الثلاثاء، 11 مارس 2014

ملف حول دور المرأة المتعلمة في تنمية المجتمع



إن تعلم المرأة يدفعها إلى ميدان العمل؛ فكلما ارتفعت درجة تعليمها، أدى ذلك إلى جعلها عنصراً فعالاً في المجتمع، نتيجة لزيادة وعيها.
لقد أثبتت دراسة اجتماعية ميدانية، أن نزول المرأة إلى معترك العمل، والمساهمة بالنشاط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعام، قد حقق مكسباً كبيراً في تكوين اتجاهات جديدة في تحرير نصف المجتمع من الجمود، ودفعه في طريق الإنتاج والمشاركة، لكن مجموعة كبيرة من المشكلات أخذت تدخل إلى معظم البيوت، من خلال إرهاق المرأة بعملين معاً، ولعدم توفر الخدمات التي تعتق المرأة من بعض مسؤولياتها من جهة، ولعدم قبول الأزواج بمساعدة زوجاتهن من جهة أخرى، إذ لم تتولد بعدُ قناعة لدى الجميع بأن الحياة أساسها المشاركة.
يعتبر دور المرأة المتعلمة في اى مجتمع دور اساسى في نمو المجتمعات ونهضتها، فهي التي تضع الجزء الأكبر من اللبنات في المجتمع لكونها الأم التي تمتلك سلاح التأثير في الأبناء، وهى الأخت والزوجة، فهي شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة. فتلعب دوراً اساسياً في مناحي الحياة السياسية والقضائية والتجارية والثقافية والاجتماعية. ومن هنا تأتي أهميّة وضرورة العناية بالمرأة، بل وإعطائها الأولويّة في ذلك على الرّجل. فالمرأة، على هذا الأساس، هيّ عماد المجتمع، فإذا ما وقعت العناية بها وإيلاؤها ما يوافق قيمتها وأهـميّتها من الاعتبار الصّحيح والعناية الفائـقة، استقام المجتمع كله وصلح حاله. أمّا من أهملها وحطّ من قيمتها وإنسانيّتها وتجاهل وجودها بوصفها عضواً فاعلاً في المجتمع له قيمته المركزيّة، فقد هدم المجتمع أو على الأقـلّ أضرّ بالمجتمع ضرراً بالغاً.
وقد عانت المرأة في التاريخ البشري والواقع المعاصر وقائع مؤلمة من ظلم وبخس واعتداء وانتهاك لكرامتها، لقد رفع الإسلام مكانة المرأة وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه، فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، وخير الناس خيرهم لأهله، فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع والرعاية وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها. وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة التي يغار عليه وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة. وكل ما يؤدى إلى فتنتها.
ويُعتمد على عمل المرأة للمساهمة مع القوى العاملة والتحصيل العلمي والعملي والتدريب وملاءمته مع متطلبات العمل، فعلى مستوى التعليم، فهو مهم للمرأة، كما هو مهم للرجل تماماً، كما هو ضرورة ملحة لعملية التنمية.. فالمرأة مسؤولة عن تربية الأجيال، وهي منتجة ومستهلكة كالرجل، وان مردود التعليم والعمل ليس محصوراً فيها فقط، بل في المجتمع ككل، حيث أن المرأة المتعلمة والعاملة تحقق لأسرتها مستوى معيشة أفضل، كما أن المرأة المتعلمة أيضاً تسهم في تنمية المجتمع وذلك بفضل التعليم والعمل، فلهما اثر إيجابي على مساهمة المرأة في عملية التنمية. ولعل الأزمة الاقتصادية المالية العالمية إضافة إلى العوامل السياسية والاجتماعية أدت الحاجة إلى الهجرة لتحسين مستوى المعيشة ومساعدة الأسرة الممتدة في ذلك، ولكن مهما كانت الأسباب فلا يؤدى ذلك إلى هدر كرامة المرأة.

هناك تعليقان (2):