تطبيقات قضائية على القتل العمد
أنواع القتل .
الفقهاء اختلفوا في التعبير عن أنواع القتل، لكنه اختلاف تنوع لا اختلاف و قد قسم العلماء القتل بحسب صفته إلى عدة أقسام . و المقصود من هذه الأقسام هي التي يترتب عليها الأحكام فهي كالآتي :
الفقهاء اختلفوا في التعبير عن أنواع القتل، لكنه اختلاف تنوع لا اختلاف و قد قسم العلماء القتل بحسب صفته إلى عدة أقسام . و المقصود من هذه الأقسام هي التي يترتب عليها الأحكام فهي كالآتي :
الأول قتل العمد :
و هو
أن يقصد إنسان قتل آخر بآلة تصلح له غالبا . أي أن الآلة تصلح لأن تكون قاتلة كالسيف و السلاح و نحوه . و هذا المذكور في قوله تعالى
: ( و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه
جهنم خالدا فيها ) (3). و العمد فيه القصاص أو الدية إن عفي أولياء الدم .
الثاني :قتل شبه العمد (4):
. و هو أن يقصد إنسان قتل آخر بآلة
لا تصلح للقتل غالبا كالعصا
و نحوها . و يلاحظ في هذا القسم أنه لم يلحق بالعمد لأنه لم يضرب بما يقتل ، كما
أنه لم يلحق بالخطأ لأنه تعمد الاعتداء فكان قسما ثالثا بينهما . و أصله ما رواه
عبدالله بن عمرو بن العاص أن الرسول – صلى الله
عليه و سلم –قال : ألا إن دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط و العصى و مئة من الإبل
منها أربعون في بطونها أولادها
. (5)
الثالث :قتل الخطأ :
و هو
أن يفعل ما له فعله فيصيب آدميا معصوما لم يقصد فيقتله . أو يقتل مسلما في صف الكفار يظنه كافرا .
الرابع :ما جرى مجرى الخطأ (6):
كما لو
حفر حفرة في طريق أو بئرا
أو أوقف فيه سيارة فتلف
بسبب ذلك إنسان فقتلة . فذاك جار مجرى الخطأ . و هو ما يسمى القتل بالسبب .
و في النوعين السابقين قال تعالى : ( و من قتل
مؤمنا خطئا فتحرير
رقبة مؤمنة و دية مسلمة
إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن
كان من قوم بينكم و بينهم
ميثاق فدية مسلمة إلى أهله و تحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ) (7)
. ففي هذه الآية أوجب الله على القاتل
الكفارة و هي عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد وجب عليه الصيام شهرين متتابعين كما أوجب
عليه الدية و قد أجمع أهل العلم على أن الدية في قتل الخطأ تجب على العاقلة .
(1)لسان العرب لابن منظور 11/547 . (2) شرح حدود ابن عرفة للرصاع 2/614
(3) سورة النساء آية رقم (93)(4) في رواية عن
مالك أنه يجعل هذا من قسم العمد و لا يعتد بشبه العمد . ((5)رواه
أبو داود في سننه ،كتاب الديات باب دية الخطأ شبه العمد (4535) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق