الاثنين، 3 مارس 2014

علاقة الأطفال بعاشورة عاشورة بابا عيشور زمزم في المغرب



علاقة الأطفال بعاشورة

طالعتني طفلة جميلة بلباس أنيق وشعر مرتب وهي تحمل" تعريجة مزركشة" هزتها قليلا وقالت لي: "حق بابا عاشور". تساءلت بسذاجة  بادية : " أهي طريقة جديدة للتسول؟"، تأسفت للفتاة لعدم توفري على "صرف" ومضيت في طريقي. قرب الحي سمعت صياحا وضجيجا على غير العادة، وإذا بشاب يصرخ في وجه أولاد متجمعين وينفخون في بوق طويل يصدر صوتا مزعجا.
" البنات وحدهن يقمن بجولات صاخبة بالدفوف والطعريجات، فكيف انتقلت العدوى إليكم". هنالك فقط تذكرت أنها أيام عاشوراء بالمغرب.
"الشّعالة"، "زمزم"، "الذيالة"، كلها مظاهر تميز إحياء ذكرى عاشوراء. فإذا كان هذا اليوم بالعراق وإيران يوم كآبة وحزن على مقتل سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه، فإنه في المغرب مناسبة للفرح والترفيه وتقاليد اجتماعية وحركة تجارية غير عادية.
بابا عيشور
وخلال الأيام العشر التي تسبق عاشوراء، والتي نسميها بـ"العواشر"، يبدأ أطفال الحي فرادى وجماعات بالتجوال عبر الدروب والأزقة محملين ب"الطعارج" (خاصة في الأحياء الشعبية)، يطرقون أبواب المنازل مرددين أهازيج خاصة بهذه المناسبة لطلب "حق بابا عيشور"، مع عرضهم لعظمة من خروف العيد مزينة بالحناء ومغطاة بصوف على أنها "بابا عاشور" .
في وصف للظاهرة، ذكر عبد الجليل الجاسني مسؤول حركة التوحيد والإصلاح بجهة البيضاء الكتبية وعضو المكتب التنفيذي، أن طقوس عاشوراء بالمغرب تختلف من جهة إلى أخرى، لكن جلها مبتدعة  مستمدة من مذاهب وديانات أخرى، فمثلا بالدار البيضاء حيث يحتفل بالمناسبة بشكل ظاهر، يأخذ عظم على شكل صليب ويلف بصوف ويطوف به الأطفال على المحلات لطلب "حق بابا عاشور".
اعتبر عبد الجليل الجاسني أن الاحتفال بشراء اللعب يمكن أن يكون مستمدا من كون نساء الأنصار كن يصنعن لعبا للأطفال، ليشغلنهم عن جوع الصيام، فحسب ما روى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة، فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله: "ما هذا اليوم الذي تصومون؟" فقالوا: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه"، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه.
ويضيف الجاسني أنه من باب إدخال الفرح على أهل البيت وهو أمر لا بأس به، لكن الوسائل الترفيهية التي تؤدي لإفزاع الناس في كثير من الأحيان أو الاعتداء على الآخرين، مؤكدا زيادة حالات من جرحوا أو أصيبوا في أقسام المستعجلات بالمستشفيات خلال هذه الفترة وهو أمر مرفوض تماما ولا يمت لشرع بصلة .
زمزم
التراشق بالماء أو "زمزم" عادة تنتشر في كل المدن المغربية بالدرجة الأولى بالبيضاء، هي عادة يهودية كان يمارسها اليهود لاستدرار الماء في مواسم الجفاف، الشيء الذي لم يثبت له وجود في تاريخ الإسلام .
الجاسني استنكر تعويض الماء النقي بالماء الممزوج ب"الخرقوم"، أو المبيض "ماء جافيل"، أو البيض، "وهو في نظره نوع من السادية والرغبة في الاعتداء على الآخر، كما أن تسمية الظاهرة ب"زمزم" وزمزم منه براء، كما أنهم حتى في مكة لا يتراشقون به، فيؤدي هذا الهزل في أحايين كثيرة إلى مشاحنات بين الناس وبين الجيران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق