الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له
شريك فالحكم وأشهد أن لا إله إلاالله
وحده لا شريك له ، و أن محمدا عبده و رسوله و صفيه و خليله أرسله بالهدى و دين
الحق ليظهره على الدين كله
و لو كره المشركون ، فأتم الله به النعمة و أكمل به الدين و رفع راية التوحيد على
ثرى الجزيرة
فما انتقل إلى الرفيق الأعلى إلا و قد دخل الإسلام بيت المدر و الوبر و الحجر بعز
عزيز أو بذل
ذليل .
فلم تزل جموع المؤمنين ترد معين التوحيد و حتى يرث الله الأرض و من
عليها . ثم حمل
الراية من بعده شموس الدجى و مصابيح الهدى خير الناس بعد الأنبياء و المرسلين أصحاب
محمد –صلى الله عليه و سلم
–فأوصلوا الدين و بلغوا به مبلغ الليل والنهار ، و
صاروا سادة الدنيا بعد أن كانوا في آخر الركب (( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم
أفلا تعقلون )) (1) .
ثم حمل الراية تابعوهم من العلماء العاملين الصادقين فكتب الله
لدينه النصر و التمكين (( كتب الله
لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز )) (2) . و كتب للجميع الرضى (( و السابقون
الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم و رضوا عنه
)) (3) .
ثم توالى الزمان و دالت الدولة على أهل الإسلام ، و راحت عراه تنقص
عروة عروة ، حتى عادة أمة الإسلام ضعيفة كأنها لم ترفع بالعز رأسا ، و لم تهز
بالقوة سيفا ، فبدلت أحكام الشرع ، و تمرد جملة من المسلمين على دينهم ، و أصروا
على رفع رايات عمية لا تغني عنهم من الله شيئا. و لا شك أن
الأمة خذلت بأبنائها و تراجعت بذنوبها – فإلى الله المشتكى ، و لا حول ولا قوة
إلا بالله – و لا ريب أن القوانين الوضعية التي تطبق في أكثر بلاد المسلمين ، كان من
أعظم آثارها السيئة أنها ساوت بين المسلمين والمجرمين ،فاليهودي ، و النصراني ، والبوذي ،
والهندوسي ، و المسلم ، كلهم سواء في الأحكام ، خلافا لما أمر الله به في شريعته . حتى جعلت هذه القوانين ،
دماءهم سواء في الحرمة ، بل إن ميثاق أمم الكفر المتحدة ينص على
أنه " لا يجوز
التفريق في معاملة الإنسان على أساس دين
" . و لم تعد عامة دول هذه
الأمة الإسلامية مترامية الأطراف ، قادرة على أن تخالف تلك الشروط
التي ليست في كتاب الله ، بل تناقضه ، و لئن خالفت ضربت عليها الذلة ، وعوقبت
ولوحقت في كل محفل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق