الثلاثاء، 25 مارس 2014

كيفية تطبيق منهج دراسة حالة في البحوت العلمية



كيفية تطبيق منهج دراسة حالة في البحوت العلمية
تعريف منهج دراسة الحالة : يطلق عليه باللغة الفرنسية (منهج المنقرافي) وتعني وصف موضوع مفرد , ويقصد به علماء الاجتماع الفرنسيين القيام بدراسة وحدة كالأسرة أو القبيلة أو المصنع دراسة مفصلة مستفيضة للكشف عن جوانبها المتعددة والوصول إلى تعميمات تنطبق على غيرها من الوحدات المتشابهة ، وكعلوم إدارية نستطيع أن نقول : دراسة الحالة قد نطبقها على مصنع أو شركة أو مؤسسة أو وزارة كدراسة مستفيضة من خلالها نتعرف على جوانبها المتعددة والوصول إلى تعميمات تنطبق على غيرها من الوحدات المتشابهة .
موضوعات الدراسة في منهج دراسة الحالة :
1/ دراسة المواقف المختلفة دراسة تفصيلية في مجالها الاجتماعي ومحيطها الثقافي .
2/ دراسة تاريخ تطور شيء ما (شخص أو موقف أو شركة أو مصنع) .
3/ معرفة حقيقة الحياة الداخلية لشخص ما بدراسة حاجاته الاجتماعية واهتماماته : فعندما نريد نطبق مثل هذا المنهج على دراسة حالة طالب , هذا الطالب قد يكون يعاني من الغياب, أو عدم حل الواجبات, أو الشغب داخل المدرسة فندرس الطالب دراسة مستفيضة ونتعرف على حاجاته الاجتماعية  وظروفه الأسرية ولماذا يعاني من هذه المشكلة ، ونسأل اقرنه وأصدقائه عن طبيعته ، ومثلاً المؤسسة أو الشركة نستطيع التعرف على حاجاتها ومدى تلبية احتياجات الموظف , ومدى قدرتها على وضع الحوافز المالية والمادية للموظفين .
4/ الحصول على حقائق متعلقة بمجموعة الظروف المحيطة بموقف اجتماعي أو التوصل لمعرفة العوامل المتشابكة التي يمكن استخدامها في وصف وتحديد العمليات الاجتماعية التي تقوم بين الأفراد نتيجة لحدوث التفاعل بينهم : كالتعاون والتنافس والتوافق والتكيف  ، فمثلاً اليابان يوجد عندهم التعاون بشكل كبير جداً وقديماً كانت حتى الألعاب الرياضية كانوا يحرصون على أن يكون لعبهم جماعي , ولا يحرصون أن يحقق الهدف واحد بل يحققه أكثر من واحد ، والآن صار عندهم نزعة فردية وأصبح عندهم نظرة (انبيديفريز) آثرت هذه على سلوكهم وعلى اهتماماتهم ، ومثلاً هل يوجد تنافس داخل المؤسسة أم هو تعاون ؟ وهل هذا التعاون يؤدي إلى استمرارية المؤسسة , أم يخلق نوع من الاتكالية ؟ والتنافس هل يساعد في قضية نهضة المؤسسة أم يؤدي إلى خلق العداوات داخل المؤسسة ؟ .
موضوعات الدراسة باستخدام منهج دراسة الحالة :
ا/ دراسة المجتمعات : ونقصد بها ما ينبغي مراعاته عن دراسة المجتمعات المحلية بأن يحدد الباحث مشكلة الدراسة تحديداً دقيقاً ، ومن شروط دراسة المجتمعات المحلية التحديد الواضح للمجتمع فلا يستطيع تطبيق الدراسة وهو مشتت الذهن ولدية مجتمع هلامي لا يستطيع أن يحدد حدوده ؛ وينبغي أن يكون الباحث متأكداً من توفر الإحصاءات والبيانات والخرائط والمصادر التاريخية التي تعطي صورة واضحة عن المجتمع وخصائصه وتطوره ، فينزل الباحث لمجتمع الدراسة ولديه خطة واضحة وتصور لمن هم داخل مجتمع الدراسة وكيفية التعامل معهم ، وعند قلة المصادر التاريخية عن تلك المجتمعات يفضل الاستعانة بعدة أدوات وعدم الاقتصار على أداة واحدة ؛ فمثلاً وجود مجتمع جديد لا يوجد لدينا فيه مصادر تاريخية محددة ؛ لذلك ينصح ألا نعتمد على منهج دراسة الحالة فقط وإنما نحاول أن نستفيد من أدوات أخرى كالملاحظة والاستبيان ، ويفضل أن يكون جامع البيانات غريب عن المجتمع ؛ وليست بشرط أساسي في الدراسات المسحية , فمثلاً في أفريقيا قد يقبلون الأوروبي أن يدرس المجتمع الأفريقي في القبائل البدائية , لكن عندما يكون احد أبناء القبيلة قد لا يتعاونون معه ، وينبغي إعداد المجتمع لعملية البحث قبل البدء فيه فليس من الجيد أن يفاجئ مجتمع الدراسة بنزول مساعدي الباحث في تطبيق على مجتمع محلي فقد يستغربون ويتفاجؤوا من وجود هؤلاء الغرباء داخل المدينة وقد يحدث نوع من عدم تجاوب المبحوثين معهم .
2/ دراسة الأفراد : ونقصد بها شخص معين نحاول ندرسه دراسة حالة بشكل شامل جدا لمعرفة الطبيعة التي يمر فيها , والظروف الاجتماعية التي يعيشها , ولذلك لا بد أن تكون البيانات التي نستخلصها منه كافية من خلالها نستطيع أن نتوصل إلى نتائج ، ويجب أن نتأكد من كفاية البيانات التي نأخذها من المبحوث وصدقها فمثلاً الطالب يسأل عن مستواه الدراسي ونتأكد من خلال سجله الدراسي ، ونؤكد للمبحوث ضمان سرية التسجيل ، وضمان صحة التعليمات العلمية والتسجيلات العلمية .
وسائل جمع البيانات عن الحالات الفردية : 
1/ الملاحظة : من خلالها نتعرف على الطالب في الفصل كيف دوره ، وأداؤه في الفصل وفي المدرسة .
2/ المقابلة : أقابل الطالب واسأله بعض الأسئلة التي تخدمني في التعرف على طبيعته وأدائه في البيت وعلاقاته مع زملائه ورؤيته واتجاهاته نحو المدرسة والمدرسين والمنهج والأسرة .
3/ الوثائق الشخصية : وتتضمن تاريخ سير الحياة , والسيرة الخاصة واليوميات والكتابات ، وبطاقة الأحوال , وبطاقة العائلة , والخطابات والمراسلات .
عيوب منهج دراسة الحالة :
1/ عدم صدق المعلومات : والرد أن العيب ليس بالمنهج وإنما بكيفية استخراج الباحث للمعلومة من المبحوث .
2/ عدم إمكانية تعميم النتائج التي يصل إليها الباحث عن طريق استخدام منهج دراسة الحالة ، فمثلاً دراسة مصنع لا يمكن أن يطبق على بقية المصانع ، والرد على هذا أنه من الممكن التعميم إذا أحسنا اختيار العينة .
3/ يتكبد الباحث في دراسته للحالات كثيراً من الجهد والوقت والمال مما يقلل من الاعتماد على المنهج وبالتالي أهميته : فمثلاً بعض الباحثين الأوربيين لما يذهب إلى قبيلة في أفريقيا يتكبد جهد ووقت ومال ، والرد على ذلك انه لا مشكلة في أن يبذل الباحث وقته وجهده وماله طالما يرغب في الوصول إلى نتائج متعمقة لها دلالاتها العلمية .
أنواع دراسة الحالة :
1/ دراسة الحالة التوضيحية : نستوضح من خلالها ما هي دراسة الحالة المراد استخدامها .
2/ دراسة الحالة الاستكشافية : من خلالها نستكشف مجتمع الدراسة .
3/ دراسة الحالة التراكمية : نقوم من خلالها بعدة دراسات تراكمية على مجتمع الدراسة .
4/ دراسة الحالة النقدية : من خلالها نخلص بقضية نقد مجتمع الدراسة الذي نقوم بدراسته .  
وإجراء دراسة الحالة يكون بشكل عام باختيار وسيله أو أكثر واختيار المبحوثين وجمع البيانات وتحليلها وكتابة تقرير دراسة الحالة ، ونقاط القوة وتتمثل في المرونة ، وأخيراً نقاط الضعف الذاتية المتأصلة والناتجة عن التفسير الذاتي للبيانات ثم التكلفة العالية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق