الاثنين، 24 مارس 2014

الامر بالمعروف و النهي عن المنكر




الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، الحمد لله خالقنا وبارئنا ومصورنا، الحمد لله الذي أعطانا ومنعنا رحمة منه لا نقمة علينا، والصلاة والسلام على من بعثه ليكمل علينا ديننا ويتم نعمته علينا ويرضى لنا بالإسلام دينا، والصلاة والسلام على من تبعه ونصره ومنع عنه من آذاه وعلى أزواجه الطاهرات الطيبات أجمعين.
فإن الله سبحانه وتعالى أمر وحث على أن يكون هناك من بين المسلمين من يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر، وأن يكون هناك من يسدي النصح ويقدمه للأمة الإسلامية في كل زمان ومكان فقد قال عز وجل في كتابه الكريم قال تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ([1]) وقال تعالى : (سورة النساء الآية 1 يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا  )([2]).  وقال تعالى :سورة الأحزاب الآية 70( ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) ([3])  وقال صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان "([4]).  فالأمر بالمعروف ومنه الحسبة ، هو الذي أنزل الله به كتبه وأرسل به رسله، وهو من الدين، فإن رسالة لله: إما إخبار ، وإما إنشاء . '' الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر '' (70) . ومن هؤلاء الرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: سورة الأعراف الآية 157((     (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)([5])وقد جعل الله تعالى للمؤمنين أسوة حسنة في رسوله الكريم ، صلى الله عليه وسلم ، فعليهم أن يقوموا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.    فالحسبة في الإسلام مبنية على أصل من أصول الإسلام العظيمة وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي وصف الله به المسلمين في قوله تعالى:} كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ { ([6]) . وقد اهتمّ به سلف الأمة قولا وعملا ، فحقق الله الفتح على أيديهم ، ونشروا دعوة الحق في تلك البقاع الواسعة من العالم وتحقق لهم ما وعد الله به المؤمنين في قوله تعالى: }وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ { ([7]) .  وقد شرع الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل حماية مقاصد الشريعة في الخلق ،فجعله تارة أمراً كفائيا ،وتارة عينيا حتى لا يشق على عباده ، وعلى هذا النهج التشريعي الموافق للفطرة الإنسانية السليمة سار النبي  صلى الله عليه وسلم في تطبيق قواعد الشريعة وآدابها .
  "إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو الأمر المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين ، ولو طوي بساطه وأهمل عمله ، لتعطلت النبوة ، واضمحلت الديانة وعمت الفترة ، وفشت الضلالة ، وشاعت الجهالة واستشرى الفساد واتسع الخرق ، وخربت البلاد ، وهلك العباد ، ولم يشعروا بالهلاك إلاّ يوم التناد."[8]
وواقع الأمة الإسلامية خير شاهد على انحراف أغلب المسلمين عن الدين الحق وانتشار المنكرات حتى جاهر بالمعاصي العصاة ،بل أصبحت الفضيلة عند بعض الناس أمرا مستغربا ، وأصبح الآمر بالمعروف يستهزأ به في بعض المجتمعات، وغاب مفهوم الحسبة عن أذهان الأجيال التي تربت على تشريعات النظم الوضعية التي لا تعير اهتماما لما هو حق لله تعالى ،وبهذا غابت الحقيقة القرآنيّة المركزيّة التي تؤكّد قوّة العلاقة القائمة بين أصول الإسلام وتشريعاته وبين مقاصده وغاياته ،كما في قوله تعالى: } الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ{ [9]وهذا الأصل يدل دلالة واضحة على الهدف والغاية عند تمكين الأمة من حفظ شعائر الله وحدوده ومقاومة الشر والفساد ، باعتباره واجب منوط بالدولة.
وفي بحثي هذا أتطرق الى عدة مواقع عن الحسبه معنها واصطلاحها ونشاتها في الدوله السعودية الأولى وتطورها تاريخيا والحسبه في عهد بعض ملوك الدوله السعوديه الأولى ومشروعيتها في الدين اتمنى من الله العلى القدير التوفيق في أن أقوم بتجميع شامل لبعض هذه المعلومات وتقديمها في الوجهه الأكمل بأمر الله تعالى والله الموفق


[1]  [آل عمران . 104 ]
[2] [ النساء ـ 1 ]
[3] [الأحزاب - 70 ، 71 ]
[4] رواه مسلم
[5] [الأعراف ـ 157]
[6] -  سورة آل عمران الآية110
[7] - سورة النور الآية 55.
[8] - إحياء علوم الدين للغزالي 2/333 /ط1/دار قتيبة /بيروت /1412هـ 1992م.
[9] - سورة  الحج الآية41.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق