السبت، 1 مارس 2014

العمارة البنائية الوظيفية



العمارة البنائية الوظيفية :
أدخلت ( البنائية المعمارية) الأسلوب الوظيفي ضمن معاييرها، ووظفته كأساس متين للإبداع، وقد أدرك أعضاء ( البنائية) بأن تأثير النجاحات التقنية العلمية على العمارة ينبغي أن لا يقتصر على إدراك للمنظومات الإنشائية الجديدة لوحدها وإنما يلزم تغيير طريقة المعمار التصميمية ذاتها، ويعتقد م. غينزبورغ M.Ginzburg وهو أحد منظري ( البنائية) المشهورين بأن: (على المعمار أن يلم بالأساليب العقلانية للتصميم وأن يتقنها كإتقان الإنشائي لحساباته، عند ذالك يشعر المعمار بأن مهمته ليس قاصرة على زخرفة الحياة وتزيينها ، وإنما هو منظما لها. إن الإنتاج المعماري المعتمد على الوعي الباطني، الوجداني، ينبغي له أن يتغير ليفسح المجال نحو الأسلوب المنظم الواضح والبيّن..).
فلسفة و مبادئ العمارة البنائية :
يعتقد أنصار البنائية بأن الإنتاج الإنشائي الذي هو نتيجة منطقية لعقلنة العملية الإبداعية، ينبغي له أن يكون أساس إجراءات التصنيع بالجملة للعناصر المعمارية والإنشائية، كما ربط أولئك الأنصار مبررات مهام التشكيل الفني للمبنى بارتباط مباشر مع بنيتيه الوظيفية والإنشائية. وكما هو معلوم فإن قيم ومبادئ البنائية تشكلت وتكونت في خضم التغييرات الثورية الفعالة، مما حدا بأنصار هذا التيار إلى أن يولوا اهتماما بالغا للقضايا الاجتماعية، وأن يصروا على وجوب إيجاد حلول سريعة للمشاكل الملحة؛ الأمر الذي ساهم في انتشارهم الواسع في الممارسة المعمارية الروسية إبان تلك الفترة، كما أن هذا التيار المعماري أثر تأثيرا عميقا من جهة تطور الاتجاه الوظيفي الأوروبي وساهم مساهمة قوية في ترسيخ قيمه.جسدت تلك المباني التي اتخذت صفة هذه الحركة المبادئ الأساسية للبنائية على قدر كبير من الدقة كالحجوم المنتظمة، وتقسيمات المبنى بواسطة النوافذ الكبيرة أو المزججة بالكامل والتي تتوافق مع الهيكل الإنشائي. في الحلول التكوينية لتلك المباني. أدت العناصر التقنية الخالصة دورا تصميمياً مهماً مثل الساريات وهوائيات الراديو وسلالم الخدمة المعدنية وكذلك استخدام الأحرف الكتابية واللوحات الإعلانية الضخمة. أعارت البنائية أهمية خاصة لأسلوب معالجة المنظومة الحجمية - الفضائية للمباني، وأسبغت عليها (على تلك المنظومة) نوعا من الشفافية التي تتوق لأن تكسب الجدران إحساسا بالخفة، كما تنشد إلى توحيد الفضاء الداخلي مع الخارج.تمثلت الخصائص البنائية لاسيما وجهها الوظيفي، بشكل واضح في مجمع مباني قصر الثقافة لمصانع ليخاجيوف للسيارات في موسكو (المصممون الأخوة فيسنين) 1931 .أولى أنصار تيار البنائية اهتماما كبيرا للقضايا الاجتماعية في العمارة، وحاولوا عبر تقصياتهم لمثابرة إيجاد نمط سكني جديد يتجاوب مع التغييرات الجذرية الحادثة في بنى المجتمع الجديد، و وظف البنائيون بكفاءة أساليب التصميم العقلاني كتكرار العناصر المعمارية، وتنميطها Standardization واستخدام الوحدات القياسية Modules فضلا عن التأكيد لجهة اقتصادية الحلول التصميمية و نجاعة الحلول التكنولوجية. ويعد المجمع السكني المشيد في منطقة بولفار نوفينسكي بموسكو 1928 - 1930 ، للمعمار م. غينزبورغ 1892 - .1946 Ginzburg تجربة رائدة في مجال هذا المنحى. يتألف المجمع السكني الذي صمم لسكن 50 عائلة من أربعة مباني: القسم السكني وقسم الفضاءات العامة ( قاعة رياضية مع مقصف كافتيريا) ومبنى منفرد مخصص لروضة أطفال فضلا عن قسم خاص للخدمات ( غسيل ملابس، كراجات الخ..) يثير الاهتمام في مباني المجمع مبنى القسم السكني الذي صمم كقسم يتألف من ستة طوابق وبممر جانبي يخدم جميع الشقق ووقع سلمان في طرفي المبنى ويتجه ممر مغلق آخر يربط هذا لقسم بقسم الفضاءات العمومية. يحتوي القسم السكني على ثلاثة أنماط من الشقق، بضمها نوع من الشقق بطابقين. سمح أسلوب تركيبة أنماط الشقق المتنوعة بارتفاعاتها المتباينة وتداخل فضاءاتها، سمح ذلك بالاكتفاء بوجود ممرين أفقيين فقط ( في الطابقين الثاني والخامس) لتنظيم مسارات الوصول إلى مداخل جميع الشقق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق