . . ويحفظ على الناس ضرورياتهم الخمس التي جاءت الشريعة بحفظها ( الدين والنفس والمال والعقل والنسل ) . . والمحافظة على الأخلاق الفاضلة والصفات الحسنة في المجتمع , والثوابت السليمة فيه . . وإبعادهم عن الانزلاق في الشبهات , والانحراف في الشهوات . . وبما يحقق مقاصد الشريعة , وأهدافها العامة والخاصة , ويبعد المجتمع عن الغلو والانحراف والتشدد والتطرف أو الانحلال و التفريط . . والمملكة العربية السعودية ـ كما نعلم ـ لها بحمد الله خصوصيتها الدينية , ومكانتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية . . باعتبارها دولة مسلمة تحكم كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ  وتسير على هدي السلف الصالح , وتحرص على حصانة أفرادها ورعاياها بل وكل وافد ومقيم فيها دينياً وفكرياً وأخلاقياً وفق منهج مرسوم . . فهي دولة مسلمة مجتمعها مجتمعاً مسلماً بكامله . .  ترفع شعار الإسلام وتحكمه قولاً وعملاً . . وتنبذ الفرقة الطائفية والمذهبية والحزبية , وكل فكر أو منهج وافد أو دخيل لا يستند إلى أصل صحيح من كتاب أو سنة . . وذلك بفضل الله وتوفيقه , ثم لقيامها على دعوة سلفية تقية تنبثق من كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيرة سلف هذه الأمة الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان . . . أرسى أسسها ووضع قواعدها المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب بمساندة وموآزرة من الملك الصالح محمد بن سعود  ـ رحمهما الله جميعا ً ـ  فلابد من أخذ هذا بعين الاعتبار والالتزام به , وتثبيته وتأصيله وغرسه في النفوس . . وأخذ الحيطة والحذر من تسلل أي وسيلة تشكك في ذلك , أو تتعارض معه     أو تسعى إلى بث الفرقة , فيه أو في تناصره أو تمزق وحدته واجتماعه واتلافه . . فلابد من مراعاة ذلك

وأخذه بعين الجد والبصيرة . . والاعتبار . .
كما أحب أن أشير إلى أن إعلامنا في هذه الدولة يعد جزءاً لا يتجزأ من سياسة هذه الدولة العامة واستراتيجيتها الهادفة إلى الوحدة والإصلاح , ونبذ الفرقة والاختلاف والبعد عن التشدد والغلو والإفراط . . ومن ثم فينبغي لهذا الإعلام أن لا يهمه ان يرضي كل الأذواق , ولايسمح لنفسه أن يجاري الآخرين , وأن يسقط في الوحل الانحلالي أو الفكري الذي سقطت فيه كثير من أجهزة الإعلام الأخرى من أنحاء كثيرة من العالم . .
فإعلامنا كما رسمته السياسة العليا للإعلام في المملكة العربية السعودية يمتاز عن غيره بما ذكرناه بالإضافة إلى أن يكون ناقلاً أميناً للمعتقد الحق , ولعقيدة التوحيد الصافية النقية . .  وللحضارة الإسلامية , ومسهماً في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة , مبلغاً لهذا الدين الصحيح وسبباً رئيساً في تفقه أناس في دينهم عن طريق استضافة العلماء والدعاة إلى الله المخلصين الربانيين الذين يسعون إلى إيصال المعلومة الصحيحة , الهادفة الموافقة للهدي النبوي للناس . . كل ذلك مع المحافظة على القيم الفاضلة للمجتمع , وتأصيل الخير والبر والإحسان والعدل والرحمة والرفق واللين في  النفوس . . والبعد عن الغلو والبغي والإفراط والتفريط . .
مع عدم إهمال ربط ذلك كله مع حب الوطن والذود عنه , ومناصرة ولاة الأمر فيه وحب العلماء والارتباط بهم وجعلهم مرجعيته . . والإخلاص في ذلك كله . . والتزام الجماعة ونبذ الفرقة   والاختلاف . . ومعالجة أي سلبية بأسلوب النصيحة , ووفق التوجيهات الشرعية . . والوقوف يداً واحدة ضد أي غزو ثقافي أو فكري , أو أي اعتداء عليه أو على كرامته أو النيل منه بسوء . .  ضد دعاة السوء وأصحاب الأهواء ومرضى القلوب من الحسدة والحاقدين والمفسدين . . ولابد أن يكون هذا

الإعلام سنداً قوياً للمؤسسات التربوية المختلفة في الدولة . . وكذا التوعوية والدعوية وأن يتأزر ويتعاون معها في الحفاظ على ثوابت هذه الدولة حتى لايحصل هناك ازدواجية في العمل أو انفصام فيه , فيحصل الخلل , وتتعدد التوجهات والولاءات , وتختلف الرؤى والقناعات ‘إلى الحد الذي يصل إلى الإضرار بالفرد والمجتمع والدولة . . .
وكذا فإن الحاجة ملحة إلى وضع ضوابط حازمة للمطبوعات والمطويات والمنشورات التي تطبع وتتداول ومراجعتها مراجعة فكرية دقيقة , والتأكد من مدى سلامتها عقدياً ودينياً وثقافياً وتتناسب مع عادات المجتمع وتقاليده الصحيحة , وعدم تعارضها مع ثوابت الدين وقيم الوطن . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق