الجمعة، 21 مارس 2014

التفكر والتفكير وإعمال العقل في الاسلام



ايات من القران تحث علي التفكر والتفكير وإعمال العقل

قوله تعالي ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ).
وقوله تعالي (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تتفكرون )البقر ة266
وقوله تعالي (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )42 الزمر - الجاثية 13
وقوله تعالي (قل هل يستوي الاعمي والبصير أفلا تتفكرون ) الأنعام 50
ولقد وردت مادة فكر في القران الكريم في ثمانية عشر موضعا من آياته الكريمة .
وعليه نستطيع القول أن حقيقة الفكر أنها حركة عقلية وقوة مدركة يكتشف الإنسان عن طريقها القضايا المجهولة لديه والتي يبحث عنها ويستهدف تحصيلها ، فتنمو معارفه وعلومه وأفكاره في الحياة .
ولذلك قال ابو حامد الغزالي رحمه الله : اعلم ان معني الفكر هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة وهو بهذا يكون قد جعل الفكر مرادفا للتأمل والتدبر .
كما كان الفكر لإمام الحرمين الجويني دلالة علي النظر فيقول " والنظر في اصطلاح الموحدين هو الفكر الذي يطلب به من قام به علما أو غلبة ظن ، ثم ينقسم النظر الي قسمين : إلي الصحيح والي الفاسد .
ويعرفه التهانوي بقوله : "ولا شك أن النفس تلاحظ المعقولات في ضمن تلك الحركة، فقيل : الفكر هو تلك الحركة والنظر هو الملاحظة التي في ضمنها، وقيل لتلازمهما أن الفكر والنظر مترادفان".
وعرفه عبد الرحمان الزنيدي : "والفكر في المصطلح الفكري – والفلسفي خاصة- هو الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات، أي النظر والتأمل والتدبر والاستنباط والحكم، ونحو ذلك. وهو كذلك المعقولات نفسها، أي الموضوعات التي أنتجها العقل البشري".
وعرفه طه جابر العلواني بقوله : "الفكر اسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في الإنسان، سواء أكان قلبا أو روحا أو ذهنا بالنظر والتدبر، لطلب المعاني المجهولة من الأمور المعلومة، أو الوصول إلى الأحكام أو النسب بين الأشياء".
وهكذا كان الفكر عند سلفنا الصالح وكذلك عند مفكرينا المحدثين منهم إعمال للعقل والنظر والتدبر فيما حولنا للوصول إلي أمر عرض للإنسان في حياته ، فطلب حقيقته بما حباه الله مميزا له عن باقي المخلوقات وهو العقل . يبدو أن البعض يخلط بين العقل والنقل ، فيضع الفكر في خانة التشريع ، فالصلاة والصيام علي سبيل المثال تشريع من الله لا يمكن أن نختلف فيه مع احد أو ندعي انه من صنع بشر ، ولكن إعمال العقل فيها واستخلاص حكمة التشريع فيما انزل الله ، هذا ما نسميه فكرا .
ان نبحث في ماهية الإنسان علي ضوء الإسلام ، وكذلك نزعته الاجتماعية يسمي فكرا إسلاميا وعلي هذا النحو كان هذا التراث الإسلامي الرائع والضخم الذي وضعه لنا سلفنا الصالح فكان علم الحديث ، وعلم التفسير ،وعلم الجرح والتعديل ( علم الرجال ) ، وعلم الاجتماع ، وكذلك الفلسفة الإسلامية ورجالها الذين دافعوا عن الإسلام ضد الفلسفات والأفكار الهدامة التي وردت إلينا من كل مكان ضد الزنادقة والشعوبية منذ أواخر الدولة الأموية وامتدادا مع الدولة العباسية وحتى هذه اللحظة .
وهذه قصة حي بن يقظان لابن طفيل تعبر عن نزعة الإنسان الاجتماعية والتي صاغها ابن خلدون بمقولته الشهيرة " الإنسان مدني بالطبع " كل ما وصلنا وكل ما كتب من علماؤنا الأفاضل هو فكر وإلا لما كان هذا التراث الكبير الذي ملا الدنيا .
وهكذا صار الغزالي وابن حزم وابن تيمية وغيرهم ممن ساهم في هذا التراث قد أتوا لنا بالآفات ومخالفة الشرع
وقد رأت الماركسية ان الفكر انعكاس الواقع علي الدماغ أي ان القضية قضية واقع وليست قضية فكر ، فالواقع موجود أولا أي ان المادة سبقت الوعي وهي التي أوجدت الفكر ، أي أن الواقع ينعكس علي الدماغ ، وانعكاسه هو الفكر .وبانعكاس المادة علي الدماغ يوجد فكر وبدون الانعكاس لا يوجد فكر .والحقيقة لا يوجد انعكاس من المادة علي الدماغ ولا انعكاس علي الدماغ علي المادة ، فهي نفت عن الإنسان عملية التفكير وربطت تطوره بتطور المادة فكلما تطورت المادة تطور الفكر، وبذلك يتطور الإنسان والحياة .
وهي بذلك قد نفت الفكر جملة وتفصيلا ونفت صفة التفكير عند الإنسان ، وما هو الا سن في دولاب يدور ، ولذلك لم تعترف الماركسية بالفروق الفردية بين بني البشر ، وقالت كلهم سواء فهم مصنوعين بحسب قولهم الضال من الطبيعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق