الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

اهمية التواصل في توطيد الصلة بين الاستاذ والتلميذ

اهمية التواصل في توطيد الصلة بين الاستاذ والتلميذ

اهمية التواصل في توطيد الصلة بين الاستاذ والتلميذ
العلاقة بين المعلم والطالب، كانت عنوان الحلقة الجديدة من الملتقى الطلابي، وفيها تم استضافة مجموعة من التربويين والطلبة للحديث حول هذا الموضوع، باعتبار أن هذه العلاقة من ضروريات المرحلة التعليمية، فمتى صحت وقويت، فإن نتائجها تصبح إيجابية، وحصيلتها نجاح الطلبة وتميزهم، وتوترها يؤدي إلى نتيجة سلبية تصل في بعض الأحيان إلى ترك الدراسة.
الضيوف ركزوا في بداية الحلقة على الأسباب التي تؤدي إلى سوء العلاقة، ومن أهمها عدم قدرة بعض المعلمين على فهم مشكلات الطلبة والنظر إليهم بعين العطف والأبوة، مشيرين إلى أن على المعلم أن يسعى إلى احتواء الطلبة وتدارك مشكلاتهم ومساعدتهم على التخلص منها، بالاستماع لهم وتفهم مشكلاتهم ونفورهم من الدراسة، ذلك أنه قد يكون بعض المقصرين منهم يعانون من مشكلات أسرية، تنعكس سلباً على تحصيلهم الدراسي.
بالإضافة إلى إهمال بعض الأسر لأبنائهم، وعدم متابعتهم لهم أثناء تواجدهم في البيت. لذا فإنهم يرون أن شخصية المعلم لا بد أن تبرز هنا، لاحتواء مثل هذه الحالات والتصرف معها بحكمة وبعطف، حتى يخرج الطرفان من هذه المشكلة.
وطرح مقدم البرنامج سلطان الحمادي على ضيوفه العديد من المحاور، من أهمها، الطرق المثلى لتكوين علاقة إيجابية وطيبة بين المعلم والطالب، وأهم الممارسات التي تساهم في توطيد هذه العلاقة، والخطوات التي يجب أن يقوم بها المعلم لتحسين علاقته بطلبته، والجهود التي يجب أن تبذلها إدارة المدرسة لتوطيد العلاقة بين الطرفين، والدور الذي يلعبه الاختصاصي الاجتماعي.
دور الاختصاصي الاجتماعي في توطيد العلاقة الإنسانية في المحيط المدرسي:
1. التعامل مع الجميع بطريقة بناءة، أساسها الاحترام والتقدير المتبادلان، والنزول إلى مستواهم جميعاً لفهم جميع المشكلات.
2. إشراك المعلمين والإداريين في علاج بعض المشكلات المدرسية، وتعزيز روح المشاركة لديهم في شتى الفعاليات المدرسية.
3. رفع الروح المعنوية لدى العاملين، وذلك يتحقق عندما يقف بجوار من أخفق، ويشجعه ويوضح له الطريقة السليمة لعرض إمكاناته، وتوضيح أن الفشل يكون أحياناً بداية النجاح، حين يحاول الإنسان مرة أخرى في تصحيح الأخطاء التي وقع فيها.
4. تعزيز نقاط القوة لدى بعض العاملين، للاستفادة من عملية المنافسة الشريفة في ميدان العلم.
5. الاستفادة من اللقاءات والمناسبات في دعم العلاقات الفردية الإنسانية التي سيكون لها الأثر الكبير على العلاقات الإنسانية في المدرسة.
6. بناء قاعدة قوية بينه وبين المعلمين، ينطلق منها إلى ما هو أكثر فائدة وتجانساً، يكون أساسها تلافي جوانب القصور وإنكار الذات.
))...التواصل بين الطالب والمعلم ...((

هل أصبحت عملية التواصل بين الطالب والمعلم "مهمة مستحيلة"؟ وما هي الأسباب التي تجعل الطالب متمردا على المعلم، وما مدى قدرة أو مهارة المعلم على ضبط سلوكيات الفصل؟.
إن التدريس القائم على المهارات العالية يؤدي بداية إلى إيجاد نوع من الألفة والثقة بين التلميذ والمعلم في الفصل. وتظهر مهارة المعلم وقدرته على ضبط سلوكيات التلاميذ في الفصل من خلال مهارته في جذب انتباه التلاميذ واستحواذه على اهتمامهم، دون ممارسة أي نوع من أنواع العنف تجاههم. ففي هذه الحالة سيصبح لدى التلاميذ الرغبة على التعلم ويصبح المعلم قادرا على التعليم، وذلك من خلال خلق علاقة من الألفة والثقة بين جميع العناصر المتفاعلة في الفصل.
وقد يمر الكثير من الأطفال ببعض الصعوبات في محيط أسرهم أو مدارسهم التي يرتادونها. وفي معظم الأحيان يجلبون إلى الفصل نماذج من السلوكيات المختلفة مستقاة من خبراتهم خارج المدرسة أو من داخلها، وهو ما يجعل الأمر في غاية التحدي لقدرات المعلمين والجهاز الإداري للمدرسة على وجه سواء.
وليس من المنطق أن تتم الاستجابة لجميع التلاميذ بشكل فعال في وقت واحد داخل الفصل. لذلك، فإنه في بعض الأحيان يشعر المعلمون بالإحباط وقلة الحيلة أو الدخول في مواجهات وصراعات مع التلاميذ يضيع معها تبعا لذلك التأثير الإيجابي والمباشر بين المعلم والتلميذ.
فإن كان هناك خلل في مهارات التدريس والتي تكمن في عدم قدرة المعلم على إدارة سلوكيات التلاميذ في الفصل، تصبح عملية التواصل بين المعلم والتلميذ شبه مستحيلة.
وبناء على ما استحدث من مهارات جيدة في عملية التواصل، نجد أن المنفذ الوحيد والذي من الممكن أن يستعين به المرء في التأثير على الآخرين، هو من خلال إقامة علاقة سليمة منذ البداية. فكيف يكون هناك اتصال بين المعلم والتلميذ، إن لم يكن هناك شعور بالراحة والألفة على أقل تقدير من خلال التبسم في وجه الآخر، وخاصة من قبل المعلم تجاه التلميذ؟ فعادة ما يتوجس التلميذ من أسلوب المعلم في أول يوم يذهب فيه إلى المدرسة. ولكن عندما يتبسم المعلم من أول مرة في وجه التلاميذ قد يصبغ ذلك العمل جو من اللطف والراحة في الفصل. وهذا النوع من المهارات هو أسلوب رباني راق، علمه سبحانه وتعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ليتعامل به مع الناس وذلك في قوله تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) "سورة آل عمران، 159".
إضافة إلى أن المخ عادة ما يتفاعل مع المعلومات التي يتلقاها التلميذ في الفصل، بشكل أفضل من خلال التواصل الحركي الإيجابي.
ولكن ما هو "التواصل الحركي" والذي يحبذ أن يلجأ إليه المعلم لكي يؤثر به وبشكل إيجابي على التلاميذ في الفصل؟.. إن الاستعانة بشيء من الدعابة والمرح في الفصل هو أمر جد مهم في عملية التواصل. وهذا لا يعني أن تكون العلاقة بين التلميذ والمعلم علاقة غير جدية. فلا ينكر أحد أن إدارة سلوكيات التلاميذ في الفصل تحتاج إلى عملية ضبط من خلال القدرة على وضع حدود واضحة وجلية لكي يتبعها التلاميذ، دون قسرهم على ذلك، وإنما من خلال إشعارهم بالمسؤولية نحو عملية الانضباط والتي أولا وأخيرا تصب في الصالح العام للفصل ومن ثم صالح التلميذ والمعلم.
ولكن كيف يتسنى للمعلم أن يجعل التلميذ مسؤولا ومنضبطا؟..
إن أحد الأساليب المجربة والناجعة في عملية التواصل هي من خلال الاستعانة بالخيارات اللغوية في الطريقة التي يستخدمها المعلم. فهي تعمل على مساعدة التلاميذ في تحمل مسؤولية سلوكياتهم. مثال على ذلك، عندما يطرح المعلم الأسئلة المغلقة (وهي عبارة عن الأسئلة التي تظهر على أنها خيارات ولكنها في الحقيقة تعمل على تقييد الفرد بشكل إيجابي) وعادة ما تستخدم كطريقة علاجية في الفصل، ومثال على ذلك، عندما يقول المعلم للتلميذ: "هل تريد حل الأسئلة قبل الرسم البياني أم بعده؟ هل تفضل أن تبقى بالفصل هادئا أم تريد الانتظار بالخارج؟
إن تمتع التلاميذ بحرية الاختيار أمر في غاية الأهمية لإدارة الفصل. فالمعلم يستطيع جني الكثير من اتباع هذا الأسلوب. فأغلب المشكلات التي تحدث في الفصل تنتج بسبب عدم شعور التلاميذ بالاستقلال الفردي وقدرتهم على الاختيار، وأنهم دائما في حالة حصار وضغط وجبر على فعل عمل ما. لذا فإن قبول هذا الإحساس " الاستقلالية الفردية " لدى الطالب من قبل المعلم يعد من أهم الأساليب الناجعة في إدارة سلوكيات الفصل. فجميع الصراعات التي تحدث بين المعلم والتلميذ في الفصل هي بسبب شعور التلميذ بعدم الاستقلالية من خلال فرض سيطرة المعلم المستمرة على سلوكيات الفصل بشكل تسلطي. في حين أن الإحساس بالاستقلالية النابع من قدرة التلميذ على اختيار مثلا، النشاط الأنسب، أو الأسلوب التعليمي الأكثر كفاءة والذي يجعله أكثر تفاعلا على استيعاب المادة أو المعلومة. وبإشراك التلاميذ وتنمية قدراتهم على تدفق الأفكار لديهم، يقلل ذلك من احتمال قيامهم بسلوكيات سلبية.
إن التعليم المجدي يتطلب تفاعل المعلم والتلميذ بشكل مستمر ليتمكن التلميذ من أن يستوعب المعلومات ويتأملها بدلا من أن يتلقاها وحسب. كما أن تمكين التلميذ من أن يختار البديل وذلك من خلال إعطائه الفرصة لأن يبحث عن الأسلوب الأنسب له لتلقيه المعلومة يجعله أكثر تحمسا وانضباطا تجاه المادة أو الأمر الذي هو بصدده. فإعطاؤه الفرصة لأن يختار يجعله مسؤولا عن اختياره.
ومن أهم المشاكل التي يواجهها المعلمون في عملية توصيل المعلومات للتلاميذ أن المعلم يحاول توصيل محتوى المنهج أو المقرر للتلميذ بأسرع وأقصر وقت ممكن وكأنه يوصل وجبة سريعة تفتقد للعناصر الغذائية الهامة للجسم. إن التعليم والتعلم ظاهرة تحدث بشكل طبيعي وتلقائي، وبالتالي تصبح أكثر فاعلية عندما تكون في نطاق التفاعلات الإنسانية.
فأسلوب التعليم يعاني من فجوة معرفية كبيرة قد أثرت سلبا على عملية التواصل بين المعلم والتلميذ. فهناك فرق كبير بين ما نعرفه في علم اليوم من تقدم علمي ومعرفي وتقدم في المعرفة النفسية للإنسان، وبين ما يتلقنه المعلمون من معارف ومعلومات المفترض أنها تقوم على تأهيلهم لكي يكونوا معلمين أكفاء، إلا أنها غير ذلك.
فما يتم تعليمه على سبيل المثال لهؤلاء المعلمين عن أهمية استخدام اللغة الصحيحة وتأثيرها في عملية التواصل مع التلاميذ، وتعزيز الشعور بالاستقلالية لدى التلميذ تكاد تكون منعدمة. لذلك إن تدريب المعلم على أن يكون قادرا على إدارة سلوكيات التلاميذ في الفصل من خلال تعلمه أولا كيفية التواصل مع التلميذ بالشكل المعرفي النفسي والتربوي العلمي هو أمر أساسي في عملية تأهيل المعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق