السبت، 1 مارس 2014

رفع فرص التعليم



رفع فرص التعلم :

تتبنى جميع الدول سياسات للتربية و التعليم بما يخدم سياستها العامة و يحمي وجودها ويضمن تطورها . ونحن في المنطقة العربية المسلمة نسعى جاهدين إلى أن تكون عقيدتنا الإسلامية النبراس الذي نقتبس منها إشعاعات تضيء مسارات الدروب الطويلة في هذه الحياة التي تتنافس فيها الأمم لإثبات نفسها و فرض الاحترام لها (الشخص، 1990؛ كلنتن، 1996).

إن  رعاية الطلاب وفقا للقدرات الفردية و إشباعا  لاحتياجات المجتمع ، من أقدم السياسات التعليمية التي اتبعها الأجداد في تعليم و تثقيف الأبناء و الأحفاد.  فلقد حرص العديد من الأجداد على "إبتعاث " أبنائهم إلى المدارس المناسبة لقدراتهم، فهناك من يذهب إلى تعلم الشريعة الإسلامية على يد أئمة أفاضل في الحرمين الشريفين أو الأزهر مثلا، و هناك من يذهب إلى دراسة مهارات التجارة ، والطب وما شابه إلى الدول المجاورة الأخرى ( كلنتن و الخاجة ، 1999).

فرضت الحياة الحديثة  على مجتمعنا استخدام العديد من النعوت العلمية  ، وعلى الرغم من أن بعض هذه النعوت ذات مدلولات واضحة ، إلا أن بعضها الآخر دون ذلك ، حيث تختلف معانيها باختلاف الأقاليم الجغرافية . مما يتيح فرصا لسوء الفهم وصعوبة التواصل العلمي (للأسف).  ولعل أهم هذه النعوت (وهو ما يخص بحثنا) النعوت : " الموهبة، التفوق ، الإبداع ، الابتكار، العبقرية ، الذكاء ، النبوغ "  وما شابه من نعوت تعج بها الأدبيات (الجبوري، 1985؛ السرور، 1998؛ Hagen, 1980). وعلى الرغم من أن معظم من سبقنا من باحثين قد تركوا عملية الخوض في معاني ومدلولات هذه النعوت ، و انتقلوا إلى أساليب رعاية أصحابها لأنها جميعا تتفق في حاجة المنعوت إلى الرعاية ، نجد أنفسنا منقسمين في تفسير هذه النعوت مع تأجيل لرعاية المنعوت.

نافذة مفتوحة :

تعج و تتزاحم أدبيات هذا العلم بالعديد من النظريات لوضع تعريف " للموهبة" ، فلجأ نفر منهم إلى استخدام درجات الذكاء لشرح النعت " موهوب، فائق" ، في حين أعزى آخرون الموهبة إلى جوانب فنية والتفوق لجوانب ادراكية عقلية ، ووضع نفر آخر نظريات لتعدد المواهب و القدرات، ونظر آخرون إلى الموهبة كسلوكات متفردة (VanTassel-Baska, 1994; Clark, 1983). و باستعراض العديد من هذه التعريفات الشائعة في أدبيات رعاية الموهوبين يمكن تلخيص أهم الشروط الواجب توافرها في التعريف الجيد (كلنتن، 199) :
1-                        أن تكون مستقاة من الدين الحنيف .
2-                         أن تفي باحتياجات المجتمع .
3-                        أن تعكس نتائج آخر الأبحاث  .
4-                        أن تعطي شروطا لاختيار وسائل التشخيص و التعرف .

لقد حث الإسلام على الأداء .  قال تعالى :" وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين "[1] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يحب من عبده إذا عمل عملا أن يتقنه" . لذا نجد أنفسنا ملزمين إلى حُسن الأداء و العمل على إيصاله إلى أفضل المستويات الممكنة . و بإمكان الجميع مهما اختلفت قدراتهم و إمكاناتهم العمل و الأداء حسب طاقتهم . قال تعالى :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ."[2]

مقومات الأداء المتميز :

حتى يتمكن المرء من تحسين مستوى أدائه ، فانه بحاجة الى توافر عدة عناصر ، بعضها داخلي شخصي ، و البعض خارجي. المثال التالي يوضح ذلك . أنظر الشكل رقم (1) .




مستوى فوق المتوسط : وهي قدرة الفرد على إثبات قدرته واهتماماته في مجال أو موضوع ما بشكل مميز ، و هناك نوعان من المستويات الأولى المستوى فوق المتوسط العام ويقصد بها قدرة الفرد على التعامل مع المعرفة و علومها بطريقة ملائمة، ويمكن قياس هذه القدرة بواسطة الاختبارات التحصيلية ومقاييس الذكاء . أما ثاني المستويات فمتخصصة في موضوع أو مهارة محددة من حيث المستوى والزمان والمكان، حيث يثبت هؤلاء الأفراد اهتماماتهم و تميزهم بشكل
1-                فعلي وعملي (بدون اختبارات ) كتمكن الطالب في مادة أو موضوع معين في المدرسة ، أو مهارة أو هواية ، من أمثلة ذلك تميز الطالب في استخدام الحاسب الآلي ، أو نظم و إلقاء الشعر، الخط ، قيادة السيارات ، كرة القدم وما شابه.
2-                 المهارات الإبداعية : لقد أثبتت التجارب الميدانية أن المهارات الإبداعية يمكن تعلمها وممارستها إن توفرت الرغبة لدى الفرد ، وتوفر المتخصص للتدريب ، و توفرت الإمكانات الرئيسة.  تجدر الإشارة هنا بأن هناك العديد من المهارات و الاستراتيجيات الإبداعية التي يمكن تعلمها وإتقانها ، بيد أنه يستحب جدولة تعلم هذه المهارات، بأن يتعلم المهارات الإبداعية الأساسية أولا لتكون أساسا للمهارات الأكثر تعقيدا ثم يتعلم المهارات الملائمة لاهتماماته دون غيرها حتى يصل الفرد إلى المراحل المتقدمة إن احتاج إليها .
3-                 الالتزام بأداء العمل : و نعني هنا مساعدة المرء على جدولة وتوزيع وقته بطريقه ملائمة ، والاجتماع به بشكل منتظم أو طارئ لمتابعة تطور عمله ومساعدته على التغلب على ما قد يعيق إكماله لعمله .
4-                 الأداء المتميز : عندما تتوافر العناصر الثلاث السابقة ، يتمكن الفرد من إكمال عمله بشكل مرض ، حيث يكون أداؤه متميزا وذلك مقارنة بمن هو في سنه وموقعه ، بمعنى أن هذا الأداء يكون متميزا في ذلك الوقت لذلك الشخص تحت تلك الظروف ( Renzulli & Reis , 1985؛ كلنتن 1996و 1998).

[1] التوبة آية رقم 105
[2] البقرة آية رقم 286

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق