اسباب أنحـراف الشـبـاب
الشباب هم قوة المجتمعات
وعمادها، وصلاح أي مجتمع ـ بل أي أمة ـ مرتبط بل متوقف على صلاح شبابها، وهذه القاعدة
تطرد فسادًا بعد ثبوتها في حال الصلاح، فالشباب للأمة كمثل القلب للبدن إذا صلح صلح
الجسد كله وإذا فسد وانحرف انعكس ذلك على المجتمع كله.
وهناك معوقات تعصف بمسيرة
الشباب، تعوق عملهم، وتهدر طاقتهم، بل وتغير وجهتهم.. مما يعود بالسلب عليهم وعلى مجتمعاتهم..
هذه المعوقات التي نقصدها هي عوامل الانحراف عند الشباب.. وقد تنوعت هذه المعوقات
(داخلية وخارجية) وتعددت مصادرها وأسبابها بحيث من أفلت من أحدها وقع في حبائل غيرها،
والمعصوم من عصمه الله. ومن أهم هذه الأسباب:
الفراغ:
روى الإمام البخاري عن
ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون
فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ".
التفكك الأسري:
الأسرة هي المحضن الذي
ينبت فيه الشاب ويترعرع في كنفه، ولتأثيرها وضوح في صقل شخصية الشاب واكتمال شخصيته.
والوالدان يعتبران القدوة الفعالة في نفس الشاب، فكما يعودانه يعتاد، وكما يعلمانه
يتعلم، إن كانا صالحين نشأ صالحًا، وإن كانا فاسدين نشأ فاسدًا
الرفقة السيئة:
لا شك أن الرفقة تقع في
قاعدة الحاجات الاجتماعية فكل إنسان يحتاج الرفقة، لأن الرفقة حاجة نفسية متأصلة في
النفس البشرية من يوم يبدأ يدرك ويفهم ما يدور حوله، فإذا صلحت الرفقة صلح الإنسان
وإذا حدث العكس فسد الإنسان، ولذلك كان التوجيه النبوي في اختيار الأصدقاء والرفقاء
في قوله عليه الصلاة والسلام : [مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير،
فحامل المسك : إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ
الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة](متفق عليه)
فإذا صاحبت خيّراً حيا
قلبك، وانشرح صدرك، واستنار فكرك، وبصّرك بعيوبك، وأعانك على الطاعة، ودلّك على أهل
الخير..
التأثير السلبي للإعلام:
إن للإعلام تأثيرا سلبيا
على عقول الناس جميعاً كبيرهم وصغيرهم وقد تنوع الإعلام بين مرئي ومسموع كلها تقصف
العقول قصفا وتخاطب غرائز الشباب خطابا مشبوبا، أججت معه العواطف وأثارت مكنونات النفوس
وعرضت نماذج للقدوات غير صالحة مما أثر في شخصية الشباب، حتى أخذ كثير من الشباب يشكل
ثقافته وشخصيته بالطريقة التي يحبها ويهواها.
والإعلام بشكل عام سلاح
ذو حدين من الممكن أن يكون نافعًا للشاب، ومن الممكن أن يكون عاملاً من عوامل الانحراف،
ولكن المشاهد في الواقع هو أن ما تعرضه وسائل إعلامنا بداية من أفلام الكارتون إلى
الأفلام والمسلسلات الأجنبية البوليسية، أو الإثارة أو الرعب، مع التفصيل في مواطن
الانحراف كالرقص والزنا وشرب المخدرات وجرائم السرقة، كل هذا ما هو إلا طريق للانحراف
الفكري والسلوكي لدى شبابنا.
البيئة المحيطة بالشباب:
للبيئة تأثير خاص في الإنسان،
فالإنسان كما يقال ابن بيئته، فإن تربى في بيئة تعتز بالفضيلة والأخلاق الحسنة، صار
الإنسان يعتز بالفضيلة والأخلاق، وإن عاش في بيئة موبوءة بالسموم الأخلاقية والفكرية،
أصبح كذلك، فالإنسان يؤثر ويتأثر
المظاهر
انعكاسات الانحراف على
المجتمع وعلى الشباب أيضا-فكما سبقت الإشارة أن الشباب محرك أساسي لبناء المجتمع وهو
نواة ورمز للتقدم والسير نحو الأمام فهو الذي يحمل مشعل الازدهار فلو صلح الشباب صلح
المجتمع ولو فسد الشباب فسد المجتمع فكنتيجة مباشرة للانحراف تدهور المجتمع وتأخره
في ركب موجة التطور والرقي إذ يصبح مجتمع يعم عليه الجمود وقلة الحركة ,أما الشاب المنحرف
فيصبح رمز الفساد ويفقد بذلك احترام الصغير قبل الكبير ولعلنا إذا حاولنا ذكر مظاهر
انحراف الشباب بالمجتمع المغربي خاصة سنجدها كثيرة ومتعددة وعلى رأسها الإدمان علي
المخدرات إذ يسجل ارتفاع مهوس لهذه الظاهرة حيث يتم الترويج لها بطرق مختلفة سواء أمام
أبواب الاعداديات أو الثناويات,كما نلاحظ مدى تهاون شبابنا اليوم بالشعائر التعبدية
وعلى رأسها الصلاة كما نسجل أيضا التمييع وعدم الأمانة والصدق في الكلام مما يجعل من
الشباب أكثر تهاونا واقل جدية-ولعل هذا متمثل في تضييع الوقت وعدم تقدير قيمته وأيضا
انتشار الفواحش كالزنا واللواط ,أضف إلى ذلك التشبه بأهل الكفر في كل نواحي حياتهم
فضلاعن ذلك سوء الأخلاق والقيم وعدم احترام الآخر كل هذه المظاهر لا تمثل إلا نسبة
قليلة من مظاهر الانحراف بالمجتمع.
فبعد تعرفنا على معنى الانحراف
و أسبابه وانعكاساته داخل المجتمع وأيضا عرض بعض مظاهره, ,يبقى هناك سؤال يفرض نفسه
المتمثل في إمكانية إبراز بعض الحلول التي ينبغي الالتزام بها أو يبعضها من اجل الحد
من الانحراف أو بالأحرى التقليص من نسبة المنحرفين
فالانحراف أصبح اليوم من
المواضيع الشائكة التي تزرع القلق في بال الكثير من المجتمعات لذلك من الضروري البحث
عن حلول سريعة لهذا الوباء الذي حل بالمجتمعات دون سبق انظار , ولعل من بين الحلول
التي يمكن اعتبارها ناجحة نذكر ما يلي ,أولا حرص الآباء على تربية أبنائهم تربية قائمة
على القيم والأخلاق من اجل تأسيس بنية تحتية صلبة قادرة على مواجهة المخاطر الخارجية
وتكسير ذلك الجسر الحديدي بين الآباء والأبناء باعتماد الحوار ,ولكي تكون هذه التربية
ناجحة يجب أن تكون قائمة على ما يقتضيه ديننا الحنيف لان كل من عمر قلبه بالإسلام فلن
يجد الانحراف مدخل للوصول إليه كما نحبذ أن يتجه الشاب في هذه المرحلة إلى الكتابة
والإكثار من القراءة قصد اغناء النفس ومن اجل تفريغ كل ما يعيقه ويقف عقبة في وجهه
,أيضا يجب الإكثار من الشعائر الدينية خاصة الصلاة والصوم فخير الشباب من تربى على
الإسلام لأنه لا يفتح مجالا لداء الانحراف أضف إلى ذلك الحرص على التقليل من الأوقات
الفارغة فمن الأفضل الانشغال إما بأمور الدراسة أو الرياضة أو المشاركة في احد الجمعيات
الهادفة أو ما شابه ذلك ...
الحلول
فالانحراف أصبح اليوم من
المواضيع الشائكة التي تزرع القلق في بال الكثير من المجتمعات لذلك من الضروري البحث
عن حلول سريعة لهذا الوباء الذي حل بالمجتمعات دون سبق انظار , ولعل من بين الحلول
التي يمكن اعتبارها ناجحة نذكر ما يلي ,أولا حرص الآباء على تربية أبنائهم تربية قائمة
على القيم والأخلاق من اجل تأسيس بنية تحتية صلبة قادرة على مواجهة المخاطر الخارجية
وتكسير ذلك الجسر الحديدي بين الآباء والأبناء باعتماد الحوار ,ولكي تكون هذه التربية
ناجحة يجب أن تكون قائمة على ما يقتضيه ديننا الحنيف لان كل من عمر قلبه بالإسلام فلن
يجد الانحراف مدخل للوصول إليه كما نحبذ أن يتجه الشاب في هذه المرحلة إلى الكتابة
والإكثار من القراءة قصد اغناء النفس ومن اجل تفريغ كل ما يعيقه ويقف عقبة في وجهه
,أيضا يجب الإكثار من الشعائر الدينية خاصة الصلاة والصوم فخير الشباب من تربى على
الإسلام لأنه لا يفتح مجالا لداء الانحراف أضف إلى ذلك الحرص على التقليل من الأوقات
الفارغة فمن الأفضل الانشغال إما بأمور الدراسة أو الرياضة أو المشاركة في احد الجمعيات
الهادفة أو ما شابه ذلك .
فهذه الحلول يمكن تطبيقها
بقليل من العزم والإرادة من الشخص المنحرف ,و هناك بعض الحلول المرتبطة بالدولة إذ
على هذه الأخيرة أن توفر بنية مناسبة من اجل شباب أفضل, وذلك إما ببناء معاهد رياضية
أو ثقافية أو غيرها ,الشئ الذي سينعكس ايجابيا على الشباب وعلى المجتمع .كما ينبغي
أيضا للدولة أن تقوم بمضاعفة نشاطها من اجل توفير نسب الشغل والتقليص من البطالة من
اجل أن تنقد الشباب من داء الانحراف -كما يجب الحرص من اجل انتشار إعلام وصحافة ملتزمة
بما هو ثقافي وعلمي ,وأيضا الحرص على جعل فئة الشباب فئة فعالة في المجتمع من خلال
إتاحة لهم الفرصة للتعبير عن مواقفهم في مختلف المواضيع سواء تعلق الأمر بأمور اجتماعية
أو سياسية أو غيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق