الخميس، 26 ديسمبر 2013

تعريف حقوق الانسان



- حقوق الإنسان: أيضاً هذا المصطلح الشائع، والواسع الاستخدام والانتشار، حمَّال أوجه ومعانٍ، فهناك من يُطلقه ويريد به ظلم الإنسان .. يُريد به حقوق الإنسان التي قررتها مجالس الأمم المتحدة .. ونحن نطلقه ونريد به حقوق الإنسان التي قررتها الشريعة الإسلامية، وذلك لسببين:
أولهما: أن حقوق الإنسان كما هي في الشريعة الإسلامية .. هي الأكمل، والأحسن، والأعدل؛ لأن مصدرها الخالق العليم الخبير، الرحيم سبحانه وتعالى، الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا، العالم بخفايا النفوس وما تُعلن، وبطبائعها، وصفاتها، وما ينفعها، وما يضرها .. والإنسان المخلوق الضعيف ـ المجبول على الجهل والعجز ـ ليس له شيء من ذلك .. قال تعالى:) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (غافر:20. وقال تعالى:) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (المائدة:50.
ثانيهما: أن كثيراً من حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة، تتنافى مع حقوق الإنسان، ولا تحقق الحد الأدنى لحقوق الإنسان .. على سبيل المثال لا الحصر: موقفهم من القاتل الذي يَقتل المئات من الأطفال، والنساء، والشيوخ، والأبرياء ـ المدمن على القتل والإجرام ـ أنه لا يُقتَل .. ولا يجوز أن يُقتَل مهما قتل من الأبرياء، وارتكب من المجازر بحقّ الشعوب .. فهم ـ وفق شرائعهم الحقوقية ـ قد حرصوا على حقوق الإنسان القاتل المجرم، بينما فرطوا بحقوق الإنسان الضحية، والمقتول ظلماً وعدواناً، وبحقوق أوليائهم[[1]].
يُضاف إلى ذلك، أن حقوق الإنسان في الأرض ـ وفق شريعة الأمم المتحدة ـ خاضعة لإرادة ورغبات ومصالح الدول الخمسة التي لها حق " الفيتو ": أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين .. فلو اجتمع العالَم كله على تقرير حق من الحقوق .. أو على إدانة ظلم أو ظالم .. ثم رأت هذه الدول الخمسة ـ أو بعضها أو أحدها ـ خلاف ذلك .. تبعاً لمصالحها .. وسياساتها .. فلا قيمة ولا أثر حينئذٍ لتقرير العالَم لذلك الحق، أو لإدانتهم لذلك الظلم أو الظالم![[2]].
وعليه؛ فإن حقوق الإنسان .. وحقوق الحيوان .. والطريق .. والطبيعة .. وغيرها من
الحقوق .. نؤمن بها .. ونعمل لأجلها .. لكن كما هي مقررة في شريعة الإسلام، لا غير[[3]].


[1] قاتل الإنسان يُقتَل ـ وفق شريعة حقوق الإنسان المعمول بها في بعض الدول الغربية ـ في حالة واحدة فقط؛ وهي أن يكون القاتل كلباً .. فإن غدر الكلب بصاحبه ـ أو بأحد أبنائه وأطفاله ـ فقتله .. يُقتل حداً من حدود حقوق الإنسان الأممية .. فهذا هو حق الإنسان عندهم .. وهذه هي قيمته .. فالإنسان يُساويه، ويُكافئه الكلب فقط .. والكلب عليه كثير؛ إذ كثيراً ما يُعفى عن الكلب القاتل .. ويُبرأ! 
[2] الأمثلة الدالة على ذلك كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:" الفيتو " الأمريكي الذي يحمي جرائم  واعتداءات الصهاينة اليهود ضد الشعب الفلسطيني المسلم من أي إدانة .. رغم إجماع العالَم على إدانتهم .. ومؤخراً حماية " الفيتو " الروسي لجرائم ومجازر النظام الأسدي الطائفي بحق الشعب السوري من الإدانة .. رغم إجماع العالم على إدانته .. هذا فضلاً عن أن توجه الإدانة لإحدى دول أعضاء " الفيتو "، في حال ما تنتهك حقوق الإنسان، وما أكثر ما تفعل ذلك .. فهذه الدول ـ وفق العدالة الدولية ـ فوق المساءلة والمحاسبة!
[3] لنا كتاب قد جمعنا فيه جميع الحقوق، كما هي في شريعة الإسلام، وهو بعنوان " حقوق وواجبات شرعها الله للعباد "، انظره إن شئت .. فستجد أن الإسلام هو السباق لكل حق ينادي به الناس في هذا الزمن .. وبصورة أكمل وأحسن، وأجمل، لا تعرفها البشرية من قبل ولا من بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق