القيم المدنية
هو منظومة القيم والاتجاهات التى تمثل أحكاماً عقلية أو
انفعالية بشأن الأشياء أوالمعانى أو المواقف، وتوجه اختيارات الفرد إزاء
بدائل السلوك أو الاستجابات، وهى فى هذا السياق قيم واتجاهات حاكمة
للمواطنة كسلوك داخل المجتمع المدنى0
وهذه القيم تعد انعكاساً لطبيعة الوجود الاجتماعى للأفراد
والمجموعات فى مرحلة تاريخية معينة، وداخل تكوين اجتماعى وسياسى واقتصادى
محدد، كما أنها تعد نتاجاً لهذا الوجود، ولذا فإن تدفق المعلومات والمعارف
السابقة داخل سياق الفعل التعليمى تكون عاملاً ضمن عوامل أخرى عديدة
تعليمية ومجتمعية، تسهم فى بلورة وتجسيد هذه القيم فى نسيج شخصية المتعلم
الذى تسعى المدرسة إلى تربيته مدنياً ليكون مواطنا فاعلاً0
أما عن أبرز القيم والاتجاهات التى ينبغى أن تركز عليها التربية المدنية، فهى:
الحرية فى مواجهة القهر – المساواة فى مواجهة التفاوت الاقتصادى والاجتماعى والتنوع العقائدى – التسامح فى مواجهة التعصب – الديمقراطية فى مواجهة الاستبداد- النسبية فى مواجهة الدوجماطيقية – العمل الطوعى فى مواجهة الإجبار – المصلحة العامة فى مواجهة الأنانية – المؤسساتية فى مواجهة الفردية – الالتزام فى مواجهة الإلزام – المشاركة فى مواجهة العزوف والسلبية – التعاون فى مواجهة الصراع – الشعور بالمسئولية فى مواجهة اللامبالاة –([1]) 0
ولا شك أن هذه القيم والاتجاهات لها ما يدعمها ويعززها فى
سلوك الفرد داخل الإطارين المجتمعى والتعليمى، ولها ما يعيقها داخل نفس
الإطارين0
ويمكن تصنيف أهم القيم المدنية إلى:
� أن تصبح عضواً فعالاً فى
المجتمع: يتضمن، الالتزام وبشكل تطوعى بمعايير ذاتية، تحكم تصرفات الأفراد،
من دون الحاجة إلى فرض كوابح خارجية، وتقبل المسئولية والوعى بنتائج
أفعالنا والعمل على تحقيق الالتزامات الأخلاقية والقانونية التى تترتب عن
العيش فى مجتمع ديمقراطى0
� القيام بالمسؤوليات الشخصية
والسياسية والاقتصادية كمواطنين: هذه المسئوليات تتضمن الاهتمام بالنفس
والعائلات بالإضافة إلى تربية وتعليم الأطفال، كما أنها تتضمن معرفة
المواضيع العامة كالانتخاب ودفع الضرائب والقيام بخدمات عامة بالإضافة إلى
تبوء مناصب القيادة 0
� احترام قيمة الفرد والكرامة
الإنسانية: إن احترام الآخرين، يعنى الإصغاء إلى آرائهم، والتصرف بشكل
حضارى، وأخذ حقوق ومصلحة المواطنين الآخرين بعين الاعتبار، والالتزام بمبدأ
حكم الأغلبية مع إدراك أهمية حق الاعتراض0
� المساهمة فى الشئون المدنية
بشكل ناضج وفعال: يتطلب هذا المعرفة المسبقة قبل الإدلاء بالصوت أو
الاشتراك فى مناظرة علنية، والاضطلاع بمهام قيادية فى الوقت المناسب كما
أنها تستدعى أن تحل الرغبات الشخصية والاهتمامات للفرد مكاناً أدنى من أجل
المصلحة العامة، كما أنها تطلب الوعى بأن واجبات الفرد والمبادئ الدستورية
تفرض عليه أن يرفض بعض الالتزامات المدنية([2]) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق