السبت، 22 مارس 2014

جبل احد



يعتبر جبل أحد  من أشهر معالم المدينة المنورة دينياً وطبيعياً ، فمن الناحية الدينية جرت على الأطراف الجنوبية للجبل إحدى أشهر غزوات الإسلام وسميت باسم الجبل وهى غزوة أحد ، ومن الناحية الطبيعية يعتبر هذا الجبل واحد من مجموعة من الجبال المحيطة بالمدينة المنورة ويبعد عن المسجد النبوي الشريف بحوالي 5.5 كم في الجهة الشمالية من الحرم النبوي .
وقد مثل جبل أحد مانعا طبيعيا للامتداد العمراني للمدينة المنورة نحو الشمال على الرغم من انتشار العمران على هوامشه الجنوبية والشرقية والغربية ، وفي السنوات الأخيرة زحف العمران بكثرة في اتجاه الجبل مما ينذر بحدوث بعض الأخطار الطبيعية الناتجة عن الانهيارات الأرضية والسيول غير المتوقعة وخاصة أمام مصبات الأودية الكثيرة التي تنحدر من الجبل صوب الجنوب وصوب الشمال الشرقي .
وعلى الرغم من ورود اسم جبل أحد في أعمال تاريخية وجغرافية كثيرة إلا أن هذا الجبل لم يدرس دراسة جيومورفولوجية تفصيلية باستثناء بعض الإشارات العابرة في بعض الدراسات الجغرافية التي تناولت المدينة المنورة أو إقليم الحجاز بصفة عامة .
يقع جبل أحد شمالي المدينة المنورة ، وفلكياً فأقصى امتداد شمالي للجبل يقع على خط عرض 24ْ 32َ 56ً   شمالاً ، بينما يمثل خط عرض 24ْ 29َ 58ً  شمالاً أقصى امتداد جنوبي للجبل ، ويمتد الجبل بين خطي طول 39ْ 35َ 42ً  ، 39ْ 39َ 20ً شرقاً .
وجبل أحد يمثل أحد أهم جبال المدينة المنورة والتي تنتشر حولها مجموعة كبيرة من الجبال مثل جبل وعيرة الذي يقع شمال شرق جبل أحد وجبال جمة وغرابة وعير التي تقع إلى الجنوب الغربي من جبل أحد ، شكل (1) .
ويحد جبل أحد من الجنوب وادي قناة (العاقول) الذي تنصرف إليه الأودية المنحدرة من جبل أحد من الشمال صوب الجنوب ، ويلاحظ أن العمران قد امتد ليشغل أغلب مصبات الأودية وهو ما يمثل مشكلة في حال حدوث السيول ، وقد حدث في أحد السيول أن قامت المياه بجرف مقابر شهداء غزوة أحد قبل أن يتم إنشاء مقبرة خاصة بهم .
ويتضح من خلال الخريطة الكنتورية ، شكل (2) أن جبل أحد يحده خط كنتور 630 متر فوق مستوى سطح البحر ، وقد تم اختيار هذا الخط ليضم المراوح الفيضية وبعض الألسنة الجبلية التي تخرج من جبل أحد مثل جبل الرماة (عينين) ، جبل ضليع البري ، جبل ثور .
ويبلغ أقصى ارتفاع  للجبل نحو 1070 متر فوق مستوى سطح البحر ويوجد أقصى ارتفاع في الجزء الشمالي الأوسط للجبل ، ويبلغ الارتفاع المحلي نحو 440 مترا([1])  ، ويلاحظ أن سطح الجبل ليس مستو تماماً ولكنه يتألف من مجموعة من القمم الجبلية المدببة ، صورة (1) ، ويتراوح منسوب هذه القمم بين 1010 ، 1070 مترا ، ويسير مع هذه القمم خط تقسيم المياه الذي يفصل بين الأودية المنحدرة صوب الشمال والأودية المنحدرة صوب الجنوب .
كما لوحظ أن خط تقسيم المياه لا يسير  في منتصف الجبل ولكنه يتجه نحو الشمال مما يدل على أن الأودية الجنوبية كان لها قدرة أكبر على النحت وإطالة مجاريها مقارنة بالأودية الشمالية .

وقد بلغ أقصى طول للجبل نحو 5.77 كم في اتجاه جنوبي شرقي شمالي غربي ، ويبلغ أقصى عرض قرابة 4.27 كم وكان ذلك في منتصف الجبل تقريبا في حين يبلغ أقل عرض نحو 700 متر في أقصى الشمال حيث يخرج لسان صغير من الجبل ، ويبلغ متوسط عرض جبل أحد حوالي 2.7 كم .
أما بالنسبة لمساحة الجبل فقد تم حسابها على اعتبار حدود الجبل خط كنتور 630 متر وبلغت مساحة جبل أحد قرابة 18.7 كم2 ، في حين بلغ المحيط نحو 26.7 كم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق