الأربعاء، 19 مارس 2014

علاقة الشيطان مع الساحر



 معاملة الشيطان للساحر :
إن الشيطان لا يؤمن بمبدأ الصداقة، وبناء علاقات مع الإنسان، إلا على الأساس الذي يستطيع أن ينفذ من خلاله مخططاته العدوانية، ويلحق بالأبرياء أشنع الأضرار في المال والأهل والولد، فالشر والفساد شعار مملكته الشيطانية، والمكر والخداع من أنبل أهدافه القريبة والبعيدة، والتي جنّد لها الجمّ الكبير من عتاة شياطين الإنس والجن، يسعون جاهدين بالليل والنهار لنشر الرذيلة، وسحق براعم الخير والفضيلة،... والساحر من أهم المعاول الفتّاكة، فهو يمين الشيطان، وكلبه المفترس، به يصول ويجول على أبناء البشر، فيهلك الحرث والنسل، ويقذف الرعب في قلوب الآمنين ويشعل نيران الفتن بين الأهل والأحباب، يفرق بين المرء وزوجه، ولا تهدأ ثورته العدوانية حتى يدع الديار خربة خالية!! فالساحر يقوم بأعمال شاقة، ومجهودات مرهقة وقاسية، تفوق طاقته البشرية، يفعل هذا كله من أجل أن ينال الرضا والزلفى من سيده ووليّ أمره "الشيطان عليه لعنة الله"فالذل والهوان كأس يتجرعه بالعشي والإصباح، والمعاصي والمخازي وقبيح المنكرات مستنقعه الآسن الذي يتخبط في وحله الطامي، ليس بخارج منه، يحمل في يديه أعز ما يملك "روحه" ليقدمها في طواعية متناهية قربانا خالصا لمعبوده وإلهه، إذا طلب منه ذلك! ولو كانت هذه التضحيات الجسيمة والخدمات المجانية، التي يقدمها الساحر لأخس، وأقذر، وأخبث مخلوق وهو الشيطان.. فلو استعمل تلك الطاقة في سبيل الله ونصرة دينه الحنيف، لنال بها الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر!.. والشيطان رغم هذه التضحيات الفذة التي لا نظير لها، فهو يقابلها بازدراء واحتقار، بل يُشعر الساحر بأنه لم يقدم له ما يستحقه، ومن دهاء ومكر الشيطان أن عمل الساحر، لا يدوم بصفة مستمرة، فمن الأعمال السحرية ما يدوم مفعولها ثلاثة أيام فقط وهي أقل مدة، ومنها ما تدوم أسبوعين أو شهرا، ومنها ما تمتد لسنوات، يرجع ذلك إلى مقدرة الساحر، والقرين الذي يساعده في إدارة أعماله، ورتبته في سجل السحرة، ونوعية السحر الذي يقوم به، والمواد المستعملة فيه، بل بقدر التفاني والطاعة والموالاة للشيطان. فإذا ما أراد الساحر أن يستمر تأثير سحره _وهو بالتأكيد يريد ذلك_ فعليه أن يزيد العمل ويكرره ليظل مرتبطا بالشيطان طوال حياته، فيرغمه على طلب مساعدته على الدوام، ويلقي في روعه أنه مفتقر إليه في كل لمحة وطرف عين. فإن حدث وأن تعرض الساحر للمرض أو الفقر الشديد _وغالبا ما تكون نهاية الساحر بأخبث أنواع الأمراض، وبالفقر المدقع_ أو نزلت به أو بأهله مصيبة، فإن وليه الشيطان يتنكر له، ويتجاهله البتة، ويتركه وحده يواجه مصيره المحتوم، وإذا ما طلب الساحر من سيده يد العون والمساعدة، سخر منه وضحك عليه، وأخبره بأن العقد الذي أبرمه معه لا ينص على ذلك والشيطان يتمتع بمهارات فائقة في الكيد والعصيان والمراوغة، وقد أقر كثير من السحرة أنهم رأوا الشيطان أول مقابلة له معهم، وهو بوجهين!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق