الأحد، 23 مارس 2014

هل يمكن ان تكون المراة قاضية عادلة بدون عاطفة



إن القاضي في اختصام الناس وشقاقهم يلي أمراً مهماً عظيماً يوجب عليه عناية خاصة فيما يعالج فيتعين خلوه من الشواغل والمؤثرات بحيث يضمن سلامة الحكم وصحته في أعيان الوقائع وفي مثل هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان"[1] ، ومقيس على الغضب ما هو من جنسه من الشواغل المؤثرة .
و من أشهر ما يذكر في هذا المقام كتاب عمر بن الخطاب  إلى أبي موسى الأشعري  في أمر القضاء حيث قال في كتابه : " أما بعد : فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أدلي إليك، فإنه لا ينفع تكلّم بحق لا نفاذ له، وآس بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك،..... ثم استطرد حتى وصل إلى قوله: وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس عند الخصومة والتنكر، فإن القضاء في مواطن الحق يوجب الله به الأجر، ويحسن به الذخر..." .
 فشاهِدُنا هنا :"وإياك والغضب والقلق و الضجر"، وما هذا الذى يصيبها فى تلك الأجواء الحرجة  من تذبذب فى الحالة النفسية والذهنية إلا مشتق منه مما يجعلها داخلة فى هذا النهى .
وهذا ما وجده العلماء في الوقت القريب جدًا. حيث وجد أن مراكز العاطفة لدى المرأة أكثر وأسرع نموًا من الرجل ووُجدت فروق تشريحية ووظيفية بين كل من مخ الرجل والمرأة تجعل المرأة متفوقة على الرجل في أمور اختصاصها كامرأة (بنتًا وزوجة وأمًا), ويتفوق هو عليها في أمور اختصاصه كرجل (كابن وزوج وأب).
 لقد أثبت العلم الحديث أخيراً وَهْمَ محاولات المساواة بين الجنسين ، و أن كلا منهما لا يستطيع القيام بما يقوم به الآخر من أدوار؛ فقد أثبت الطبيب (د.روجرز سبراي) الحائز على جائزة نوبل في الطب وجود اختلافات بين مخ الرجل ومخ المرأة، الأمر الذي لا يمكن معه إحداث مساواة في المشاعر وردود الأفعال، والقيام بنفس الأدوار.
وقد أجرى طبيب الأعصاب في جامعة (بيل) الأمريكية بحثاً طريفاً رصد خلاله حركة المخ في الرجال والنساء عند كتابة موضوع معين أو حل مشكلة معينة، و توصل لنفس النتائج  ، ومن ثمرات ذلك ما يلى :
(1) التفكير فى حل مشكلة :
وجد العلماء أن المرأة تستخدم علامات ظاهرة ومميزة للعيان للوصول إلى مكان معين، بينما يستخدم الرجل أبعادًا تصويرية فراغية (مثل شمال، جنوب...) للوصول إلى نفس الهدف، كما أن النساء يشتركن كجماعة واحدة في حل مشكلة ما, وعادة ما يتعاملن مع عدة مشاكل متلازمة في آن واحد على أنها مشكلة واحدة، بينما الرجال يأخذ كل منهم طريقًا للوصول إلى حل للمشكلة ويقوم كل منهم بالتعامل مع كل مشكلة على حدة ، وهذا ما يحتاجه أى شخص يتولى مهمة الحكم والفصل بين الناس .
(2) العاطفة والذاكرة : ووجد العلماء أن المرأة تستخدم القشرة السطحية من المخ cerebral cortex في أمور الذاكرة
والعواطف معًا؛ ولذلك فإن ذاكرة المرأة تتأثر بالعواطف والأحداث العاطفية التي تمر عليها, بينما في الرجل وجد أن مركزيْ العاطفة والذاكرة موجودان داخل المخ في منطقة تسمى "قرن آمون hippocampus"، وهي عبارة عن قوس عصبية هي مركز الذاكرة, وطرفاها هما مركز العواطف ويسمى "اللوزة الدماغية amygdala"، ولذلك فالمرأة أكثر حساسية للأمور العاطفية من الرجل, وتميل إلى الحديث والحوار، والنظر للأمور من منظور شخصي, وتستطيع التعبير عن عواطفها بصورة أسهل وأفضل من الرجل. بينما يميل الرجل إلى نشاطات جسمية مثل الرياضة والنزهة ولا تتأثر ذاكرته بالعواطف كالمرأة, كما أنه لا يستطيع التعبير عن عواطفه بسهولة؛ وهذا لأن مركز الذاكرة والعاطفة مدفون داخل المخ .[2]
هذه هو المقياس و القاعدة الأساسية ، ولكن قد يشذ منها بعض الرجال فيختلف تركيب ووظيفة مخه عن ما ذُكِر فى تركيب المخ الذكرى ، كما قد يشذ منها بعض النساء فيختلف تركيب ووظيفة مخها عن ما   ذُكِر فى تركيب المخ الأنثوى ، ولكن الشاذ لا عبرة به فإن وُجِد فلا يقاس عليه .
كل هذه الفروق فى المخ بين الرجل و المرأة تجعلنا نشهد دون أدنى التباس بكمال الشريعة الغراء  و حكمة الشارع الحكيم فى مراعاة تلك الفروق ، فقد قصر هذا الواجب على الرجل دون المرأة وجبله على تحمله فالحق – سبحانه- هو الخالق ومن ثم فهو الأقدر على معرفة مصالح العباد قال تعالى ) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ( [الإسراء:54]، كما تشهد بصدق نبينا r لكونه لا ينطق عن الهوى .


[1] الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 7158 خلاصة الدرجة [صحيح]
[2] هل حقا المرأة ناقصة عقل ؟ مقالة منشورة على الإنترنت للشيخ عبد الهادي صالح التويجري بتاريخ 23 / 12 / 2006م , انظر الرابط: http://www.wahatalarab.net/asp/showArticle.aspx?Art_ID=15860&Replypos=6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق