الجمعة، 21 مارس 2014

تاريخ الصابئة



تاريخ الصابئة
اختلف الباحثون في تاريخ الصابئة :
1. فقال بعضهم إنهم من الكلدانيون وهم أول من سجد للأصنام، وقد فعل ذلك لهم نينوى بن نمرود بن نوح ملك الآشوريين، و ( باني ) هي مدينة نينوى، وذلك سنة ( 2059) قبل الميلاد، وأمر الناس بعبادته فاقتدت الصابئة بهم.
  1. وقال البعض أنهم من السريان، وقد تعربوا بعد الفتح،وحافظوا على لغتهم وعوائدهم الدينية.أما لغتهم فيزعمون أنها سريانية – لذلك تجد في كتبهم المقدسة العبارات مشوبة باللغة العربية والفارسيةوغيرهما[1].
مساكنهم :
كانت الصابئة في مبدأ أمرها تسكن مدينة حران وقد زعموا أنها أول مدينة بنيت بعد طوفان نوح – ويسمونها ( حران سفلايي ) أي حران السفلى .
قال في المعجم لياقوت : (( هي مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور، وهي قصبة ديار مضر، بينها وبين الرهايوم، وبين الرقة يومان، وهي على طريق الموصل والشام والروم، قيل سميث بهاران أخي إبراهيم – عليه السلام – لأنه أول من بناها فعرِّبت فقيل حران.
وتعتبر حران هي أول منازل الصابئة، ومن منازلهم قرية تابعة لحران تسمى (ترع عوز)، العينان مهملتان والواو ساكنة، قرية مشهورة بحران من أبناء الصابئة، كان لهم هيكل، وكانوا يبنون الهياكل على أسماء الكواكب، وكان الهيكل الذي بهذه القرية باسم الزهرة، ومعنى (ترعوز) بلغة الصابئة باب الزهرة، وأهل حران في زماننا يسمونها ( ترعوز)، وينسبون إليها نوعاً من القثاء عذباً يزرعونه بها… وقد جرت حروباً عنيفة مع أهل حران، ففروا إلى طور ( ماداي ) – جبل قيل بحران وهو شمال بين النهرين – فسكنوها.
ومن مساكنهم القديمة ( طيب ماثة ) – وهو جبل يسمى بجبل حسين قولي خان – حيث أنهم عثروا فيه على آثار قديمة مكنوزة تعود لملتهم، وقد جاء ذكر ذلك في كتاب (( النفوس )) من كتبهم المقدسة.
وقال بعضهم من مساكنهم القديمة أيضاً ( مندلجين ) كان فيها مايقارب من أربعين كنيسة، وقد ذهبت حينما وقعت بأيدي المسلمين.
ومن مساكنهم القديمة : أنهم كانوا في مصر، وقتلهم المصريون،فخرجوا منها فارين إلى البلاد الفارسية، وقتلهم الفارسيون أيضاً، ثم انتقلوا إلى العراق فسكنوه حتى اليوم، ولذلك تجد في لغتهم الفارسية والعربية، وقد سكنوا اليوم محال كثيرة كناصرية المنتفك والعمارة والبصرة وسوق الشيوخ وكرمة بني سعيد والجبايش والمحمرة والأهواز وناصرية العجم، وقليل منهم في بغداد سكنوها بعد الاحتلال البريطاني.
ويبلغ عدد رجالهم جميعاً تقريباً ( 500 ) رجل [2].


[1] ) وقد وردت ورايات كثيرة في تاريخهم أقرب إلى الأساطير فأعرضت عنها.
[2] ) انظر : الصابئة الأقرمون، عبدالحميد عبادة، ط ( الأولى ) ، لندن : دار الحكمة، 2003م ، ص 51 وما بعدها .
وانظر : الصابئة، د/ علي عبدالوهاب، ص 45 وما بعدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق