السبت، 1 مارس 2014

موقع احد الجبل وخصائصه التضاريسية



:- موقع احد الجبل وخصائصه التضاريسية .
يقع جبل أحد شمالي المدينة المنورة ، وفلكياً فأقصى امتداد شمالي للجبل يقع على خط عرض 24ْ 32َ 56ً   شمالاً ، بينما يمثل خط عرض 24ْ 29َ 58ً  شمالاً أقصى امتداد جنوبي للجبل ، ويمتد الجبل بين خطي طول 39ْ 35َ 42ً  ، 39ْ 39َ 20ً شرقاً .
وجبل أحد يمثل أحد أهم جبال المدينة المنورة والتي تنتشر حولها مجموعة كبيرة من الجبال مثل جبل وعيرة الذي يقع شمال شرق جبل أحد وجبال جمة وغرابة وعير التي تقع إلى الجنوب الغربي من جبل أحد ، شكل (1) .
ويحد جبل أحد من الجنوب وادي قناة (العاقول) الذي تنصرف إليه الأودية المنحدرة من جبل أحد من الشمال صوب الجنوب ، ويلاحظ أن العمران قد امتد ليشغل أغلب مصبات الأودية وهو ما يمثل مشكلة في حال حدوث السيول ، وقد حدث في أحد السيول أن قامت المياه بجرف مقابر شهداء غزوة أحد قبل أن يتم إنشاء مقبرة خاصة بهم .
ويتضح من خلال الخريطة الكنتورية ، شكل (2) أن جبل أحد يحده خط كنتور 630 متر فوق مستوى سطح البحر ، وقد تم اختيار هذا الخط ليضم المراوح الفيضية وبعض الألسنة الجبلية التي تخرج من جبل أحد مثل جبل الرماة (عينين) ، جبل ضليع البري ، جبل ثور .
ويبلغ أقصى ارتفاع  للجبل نحو 1070 متر فوق مستوى سطح البحر ويوجد أقصى ارتفاع في الجزء الشمالي الأوسط للجبل ، ويبلغ الارتفاع المحلي نحو 440 مترا([1])  ، ويلاحظ أن سطح الجبل ليس مستو تماماً ولكنه يتألف من مجموعة من القمم الجبلية المدببة ، صورة (1) ، ويتراوح منسوب هذه القمم بين 1010 ، 1070 مترا ، ويسير مع هذه القمم خط تقسيم المياه الذي يفصل بين الأودية المنحدرة صوب الشمال والأودية المنحدرة صوب الجنوب .
كما لوحظ أن خط تقسيم المياه لا يسير  في منتصف الجبل ولكنه يتجه نحو الشمال مما يدل على أن الأودية الجنوبية كان لها قدرة أكبر على النحت وإطالة مجاريها مقارنة بالأودية الشمالية .



وقد بلغ أقصى طول للجبل نحو 5.77 كم في اتجاه جنوبي شرقي شمالي غربي ، ويبلغ أقصى عرض قرابة 4.27 كم وكان ذلك في منتصف الجبل تقريبا في حين يبلغ أقل عرض نحو 700 متر في أقصى الشمال حيث يخرج لسان صغير من الجبل ، ويبلغ متوسط عرض جبل أحد حوالي 2.7 كم .
أما بالنسبة لمساحة الجبل فقد تم حسابها على اعتبار حدود الجبل خط كنتور 630 متر وبلغت مساحة جبل أحد قرابة 18.7 كم2 ، في حين بلغ المحيط نحو 26.7 كم .
ويتضح من خلال القطاعات التضاريسية التي أنشئت من الخريطة الكنتورية ، شكل (3) ، أن الأجزاء الجنوبية أكثر تأثرا بعوامل التعرية المائية حيث توجد أكبر الأودية بالمنطقة ، هذا إلى جانب أن الارتفاعات  تأثرا بعوامل التعرية النهرية ، ومن المعروف أن عمليات التعرية النهرية متوقفة في الوقت الحالي باستثناء بعض السيول العشوائية والتي تحدث من فترة لأخرى .
وبالنسبة للانحدارات في جبل أحد فقد قام الطالب بحسابها كما يلي :-
§   تحويل خطوط الكنتور إلى شبكة مربعات Grid ويبلغ طول ضلع كل خلية Pixel 25 مترا وذلك باستخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية .
§       حساب درجة الانحدار لكل خلية .
§       عمل فئات الانحدار كما تظهرها الخريطة شكل (4) .
§       حساب اتجاهات الانحدار داخل كل خلية .
§       وقد تبين من دراسة خريطة الانحدارات ما يلي :-
§   تتراوح درجات الانحدار لجبل أحد بين صفر ، 63 ْ مع وجود بعض الحافات الرأسية والتي قد يصل انحداراها في بعض الأحيان إلى نحو 90 ْ .
§   تتركز الانحدارات الخفيفة (أقل من 10 ْ ) في الأجزاء الجنوبية والشمالية أو بمعنى أخر على هوامش الجبل كما سجلت هذه الفئة أيضاً على سطح الجبل مما يدل على أن الجبل يتألف من مجموعة من الهضيبات الصغيرة المتلاحمة ، كذلك سجلت هذه المنحدرات الخفيفة عند مصبات الأودية وكذلك في نطاق المراوح الفيضية التي تنتشر في الأجزاء الجنوبية الشرقية والجنوبية والشمالية الغربية ، وكذلك فوق بعض المراوح الصغيرة الموجودة في الجزء الشمالي للجبل .
§   تتركز فئة الانحدار (10 ْ – 20 ْ ) في مناطق كثيرة من المنطقة وتتركز بصورة رئيسية في بعض جوانب الأودية وبعض قمم الجبال كما توجد على الهوامش الشمالية والجنوبية .
§   أما الانحدارات التي تتراوح بين 20 ْ – 40 ْ فإنها تنتشر انتشارا كبيرا بمنطقة الدراسة مما يدل على أن منحدرات المنطقة تتسم بشدة الانحدارات ، وقد سجلت هذه الانحدارات في معظم جوانب الجبل وأيضا على جوانب الأودية .
§   أما منحدرات الجروف (أكثر من 40 ْ ) طبقا لتصنيف ينج (Young,1972,p.173) فقد سجلت كنطاق متصل في الجزء الشمالي ويأخذ هذا النطاق نفس اتجاه الجبل (شمالي غربي جنوبي شرقي) وتقطعه في بعض الأحيان الأودية التي تنحدر صوب الشمال والشمال غربي .



 

كما سجلت هذه الانحدارات في الجزء الجنوبي من الجبل ولكن بصورة متقطعة مقارنة بالنطاق الشمالي السابق وان كانت تتسم بكونها نطاقا متصلا في النصف الجنوبي الغربي للجبل ، أما النصف الجنوبي الشرقي فتقطعه الأودية الكبيرة التي أدت لاختفاء المنحدرات الشديدة في هذا الجزء باستثناء بعض البقع المتناثرة في أقصى الجنوب الغربي للجبل والكثير من هذه المنحدرات عبارة عن حافات صدعية شديدة الانحدار تأثرت بعملية التصدع التي تعرضت لها المنطقة وخاصة خلال الزمن الجيولوجي الثالث .
§ أما بالنسبة لاتجاهات الانحدارات Aspect فنجد أن الانحدارات تتجه صوب الشمال في بعض الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية للجبل ، كما توجد بعض المساحات الصغيرة التي تتجه انحداراتها شمالا في الأجزاء الوسطى والجنوبية للجبل .
§ أما الانحدارات المتجهة صوب الشمال الشرقي فإنها تتركز بصورة رئيسية في الأجزاء الشمالية للجبل وبعض المناطق في الغرب والجنوب الغربي كذلك في الشمال الشرقي وتقل المنحدرات المتجهة شرقاً .
§ أما المنحدرات التي تأخذ الاتجاه الجنوبي والجنوبي الغربي فإنها تمثل أغلب منحدرات المنطقة كما يتضح من شكل(5) ، ويمكن من خلال دراسة اتجاهات الانحدارات تحديد أفضل وسيلة للاستفادة من المياه الجوفية في نطاق المراوح الفيضية وكذلك تحديد أماكن السدود والخزانات للأودية المنحدرة من جبل أحد .



([1]) أشارت بعض الكتابات إلى أن المنسوب المحلي هو 350 مترا ولكن من خلال دراسة الخريطة الكنتورية تبين أنها المنسوب المحلي هو 440 مترا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق