السبت، 1 مارس 2014

التنمية البشرية التحضر



التحضر
  اكدت دراسات عديدة على ارتباط التنمية البشرية بالتحضير بعلاقة احصائية قوية , كذلك ارتبط التحضر بالصناعة, او لنقل بالمستوى الاقتصادي للبلد, اضافة الى ذلك, ارتباط كل من : التنمية, الصناعة والتحضير بالتعليم. فالعلاقة جدلية متشابكة بينها بحيث يصعب تحديد ايها السبب وايها النتيجة . والحقيقة انها ذات علاقة متبادلة AUTOCORRELATION وبمحصلتها النهائية فأنها حلقية CYCLICAL الاتجاه والتأثير . ولكن , هل يمكن القول بأن درجة التحضر في البلد تعكس المستوى التعليمي فيه؟
اشارت الدراسات الى ان اقطار الوطن العربي ذات نمو حضري متسارع, وان درجة التحضر بينها متباينة, كذلك درجة التسارع. وللتحقيق من هذا اعتمدت بيانات عن نسب التحضر عامي 1980 و1998 للمقارنة الزمنية واستخلاص ما يمكن استشفافه. ففي عام 1980 كان معدل نسب التحضر(55.437%) وارتفع هذا المعدل الى(65.937%)عام 1998 في اطار الوطن العربي .يعرض الجدول رقم (1)هذه البيانات , ومنها يتضح ان :-
1-            جميع الاقطار العربية عاشت حالة زيادة في نسبة السكان الحضر .
2-            كان التحضر اكثر تسارعا في اقطار : موريتانيا, السعودية, عمان, وليبيا .
3-            كانت نسب زيادة السكان الحضر طفيفة في اقطار : سوريا, مصر, كويت, اليمن.
4-            اما الاقطار الاخرى فكانت زيادة نسب التحضر فيها معتدلة نسبيا.
5-            في عام 1980, كان اكثر من نصف سكان ثمان دول عربية تعيش في الارياف, انخفض عددها الى ثلاث فقط عام 1997.
6-            ثلاث دول كان اكثر من اربعة اخماس سكانها يعيش في الحواضر عام 1980, زاد عددها الى سبع (بأضافة قطر والبحرين) عام 1998.
7-      ومن خلال تحليل العلاقة الاحصائية بين المتغيرات قيد الدرس فقد تأشرت العلاقة بين نسب التحضر (1998)
وكما مبين ادناه:-
1)   ارتبط التحضر بأقوى علاقة احصائية مع الدخل (0,88) , اي نسبة التحضر تفسر وبنسبة (77.44%) مع التوزيع الجغرافي لمقدار الدخل بين اقطار الوطن العربي عام 1998. فأرتفاع الدخل يعد مؤشرا جيدا على زيادة التحضر في اقطار الوطن العربي.
2)      وارتبط التحضر بعلاقة موجبة مع دليل التعليم (0,6), اي انه يفسر(36%) من التباين في التوزيع الجغرافي لنسب هذا الدليل.
3)   وللتحضر علاقة عكسية قوية مع نسب الامية بين الاناث(-0,72), اي ان ارتفاع نسب التحضر تؤشر انخفاضا في نسب الامية بين الاناث بنسبة(51.84%) مع التوزيع الجغرافي لنسب التحضر في اقطار الوطن العربي.
4)   وعند التدقيق في علاقة التحضر بنسبة المنخرطين في صفوف التعليم الاساس يلاحظ ان تأثيره عكسيا. فالعلاقة سلبية بين نسب التحضر ونسب الذكور في التعليم الابتدائي (-0,68) , اي ان زيادة نسبة التحضر لم تؤد الى زيادة نسبة انخراط الذكور في التعليم في اقطار الوطن العربي , بل حدث العكس. وكانت العلاقة عكسية مع نسب الاناث في التعليم الابتدائي (-0,47) , وهذه حالة تستوجب التدقيق والتمحيص. فأنخفاض نسب الامية في الحضر لا يعني الانخراط في المدارس, فالتسرب من الدراسة الالزامية بين الذكور في المرحلة التعليمية الاولى واضح اكثر مما عند الاناث. ويعني هذا ان الزامية التعليم تواجه مشكلة في التنفيذ ومتابعتها في المدن اكثر من الريف.
5)   بالمقابل, فللتحضر علاقة موجبة ضعيفة مع نسب استمرار الاناث والذكور في الدراسة الثانوية (0,37 و0,24 على التوالي). مما يعني ان استمرار الابناء في الدراسة يكون في الحضر اكثر مما هو في الريف ولكن بنسب ضئيلة, وان تأثير التحضر على استمرار في الدراسة عند الاناث اكثر وضوحا من الذكور.
6)   ولا يؤدي التحضر الى ارتفاع نسب مساهمة الاناث في قوة العمل, فالعلاقة عكسية (-0,52) , فالمرأة الريفية في اقطار الوطن العربي مازالت تسهم في النشاط الاقتصادي اكثر من قرينتها في المدينة.
7)   جراء الوضع العام غير الجيد في الريف فأن نسب التلاميذ(والطلبة) الى المعلمين(المدرسين) عالية قياسا بما في المدن, حيث ظهرت علاقة عكسية بين التحضر وهذه النسب(-0,55 مع نسبة تلميذ/معلم و-0,52 مع نسبة طالب/مدرس), مما ينعكس على مستوى التعليم ودرجة الاهتمام بالطالب ومتابعة نشاطاته الصفية واللا صفية, وبالمحصلة النهائية تحصينه فكريا تجاه التيارات غير البناءة. وتشير المقارنة الاحصائية بين نسب التحضر في الوطن العربي في عقدي الثمانينات والتسعينات الى وجود اختلافات جوهرية ادت الى رفض فرضية عدم وجود فرق معنوي وبثقة احصائية قدرها(95%).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق