السبت، 1 مارس 2014

خصائص مذهب الامام مالك المذهب المالكي المالكية



خصائص المذهب المالكي 
 
اشك أن أسباب اختيار المغاربة للمذهب المالكي كثيرة جداً وإن أسباب تمسكهم به إلى اليوم  أكثر من أن يحصرها التاريخ والجغرافيا أقصد تاريخ المغرب العربي برمته أو جغرافيته البعيدة عـن نواتـه الأولى ( المدينة المنورة) ؛ وسأترك ذلك لمظانه ذلك الكثيرة وأركز البحث عن الأسباب الذاتية التي تعود – أساسا- إلى أصول المذهب المالكي التي تحمل خصائص مميزة يخرج به عن كونه مجرد مذهب فقهي فروعي تنتظم به العبادات والشعائر عموما إلى مدرسة فكرية وتربوية واجتماعية تحمل بذور قوتها في ذاتها لما تمتلكه من روح مقصدية وأبعاد مصلحية وسلوكيات تربوية ونظم عرقية اجتماعية مبثوثة في أصول المذهب المالكي انبتاث الجملة العصبية في الجسم؛ مما يجعل النفقة عليه يورث الفقه الحي الذي يدخل على القلوب بغير استئذان ولا يقف عند ظواهر النصوص التي لا يهملها ولكن لا تأسره الألفاظ إذا لاح له نور المقصد الشرعي، الذي يكون أحياناً محقوقا بذرائع تجعل المكلف يتوقى المفاسد قبل أن يتردى في شباكها.
نعم إن فضل مالك على المذهب كبير جداُ حيث أخذ كثيراُ من خصائصه من مناقبه التي قلما اجتمعت لغيره كما تواترت الشهادات بذلك له من معاصريه ومن جاء بعده إلى يوم الناس هذا.
فقد روى الترمذي في آخر سننه عن يحي بن سعيد القطان أنه قال: ما في القوم أحد أصح حديثا من مالك بن أنس كان مالك إماما في الحديث )
وقال الشافعي : ( إذا ذكر العلماء فمالك النجم ومالك أستاذي، ولا أحد أمن علي في العلم من مالك، ومالك حجة بيني وبين الله) (1)
وقال الدهلوي : وكان مالك من أئمتهم في حديث المدنيين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوثقهم إسنادا وأعلمهم بقضايا عمر وأقاويل عبد الله بن عمر وعائشة وأصحابهم من الفقهاء السبعة وبه وبأمثاله قام علم الرواية والفتوى، فلما وسد إليه الأمر حدث وأفتى وأفاد وأجاد) (2)
غير أن شهادة الحافظ الذهبي تكاد تكون أقوى وأقرب إلى فكرة تأثير مالك في المذهب وأخذ خصائصه من مناقبه حيث قال: ( وقد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره؛ أحدها طول العمر وثانيها الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم وثالثتها اتفاق الأمة على أنه حجة صحيح الرواية ورابعها تجمعهم على دينه وعدالته واتباع السنن وخامسها تقدمه في الفقه والفتوى وصحة أصوله) (3)
ولعل هذه المناقب سرت في أصول المذهب وقواعده وأكسبته خصائص اكتسب بها قوة ومهابة ومحبة في نفوس المالكيين فقهاء وعامة ولم يتأثر بما نازعه في فترات من التاريخ  من مذاهب إلى جانب المذهب الحنفي مثل المذهب الشيعي الفاطمي والصفري والمعتزلي والمذهب الاباضي و المذهب الظاهري (4) .
وقد كانت أحيانا تفرض بالقوة ويجبر الناس على ترك مذهبهم والتمذهب بغير مذهبهم الأصلي بل وصل الأمر أحيانا إلى حد إحراق كتب المالكية للقضاء عليه نهائيا ورغم ذلك اندثرت كل المذاهب  ضمرت وبقـي المـذهـب المالكـي هو المذهب السائد الرائد في ربوع المغرب العربي الكبير الذي رغم تبنيه –   رسميا من قبل الدول المغاربية إلا أنه قوي الجذور متين الأركان لأنهزه الهزات مهما استدت وتعددت لسبب خصائصه ومميزاته التي امتاز بها من خلال أصوله وقواعده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق