/- تاتلين فلاديمير (1885 ـ 1953):
فلاديمير تاتلين
Vladimir Tatlin،
فنان روسي، وُلد وتوفي في موسكو،
أحد مؤسسي تيار البنائية. مصوّر ومؤلف أعمال
فنية: طبيعة صامتة ومناظر طبيعية وصور شخصية وأعمال جدارية و نصبية ، وهو معمار
ومؤلف مشاريع هندسية، ونحات، وحفّار ورسام توضيحي للكتب، و فنان مسرح صمّم الكثير
من ديكورات المسرحيات والاستعراضات في الشوارع، وصمّم أشكال أثاثٍ جديدة وأوعية
زجاجية وملابس وأجهزة إنارة .
عمل وتنقل بين خاركوف، و بينزا، وموسكو، وسان بطرسبورغ،
وكييف. دَرَسَ في معهد موسكو للتصوير
والنحت والعمارة، وفي المعهد الفني في بينزا،
وشارك في معارض عدة: «ذيل الحمار» في عام 1912، و«عالم الفن» (1913)، و«شاب
الديناري» (1913)، و«اتحاد الشباب» (1911-1914)، و«ترامواي» (1915) و«دُكّان» (1916)؛ و«0.10» (1915 - 1916)، ورئيس تجمع «الاتحاد اليساري» لفناني موسكو،
و«تجمع الاتجاهات الجديدة» في عام 1920.
عمل بحاراً بين عامي 1902 و1904، وزار بلداناً عدة: فرنسا وسوريا
وتركيا والمغرب. وفي عام 1913 زار برلين وباريس وفيها تعرّف بيكاسو،
وتأثّر بتجاربه و بناءاته التي كان يقوم بتنفيذها بتقانة التلصيق collage والتجميع مستخدماً
مواد معدنية وخشبية. وفور عودته إلى روسيا، أنتج أعمالاً هي بناءات من الخشب
والمعدن والورق المقوى إضافة إلى مستويات مغطاة بمادتي الجبس والزجاج وسماها (بروز
وبروز مضاد).
تلازمت البنائية مع فكرة النفعية المعتمدة حضارة
الإنسان المادية، والفراغ الذي يشغله، والبناء التنظيمي الذي يركّب كل هذه العناصر
مجتمعة في عمل فني، واقتصر مضمون إنتاجات تاتلين البنائية وشكلها على النفعية، واكتسبت
سمة الإنتاج الصناعي المتمثل في تصميم مواد للحياة اليومية، ودُعي هذا التوجه بالبنائية السوفييتية، أما التوجه الثاني
فهو جمالي خالص، بدأ في أوربا بعد هجرة البنائيين الجماليين من روسيا، وأصبحت البنائية حركة فنية أوربية بعد المؤتمر
البنائي 1922 في ألمانيا.
في عام 1922 أُنشىء المعهد الوطني للثقافة الفنية في سان
بطرسبورغ، وتوجه حماس فناني المعهد إلى: التركيبة الفراغية، من مبدأ إعادة التشكيل
في الطبيعة، وترأس أقسام المعهد تاتلين و ماليفيتش وكانا قد أسهما معاً في عروضٍ
مشتركة: «0.10» و«ترامواي B»
و«ذيل الحمار». وانضم ليسيتزكي (لازار)
إلى بنائية تاتلين بعد عودته من الدراسة، وعملا معاً في المعهد العالي التقني ـ
الفني في موسكو، في كلية تصنيع الخشب والمعدن.
اهتم تاتلين بالتصوير والنحت والعمارة والتصميم خاصة. من أعماله في
التصوير «البحار» (1912) و«تكوين مع عارية» (1913) وفيها يظهر تأثره بالتصوير
الأيقوني الروسي. وفي عام 1914 أنتج أعماله «البروزات ( الرولييفات )»
وهدف فيها إلى إلغاء الخداع البصري التصويري، بوساطة النحت البارز المجسّم بدلاً
من فراغ اللوحة الوهمي، كما ارتكزت بعض أعماله المنحوتة على قاعدة وعُلّق بعضها في
الفراغ.
في عام 1915 بدأ أعماله «البروز المركزي»، التي تعلّق في زاوية محصورة بين جدارين.
حقق تاتلين وحدة الفنون فجمع التصوير والنحت والعمارة في نموذجه «نصب
الأممية الثالث» (1920)، ارتفاع العمل 400م ويتكون من هيكل حديدي لولبي يحتوي على
ثلاثة أجزاء رئيسة من مادة الزجاج هي: جسم أسطواني يستخدم لإقامة المحاضرات
والمؤتمرات، ويؤدي حركة دورانية حول محور ثابت، ويدور دورة واحدة كل سنة، وجسم
مخروطي تقام فيه نشاطات تنفيذية، ويدور دورة واحدة كل شهر، أما الجسم العلوي (مركز
الاستعلامات) فهو مكعب، ويدور دورة واحدة حول محوره يومياً. لم يُنفّذ هذا العمل
بسبب العجز التقني الإنشائي آنذاك.
في العقد الثاني من القرن العشرين، تحول تاتلين إلى
تنفيذ مشاريع فنية لمنتوجات الطبقة الشعبية (ملابس و أثاث و سيراميك وغيرها). وفي
نهاية العقد الثاني، وقف طاقته الإبداعية على تصميم طائرة شراعية من غير محرك،
سميت «المنزلقة» وأطلق عليها اسم «لي
تاتلين» (1930-1931). عمل تاتلين على
الدوام في ميدان التعليم، وأسهم في إنشاء معاهد فنية متعددة، وترأّس بعضها، وعمل
في البرنامج الروسي الخاص بتنظيم المتاحف والمدارس والمؤسسات الأخرى التي تعمل على
نشر الثقافة الفنية الحديثة.
تظهر مكانة تاتلين في تقريب الفن من الحياة والإنتاج، إذ عكس جماليات
الحركة الطليعية الفنية في روسيا. يقول الناقد جورج غويس G.Guosz : «إنَّ الفن قد مات، وإنَّ فن الآلة الجديد
لتاتلين هو الحي..». وقد عُدت بروزات (رولييفات) تاتلين المُلوّنة في
الأعمال التجريدية التامة الأولى، وأساساً لنحت النفايات في ستينات القرن الماضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق